تبدي اهتماما بالاستثمار فيها.. فرنسا على طريق الاعتراف بمغربية الصحراء

أعرب وزير التجارة الخارجية الفرنسي فرانك ريستر عن استعداد بلاده للاستثمار إلى جانب الرباط في الصحراء المغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، وذلك في مستهل زيارة للمغرب ما يكش سيفتح عهدا جديدا من التعاون من أجل تنمية اقليم الصحراء على قاعدة مبادرة الحكم الذاتي.
وقال ريستر الذي بدأ الخميس زيارة للمغرب تستغرق يومين، للصحافيين في غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في الدار البيضاء، “علينا أن نتأكد من أننا نعمل معا، لدينا مصالح مشتركة”، مضيفا أنه يرغب في العمل “على إنعاش العلاقة”.

وحصلت الشركتان الفرنسيتان “بي بي آي فرانس” و”بروباركو”، على موافقة وزارة الخارجية الفرنسية لتوسيع استثماراتها بالصحراء المغربية فيما أكد لويك جايجيرت هوبر، المدير الإقليمي لشركة “إنجي شمال أفريقيا” أن تمويل مشاريع بجهة العيون الساقية الحمراء والداخلة – وادي الذهب، يعتبر إنجازا تاريخيا”.

وقال في تغريدة له على منصة إكس “أن تعزيز الاستثمارات من طرف الشركتين الماليتين الفرنسيتين بي بي آي فرانس وبروباركو يعد نقطة تحول حاسمة في العلاقات بين فرنسا والمغرب وستفتح عهدا جديدا من التعاون من أجل تنمية الصحراء المغربية”.
وفي معرض تذكيره بالزيارة التي قام بها وزير الخارجية ستيفان سيجورني إلى الرباط نهاية فبراير والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات بعد سلسلة من الأزمات الدبلوماسية، أشاد ريستر مجددا بـ”جهود المغرب على صعيد الاستثمارات في الصحراء”.
كما أعلن أن فرنسا “مستعدة لدعم هذه الجهود”، مشيرا إلى أن شركة “بروباركو” التابعة لوكالة التنمية الفرنسية والمخصصة للقطاع الخاص، يمكن أن تساهم في تمويل خط الجهد العالي بين مدينتي الداخلة جنوب الصحراء المغربية والدار البيضاء.
وتأتي هذه الخطوات بعد جهود من قبل دبلوماسيين وملحقين عسكريين بسفارة فرنسا بالرباط أكتوبر الماضي زيارة بلدية العيون بإقليم الصحراء، واجتمعوا مع رئيسها مولاي حمدي ولد الرشيد، الذي قدم “شرحا حول المؤهلات والمشاريع التنموية التي تم تشييدها، وذلك في إطار التعريف بالطفرة التي عرفتها المدينة”.
والصحراء المغربية مستعمرة إسبانية سابقة يسيطر المغرب على 80% من مساحتها، لكن تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر بالسيادة عليها.
وفرنسا هي المستثمر الأجنبي الأول في المغرب، وبلغت المبادلات التجارية بينهما مستوى قياسيا عند 14 مليار يورو في عام 2023.
وفي الرباط، التقى ريستر مع وزير الصناعة والتجارة رياض مزّور والوزير المنتدب المكلف بالاستثمار محسن الجزولي.
وشهدت العلاقات المغربية الفرنسية بعض التوتر في السنوات الأخيرة حيث لم تحسم فرنسا أمرها في اعتراف شامل وواضح بسيادة المغرب على صحرائه على غرار الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت موقفها الواضح، في 10 ديسمبر 2020 من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب.
في المقابل سعت باريس لإذابة الجليد مع الرباط من خلال الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الفرنسيون وكذلك استقبال نظرائهم المغاربة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: