كورونا: قفزة جديدة للوباء في كوريا وألمانيا… وارتفاع قياسي في روسيا

تجاوز عدد المتعافين من الإصابة بفيروس كورونا الجديد حول العالم حاجز المليون ونصف المليون أمس.

وأوضحت المعطيات أن عدد المتعافين من كورونا حول العالم بلغ 1.5. وجاء في المعطيات أن الولايات المتحدة الأمريكية شهدت أكبر عدد من المتعافين، بـ 256 ألفا و336، تلتها إسبانيا بـ 176 ألفا و439.
وجاءت ألمانيا في المرتبة الثالثة بـ 145 ألفا و600، وإيطاليا رابعا بـ 105 آلاف و186 حالة شفاء.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أمس الإثنين، إن رفع إجراءات العزل العام «ببطء وتدريجيا» أمر ضروري، مشيرا إلى أن القفزة في عدد الإصابات بفيروس كورونا في كوريا الجنوبية وألمانيا أثارت مخاوف عالمية من موجة عدوى ثانية.
وقال جيبريسوس في إفادة صحافية عبر الإنترنت إن «رفع إجراءات العزل العام أمر معقد وصعب»، مضيفاً أن ألمانيا وكوريا الجنوبية والصين جميعها فيها أنظمة تتيح لها الاستجابة لأي طفرة جديدة في عدد الإصابات.

رئيس وزراء بريطانيا يتعرض لانتقادات شديدة بسبب خفض القيود

وتظاهر آلاف الأشخاص في العديد من المدن الألمانية ضد القيود المفروضة على الحياة الخاصة والعامة في مكافحة جائحة كورونا. وكثيراً ما تم تجاهل قواعد المسافة لمنع انتشار العدوى.
ومثلما كان الحال في أسابيع سابقة، شارك في هذه المظاهرات مروجون لنظريات المؤامرة ومناهضون للتطعيم الإجباري ويمينيون شعبويون وأشخاص يصعب تصنيفهم سياسياً. وتعرضت الشرطة لاعتداءات خلال التظاهرات وكذلك صحافيون في إحداها. وقد تعرضت فرق تلفزيونية للهجوم في احتجاجات سابقة.
وأعربت الحكومة الألمانية عن قناعتها بأن التظاهرات المناهضة للقيود المفروضة على الحياة العامة بسبب جائحة كورونا لا تعكس انخفاض قبول الإجراءات بين المواطنين بوجه عام.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، أمس الإثنين في برلين، إن بضع مئات شاركوا في مظاهرات في بعض الأماكن، وبلغت المشاركة في مظاهرات أخرى بضعة آلاف، وقال: لا يمكن الاستنتاج أن ذلك سلوك وقناعات 83 مليون فرد في ألمانيا». وأكد زايبرت أن المواطنين لديهم حق التظاهر السلمي في ألمانيا، وقال: «المظاهرات السلمية في هذا الوقت مهمة أيضا، حتى يمكن التعبير عن آراء متباينة علنا. النقد مهم وممكن دائما في النظام الديمقراطي».
وفي المقابل، أكد زايبرت أن هذا لا يعفي المشاركين مطلقا من مسؤوليتهم تجاه باقي المواطنين، وقال: «لذلك يمكن المطالبة خلال هذه التظاهرات بالالتزام بقواعد السلامة الصحية والمسافة بين الأفراد».
وأعرب عن قلق الحكومة إزاء هذا المستوى المرتفع من العدوانية في المظاهرات، وقال: «بغض النظر عن أي اتجاه سياسي أو أيديولوجي ينبثق منه هذا العدوان، فإن هذا أمر يجب إدانته بشدة وصرامة»، مضيفا أن الصحافيين ورجال الشرطة يقومون بعملهم «نيابة عنا»، وقال: «من يهاجم رجال شرطة أو صحافيين، لا يمكنه أن يختبئ وراء الحق في حرية التعبير عن الرأي وحرية التظاهر. إنه يهاجم ديمقراطيتنا، ونحن سندافع عنها».
أما في بريطانيا، فتعرض رئيس الوزراء لانتقادات شديدة لاقتراحه بدء خفض إجراءات الحجر، وقال أندي بورنهام، عمدة مانشستر الكبرى في شمال غرب إنكلترا، إن تصريح جونسون أمس جاء «في وقت مبكر جدا بالنسبة لشمال غرب البلاد، ويمكن أن يسبب حالة من الارتباك». وكتب على موقع تويتر :»رسالتي إلى الأشخاص والشركات في مانشستر الكبرى هي: رجاء توخي الحذر والتروي قبل إدخال أي تغييرات على روتينكم».
وقال جونسون في خطاب أمام البرلمان أمس الإثنين، إنه أعطى «أول رسم تخطيطي لخريطة طريق إعادة فتح المجتمع» بعد تراجع متوسط عدد الإصابات المؤكدة والوفيات المرتبطة بالفيروس منذ منتصف نيسان/أبريل.
وأضاف أن المدارس والمحال التجارية يمكن أن تعيد فتح أبوابها على مراحل الشهر المقبل، في حين قد تحتاج الشركات العاملة في مجال الضيافة إلى الاستمرار في الإغلاق حتى تموز/يوليو على الأقل.
وكان جونسون قد اقترح بدء التغييرات أمس الإثنين إلا أن نائبه وزير الخارجية دومينيك راب، قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن «تغييرات محدودة ستتم اعتبارا من يوم الأربعاء».
وقال ايد ميليباند، وزير الأعمال في حكومة الظل العمالية على موقع تويتر بعد تصريحات راب «الوضوح أمر أساسي. هذا أمر فوضوي». كما اعتبرت ماري بوستد، الرئيسة المشتركة لاتحاد التعليم الوطني، أكبر نقابة للمعلمين في بريطانيا، أن خطة الحكومة لإعادة فتح المدارس اعتبارا من أول يونيو «متهورة».
وفي روسيا، التي باتت ثالث دول العالم من حيث عدد الإصابات المسجلةً، أكثر من 221000 أصابة، أمر الرئيس فلاديمير بوتين، أمس الإثنين بإنهاء «عطلة العمل» السارية منذ أواخر مارس والهادفة إلى تسهيل فرض العزل، ما يعطي إشارة الانطلاق لرفع تدريجي للقيود المفروضة في المناطق الروسية.
وقال بوتين في خطاب متلفز إنه «اعتباراً من يوم غد الثاني عشر من أيار/مايو تنتهي عطلة العمل السارية في البلاد والتي تشمل كل القطاعات الاقتصادية. لكن التصدي لجائحة (فيروس كورونا المستجد) لم ينته. الخطر لا يزال قائما».
إلا أن هذا الإعلان الذي يأتي في وقت سجّلت فيه البلاد أكثر من 11 ألف إصابة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، لا يعني انتهاء عزل جميع الروس. ولا تزال مدينة موسكو خصوصاً وهي بؤرة الوباء الرئيسية في البلاد، معزولة حتى 31 أيار/مايو على الأقل.
وسيعود إذاً إلى كل منطقة اتخاذ قرار رفع قيود معينة وتحديد موعد رفعها، استناداً إلى خبرات علمية. وأشار بوتين إلى أن «بلادنا كبيرة وأوضاع الوباء تختلف (…) لا يمكن العمل بالنموذج نفسه في كل الأماكن».
وقال «اعتباراً من 12 مايو وحيثما كان ذلك ممكناً، ينبغي خلق الظروف لاستعادة الأنشطة في القطاعات الاقتصادية الأساسية: البناء والصناعة والزراعة والاتصالات والطاقة واستخراج المواد الأولية».
وأعلن أيضاً بوتين سلسلة مساعدات مالية للعائلات والشركات خصوصاً لهذه الأخيرة عبر إعفاءات ضريبية.
وأخيراً اعتبر أن روسيا نجحت في تجنّب الأسوأ بفضل العزل ووقف الأنشطة. وأكد أن «التجربة في أماكن أخرى من العالم أثبتت أن العبء على أنظمة الصحة كان السبب الرئيسي لارتفاع معدلات الوفيات».
وتابع «لكنني أكرّر، بتنا مستعدين»، مؤكداً أن عدد الأسرة في المستشفيات المجهّزة لاستقبال المصابين بكوفيد-19 ارتفع من 29 ألفاً إلى 130 ألفاً منذ مارس.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: