الربط السككي قبل مونديال 2030 على طاولة المباحثات المغربية-الإسبانية

يبدأ وزير النقل الإسباني، أوسكار بوينتي، اليوم الاثنين، زيارة إلى الرباط، تهدف إلى إجراء مباحثات مع ممثلي الحكومة المغربية في القضايا ذات الاهتمام المشترك تتعلق بمواضيع النقل والبنية التحتية وكذلك للتعرف على سيرورة المشاريع المغربية قبل مونديال 2030.

وكشف الموقع الرسمي لوزارة النقل الإسبانية، أن الوزير الإسباني سيلتقي خلال زيارته الرسمية الأولى إلى الرباط، وزير النقل واللوجستيك محمد عبدالجليل، لمناقشة خطة المغرب لتطوير شبكة واسعة من السكك الحديدية عالية السرعة، وهي المشاريع التي قد تشارك في إنجازها شركات إسبانية لديها القدرة التقنية والخبرة اللازمة.

وأشار المصدر ذاته إلى أن المسؤول الإسباني سيعقد اجتماعا مع وزير التجهيز والماء نزار بركة، لتناول القضايا المتعلقة بالتعاون الموانئ بين البلدين.

كما يرتقب أن يزور وزير النقل الإسباني غدا الثلاثاء، مقر الشركة الإسبانية للنقل البري “ألسا” بمدينة الدار البيضاء، حيث سيتعرف على نشاط الشركة بالمدينة وسيعقد اجتماعا مع العاملين في الشركة.

وتأتي زيارة وزير النقل الإسباني إلى الرباط، لتأكيد الشراكة الاقتصادية التي ارتقت أخيرا بين البلدين، وترجمتها بمشاريع على الأرض.

ويذكر أن مجموعة من الشركات الاسبانية المتخصصة في النقل نقلت مشاريعها إلى المغرب، كشركة ESP Solutions التي اختارت طنجة من أجل تسهيل إرسال الصادرات المغربية إلى جميع أنحاء أوروبا وتسهيل دخول البضائع.

ووفق ما نشرته مصادر إعلامية إسبانية فإن الشركة المذكورة تعتبر أن المغرب سوق صاعد، خاصة في قطاع الحمضيات والأسماك والأدوية، لهذا سيركز أسطول الشركة على هذا القطاع. وكشفت الشركة أنها تتوقع أن ما بين 15 بالمئة و25 بالمئة من شاحناتها ستسافر عبر طرق تشمل مقر طنجة، مع ما يترتب على ذلك من زيادة في نشاط المجموعة.

وكان الوزير بوينتي قد نفى صحة ما تداولته عدد من وسائل الإعلام المغربية والإسبانية بخصوص إعلان رئيس الوزراء بيدرو سانشيز عن أن مدريد ستستثمر 45 مليار دولار في مشاريع لتقوية البنية التحتية بالمغرب.

وأوضح عبر حسابه على منصة إكس أن المغرب سيستثمر 45 ألف مليون في بنيته التحتية، مشيرا إلى أن الشركات الإسبانية ستدخل سباق المنافسة للحصول على عقود في هذا الإطار.

وأكد سانشيز، خلال ندوة صحافية في ختام زيارة عمل للمملكة، أن “إسبانيا تعد شريكا مرجعيا للمغرب باستثمارات متوقعة تناهز 45 مليار أورو في أفق 2050″، منوها بـ”التطور الإيجابي” للمبادلات التجارية بين البلدين.

وأبرز أن الشراكة الاقتصادية الثنائية مدعوة لمزيد من التوطيد، خاصة في سياق التنظيم المشترك للبلدين مع البرتغال لكأس العالم لكرة القدم 2030.

كما أشاد بـ “الجهود الكبيرة” التي يبذلها المغرب من أجل عصرنة اقتصاده، مبرزا إسهام المقاولات الإسبانية في هذه الجهود الرامية لتطوير الاقتصاد المغربي، لا سيما في مجالات النقل والطاقات المتجددة وتدبير الموارد المائية.

وفي 21 فبراير الماضي، استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، بالقصر الملكي بالرباط، رئيس حكومة المملكة الإسبانية.

وتندرج هذه الزيارة في إطار استمرارية الدينامية التي أطلقتها المرحلة الجديدة للعلاقات الثنائية، والتي تم تدشينها منذ اللقاء بين الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة الإسبانية في أبريل 2022، والذي توج باعتماد البيان المشترك بين البلدين.

وسبق وأن وقع المغرب وإسبانيا مذكرتي تفاهم في فبراير 2023 لتحديد سبل التعاون في مجال النقل والبنية التحتية، مع التركيز على تطوير السكك الحديدية.

وتنص مذكرة التفاهم على التعاون في مجال تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية وصيانة القطارات والعربات، وتصميم ورش العمل، إلى جانب تدريب موظفي السكك الحديدية، وتنفيذ وتشغيل أنظمة إدارة حركة السكك الحديدية.

ويخطط الجانبان لإنجاز مشروع القطار السريع الذي سيقرب المسافة بين إسبانيا والمغرب عبر مشروع النفق البحري بين البلدين في غضون خمس سنوات، أي قبل انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030، والتي ستقام في إسبانيا والبرتغال والمغرب.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: