بوريطة: لا قدرة لجنوب أفريقيا على التأثير في ملف الصحراء المغربية

قلل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة الثلاثاء من أهمية زيارة مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالصحراء ستيفان دي ميستورا الأسبوع الماضي إلى جنوب أفريقيا، وهي الزيارة التي أثارت استياء المغرب الذي لم يتم التنسيق معه بشأن الزيارة، بالإضافة إلى أن بريتوريا غير محايدة وداعمة لبوليساريو.

وجاء حديث بوريطة في مؤتمر صحفي على هامش انعقاد “المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول البلدان ذات الدخل المتوسط”، بمشاركة 32 بلدا و23 وكالة للتنمية تابعة للأمم المتحدة ومؤسسات دولية وإقليمية أخرى، ما يظهر أهمية المغرب كوجهة مفضلة لسياحة الأعمال بعد نجاح اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين في أكتوبر الماضي.

كان يفترض أن يستفيد دي ميستورا في مهمته من تبني أغلب الدول للمبادرة المغربية القائمة على الحكم الذاتي الموسع

وقال بوريطة في ندوة صحفية بمقر الوزارة “لم نتحدث مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة حول زيارة دي ميستورا لجنوب أفريقيا، لأننا ناقشنا بالأساس سبل إنجاح المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول البلدان ذات الدخل المتوسط”.

وأضاف “جنوب أفريقيا فاعل هامشي في قضية الصحراء المغربية وستبقى كذلك، فهي لا تملك التأثير والفاعلية لتغيير الحقيقة، ولو كانت لها القدرة لتغيير الوضع لفعلت ذلك منذ عشرين سنة”.

وبدا أن زيارة دي ميستورا لجنوب أفريقيا محاولة لتوسيع النقاش حول ملف مع دولة لا علاقة لها به من قريب أو بعيد.

ولا شك أن المبعوث الأممي يعرف حساسية العلاقة بين المغرب وجنوب أفريقيا، وهي ليست طرفا محايدا لتتمّ استشارته، ما جعل خطوته تبدو أقرب إلى خلط الأوراق منها لتوسيع دائرة النقاش.

ولا يمكن أن يسير المبعوث الأممي في اتجاه تجاوزه الزمن بفتح الباب أمام التدخلات الإقليمية بما يتناقض مع تكليفه الذي يحصر الحل بيد الأمم المتحدة.

وكان يفترض أن يستفيد دي ميستورا لإنجاح مهمته من التطور اللافت في مواقف أغلب الدول التي اختارت تبني حل عملي وسهل، وهو دعم المبادرة المغربية القائمة على الحكم الذاتي الموسع، بينما تدعو جبهة بوليساريو الانفصالية إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح لم يعد يلاقي القبول سوى من دائرة محدودة تضم الجزائر وجنوب أفريقيا.

وقال بوريطة إن المغرب يركز على “أطراف النزاع.. وهم الأطراف المعنيون، ولا يجب إقحام أطراف بعيدة عن الملف”.

وكان الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال قد قال لوكالة المغرب العربي الرسمية للأنباء الأسبوع الماضي إن المغرب “لن يسمح بأن تصبح صحراؤه أرضا للمناورة الدبلوماسية لجنوب أفريقيا”.

وأوضح أن المغرب “قام بتحذير دي ميستورا” وعبّر عن “اعتراض المغرب القاطع على هذه الزيارة ورفض أيّ تفاعل مع بريتوريا بشأن قضية الصحراء المغربية”، وأنه “لم تتم في أيّ لحظة استشارة المغرب أو حتى إبلاغه”.

وبرر الناطق الرسمي باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الزيارة قائلا “دي ميستورا يذهب للتحدث مع الأطراف التي يعتقد أنه يريد نقاش الملف معها، فهذا جزء من ولايته”.

وتتمثل مهام المبعوث الأممي الخاص بقضية الصحراء في تحريك المفاوضات بين طرفي النزاع على مسار تسوية دائمة مأمولة.

وفي الثاني عشر من يناير الماضي زار دي ميستورا المغرب ضمن أول جولة له بالمنطقة، شملت الجزائر وموريتانيا ومخيمات تندوف للاجئين أقصى جنوب غربي الجزائر.

وأعلنت الرباط، عقب زيارة دي ميستورا، التزامها بالعملية السياسية على أساس مبادرتها للحكم الذاتي.

وفي السادس من أكتوبر 2021 أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعيين دي ميستورا مبعوثا له إلى إقليم الصحراء، خلفا للمبعوث الألماني هورست كوهلر الذي استقال في الثاني والعشرين من مايو 2019، وإلى حد الآن ما تزال مهمته محدودة التأثير.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: