تطبيق “التعارف الحلال” يثير سخرية المغاربة.. تندر باسم الدين

أثار تطبيق خاص بالزواج عبر  “التعارف الحلال”، موجة من السخرية في وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب، إثر إعلان المؤثر المغربي إلياس الخريسي الملقب بـ”الشيخ سار” عن إطلاق تطبيقه الجديد بالتعارف بين الشباب والشابات الراغبين في الزواج مقابل اشتراك دوري.

وانتشر فيديو للناشط المغربي على مواقع التواصل الاجتماعي يعلن فيه عن إطلاق تطبيق لـ”التعارف الحلال” باسم ” المعقول” على منصتي الأندرويد والآيفون وطالته حملة من الانتقادات الشرسة، التي تحمل هجوما لاذعا على التطبيق الذي روج له على أنه “يتوافق مع تعاليم الشريعة الإسلامية”.

واعتبر نشطاء التواصل أن التطبيق “مجرد وسيلة تجارية للربح باسم الدين”، مؤكدين على أنه يتشابه مع العديد من التطبيقات العالمية المعروفة، والمخصصة للتعارف.

وأكد “الشيخ سار أنه سيقرأ الرسائل لمراقبة مواضيع المحادثات لضمان عدم خروجها عن إطار الزواج، مع إلزام المستخدمين بالإدلاء بعدد من المعطيات الشخصية، بما فيها رقم الهاتف والاسم الكامل والصورة الشخصية، إلى جانب معطيات أخرى حساسة ترتبط بلون البشرة والحالة العائلية.

وتجددت مخاوف المغاربة، حول المساس بالمعطيات الشخصية لمستخدمي التطبيق، خاصة وأن النقاش لم يتوقف بعد حول تسريب صور وفيديوهات لمغربيات على منصة سناب شات. ومن بين التعليقات السلبية التي نالت من المؤثر المثير للجدل في المغرب “يدافعون بشراسة عن تزويج الأطفال والقاصرات، ويحرمون على المرأة تولي الوظائف والمسؤوليات”.

وأضاف المدون المغربي، “يبيحون لبعضهم مشاريع “الدعارة الإلكترونية”، ويسمحون للجنسين بالمحادثات الخاصة وتبادل الصور تحت رقابة “صاحب التطبيق” ومشاركته، فهذا نموذج المعارضين لتعديل مدونة الأسرة والمعارضين لرفع الظلم عن المرأة…”، متسائلا: “سؤال بريء.. أترضاه لأختك؟”.

وجاء ذلك، بعد تفاعل الشيخ الكتاني مع تطبيق “الشيخ سار”، في تدوينة له على موقع فيسبوك، قائلا “بالنسبة لتطبيق الأخ إلياس الخريسي، بعد تواصلنا تبين لي أنه لا حرج فيه بل هو خير إن شاء الله”، مضيفا “والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط”.

وقال المدون المغربي الساخر مصطفى بوكرن، في تدوينة له على فيسبوك “أخطر ما في مبادرة إلياس الخريسي التجارية، أن بعض المغاربة يثقون في شخص بلحية قصيرة، ويعطونه أسرارهم بمقابل مادي، ولا يثقون في الدولة إذا طلبت منهم تحميل تطبيق في الهاتف لأنهم يخافون أن تتجسس عليهم، يا لها من مفارقة عجيبة وغريبة”.

وكان الخريسي، قد أشار سابقا إلى أن التطبيق غير مجاني، وذلك تفاديا لاستفادة الأشخاص غير الجادين من الخدمات المخصصة لأغراض الزواج. ويصل ثمن الاشتراك، وفق ما صرح به الناشط الرقمي المعروف، إلى 30 دولارا للرجال، و10 دولارات للنساء، مع إتاحة إمكانية متابعته للمحادثات التي ستكون بين مستخدمي التطبيق “تجنبا لأي خلوة بينهم”، حسب قوله.

 

ينتشر الابتزاز الإلكتروني والتحرش والتهديد بـ”الفضيحة” فيما يتعلق بالتعارف عبر الإنترنت عربيا، بخاصة عبر الوسائل التقليدية
◙ الابتزاز الإلكتروني والتحرش والتهديد بـ”الفضيحة” تنتشر فيما يتعلق بالتعارف عبر الإنترنت عربيا، بخاصة عبر الوسائل التقليدية

 

تجدر الإشارة أن “شيخ سار”، سبق وأن شن حملة واسعة ضد المغربيات الموظفات، ودعا فيها المغاربة إلى تفادي الزواج بالمرأة العاملة، وهو الأمر الذي أثار ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل. وباتت تطبيقات المواعدة التي باتت رائجة عربياً أخيراً تأخذ مكان كثير من الوسائط، فهي تشبه زواج “الصالونات”، لكن بشروط الشريك نفسه من دون أن يكون هناك طرف ثالث يؤثر في قراره.

فبعد منتديات التعارف التي انتشرت بين أوساط مستخدمي الإنترنت منذ نهاية التسعينيات، وانزوت تدريجاً بعد أن باتت مواقع التواصل هي الوسيلة الأولى للتفاعل بين المستخدمين، جاءت تطبيقات المواعدة المثبتة عبر الهواتف والأجهزة اللوحية لتحقق عدة ميزات بضغطة واحدة.

وهناك تطبيقات خاصة فقط بالتعارف داخل مترو الأنفاق، وبينها تطبيق شهير في روسيا، إذ يرتاد تلك الوسيلة آلاف يومياً يشتركون في محطات متعددة، وتتيح فكرة ارتيادهم القطار نفسه يومياً فرص اللقاء بشكل طبيعي، والتطبيق فقط يساعدهم في الحصول على شريك متوافق.

وقبل أكثر من عقد انطلق تطبيق تندر (38 في المئة من مستخدميه عمرهم يتراوح ما بين 16 إلى 24 سنة)، إذ إنه الاسم الأشهر في عالم المواعدة عالمياً بين أكثر من 1500 تطبيق، والمنتشر في نحو 200 بلد حول العالم بأكثر من 55 لغة.

ورغم عشرات الملايين الذين يستخدمونه شهرياً، لكن أخيراً ارتبط اسمه بتجارب سلبية عدة بعد عرض الحلقات التوثيقية لـ”نتفليكس” المعنونة بـ”محتال تندر ” الذي استعرض تجارب حقيقية لنساء وقعن ضحية لنصاب ابتز أموالهن، وحقق ثروة طائلة. وفي النهاية لم يدن قانونياً ببساطة، لأن تلك الأموال لم تسرق، إنما منحت له طواعية بدافع “الحب”.

وينتشر الابتزاز الإلكتروني والتحرش والتهديد بـ”الفضيحة” فيما يتعلق بالتعارف عبر الإنترنت عربيا، بخاصة عبر الوسائل التقليدية، وأبرزها الانخراط في مجموعات ذات طبيعة محددة يجمع المشتركين فيها اهتمامات بعينها، مثل السينما أو القراءة أو الحرف اليدوية أو غيرها.

ويتسلل مجموعة من المحتالين أيضاً من الجنسين يحاولون إقناع الآخر بالحب، بخاصة أن الأمور تبدو طبيعية قليلاً، ثم تدريجاً يحدث ابتزاز أخلاقي، سواء بصور خاصة أو أسرار، وصولاً إلى ادعاء المرض وطلب المساعدة المالية، والضحية تفضل الصمت في أغلب الأوقات خوفاً من التعرض للشماتة والكشف عن مزيد من الأسرار.

كما نشأت عدة تطبيقات عربية، بعضها له صبغة دينية، لمحاولة مساعدة المغتربين خصوصا في الارتباط بأشخاص من الأصول نفسها، وهو ما ضمن الشعبية والنجاح لأكثر من تطبيق مواعدة في هذا الصدد، لاسيما بين مجتمع المهاجرين الذين ليست لديهم فرص كثيرة لمقابلة شركاء حياة محتلمين من الخلفية الثقافية والدينية نفسها، فلا يزال أغلبهم يفضل ألا يقترن بشريك من جنسيات غير عربية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: