المغرب محطة رئيسية للسلام والاستقرار في منطقة التحديات

خصصت المجلة الإلكترونية لوزارة الخارجية الأميركية “ستيت ماغازين”، عددها لشهر مارس عن المغرب، باعتباره أحد أكبر حلفاء الولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وشريكا استراتيجيا مهما.

ونشرت المجلة الأميركية، صباح اليوم الأحد، عددها الشهري المرفق بخريطة المملكة كاملة مع صحرائه تحت عنوان “المغرب: الشراكة الدائمة مبنية على التاريخ والمصالح المشتركة”، معددة في سطوره سبل التعاون الوثيق بين البلدين وتاريخهما المشترك.

وأبرزت المجلة أن المغرب يرسخ مكانته باعتباره فضاء للسلام والاستقرار في منطقة تواجه العديد من التحديات، كما سلطت الضوء على الشراكة “الدائمة ومتعددة الأشكال والعريقة” القائمة بين واشنطن والرباط.

وأشارت المجلة، إلى أن المملكة، التي تعد أحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي، تضطلع بـ”دور محوري” في الجهود المبذولة على الصعيد الإقليمي، في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.

وتطرقت مجلة “ستيت ماغازين”، التي خصصت ركن “مقال الشهر” للشراكة الاستراتيجية المغربية الأميركية، إلى مناورات “الأسد الأفريقي” العسكرية التي تقام سنويا بين البلدين، والتي تشكل “أكبر تمرين عسكري تدريبي في أفريقيا”.

ويحتضن المغرب في الفترة من 20 إلى 31 ماي المقبل مناورات “الأسد الأفريقي 2024” الذي يعد أكبر تمرين متعدد الجنسيات بالقارة الأفريقية في مناطق أكادير وطانطان والمحبس وطاطا والقنيطرة وبن جرير وتفنيت.

وترمي مناورات “الأسد الأفريقي 2024″، إلى المساهمة في توطيد التعاون العسكري المغربي – الأميركي وتقوية التبادل بين القوات المسلحة لمختلف البلدان المشاركة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وعام 2007، انطلقت أول نسخة من المناورات بين المغرب والولايات المتحدة وتشارك فيها دول أوروبية وأفريقية وهي تُجرى سنويا، لكن أقيمت أحيانا أكثر من نسخة في العام الواحد وتعد أكبر مناورات عسكرية في أفريقيا.

وأشار المصدر ذاته إلى أن الموقع الجغرافي للمملكة وروافدها الثقافية العربية والأفريقية والأوروبية يجعلها “شريكا أساسيا” في الجهود الرامية إلى كسب التحديات التي تواجه منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، مسجلا أن المملكة تشكل أيضا صلة وصل حيوية بين أفريقيا وأوروبا.

وأوردت المجلة عن ديفيد فيشر، المستشار السياسي بالسفارة الأميركية بالرباط، تصريحه “لن تجدوا في أفريقيا أي بلد يعد حليفا مستقرا وموثوقا مثل المغرب”، مذكرة بأن المغرب يحظى بـ”مكانة خاصة” في تاريخ العلاقات الدولية الأميركية، إذ كان أول بلد في العالم يعترف باستقلال الولايات المتحدة الأميركية في العام 1777.

ونقلت المجلة عن سفير الولايات المتحدة في الرباط، بونيت تالوار، قوله إن المغرب “بلد نربط معه شراكة عميقة وغنية ومتعددة الأشكال”، مسجلا أن المملكة ترسخ مكانتها بصفتها شريكا “قويا وجد موثوق”.

وفي هذا الإطار، أبرز الدبلوماسي الأميركي ضرورة الحفاظ على هذه الوتيرة من أجل تحقيق التقدم في المجالات ذات الاهتمام المشترك وكسب التحديات التي تواجه البلدين.

وفي هذا العدد الجديد، ذكرت مجلة الدبلوماسية الأميركية باعتراف الولايات المتحدة الأميركية في سنة 2020 بسيادة المغرب الكاملة والتامة على أقاليمه الجنوبية من خلال إعلان رئاسي.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشارت المجلة إلى أن المغرب يسرع وتيرة تحديث بنياته التحتية لتعزيز دوره كقطب محوري استراتيجي في المنطقة ووجهة سياحية ذات مستوى عالمي، مضيفة أن الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب المملكة باعتبارها البلد “الجار والحليف والصديق الأطلسي لأميركا”.

وبعد التطرق إلى التزام الرباط بتحقيق التنمية في أفريقيا، ذكرت مجلة الخارجية الأمريكية بأن المغرب اغتنم الفرصة، خلال الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي انعقدت بمراكش في 2023، من أجل الدعوة إلى مزيد من الاستثمارات في القارة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: