التجمع الوطني للأحرار يطمح إلى قيادة الحكومة المغربية لولاية ثانية

يكثف حزب التجمع الوطني للأحرار في المغرب جهوده لضمان تواجده في المرتبة الأولى في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وقيادة الحكومة إلى ولاية ثانية، وسط تعهدات بحلحلة ملفات مهمة، وفي مقدمتها التنمية ومحاربة الفساد.

يطمح حزب التجمع الوطني للأحرار إلى قيادة الحكومة المغربية في ولاية أخرى معتمدا على أداء حزبه في ظل الظرفية الصعبة، وعلى حاجة المواطن إلى التنمية والتصدي للفساد بآليات جديدة.

وعبّر عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس مجلس النواب راشد الطالبي العلمي عن قناعته ببقاء حزبه في السلطة لولاية أخرى.

وشدد راشد الطالبي العلمي في كلمة له بمدينة العيون الجمعة ضمن فعاليات المنتدى الجهوي الحادي عشر للمنتخبين الأحرار بجهة العيون – الساقية الحمراء، جنوبا، على أن الحزب سيقود الحكومة حتى سنة 2032، لأن المواطن يفرّق بين من يبحث عن مقعد لممارسة السلطة وبين من يبحث عن مقعد من أجل استغلاله لخدمة التنمية.

ويتحرك حزب الأحرار لضمان تواجده في المرتبة الأولى في الاستحقاقات المقبلة، وعين قيادته على الأقاليم الجنوبية كخزان انتخابي ثقيل، ولهذا أشاد رئيس مجلس النواب بالمشاركة المكثفة لسكان المناطق الجنوبية في الانتخابات التشريعية والمحلية الماضية، والتي تجاوزت نسبة المشاركة فيها 80 في المئة”، لافتا إلى أن “في سنة 2017 لا أحد كان يؤمن بحزب الأحرار في جهة العيون، وأنه بفضل الاشتغال والأخلاق استطاعت قيادة الحزب بالجهة تعبئة نخبة في المنطقة، الأمر الذي أعطى النتائج اليوم”.

 

رشيد لزرق: ينبغي أن يثبت الحزب الحاكم كفاءته بخلق انسجام حكومي
رشيد لزرق: ينبغي أن يثبت الحزب الحاكم كفاءته بخلق انسجام حكومي

 

وقال عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار إن “حضوره اليوم في أول زيارة له بعد الانتخابات رفقة 11 عضوا من نخبة الحزب له دلالات قوية على اهتمام التنظيم بهذه الربوع العزيزة على قلوب المغاربة”، مشيرا إلى أن “الحزب يولي أهمية خاصة لسكان الأقاليم الجنوبية، ويضع المواطن بها في صلب اهتماماته منذ بدأ مسار التنمية، وصولا إلى مسار التنمية الذي ندشنه اليوم”.

ويحاول حزب التجمع الوطني للأحرار استثمار تواجده بالحكومة ليبرز نفسه حزبا أساسيا داخل المشهد السياسي في ظل منافسة قوية من حلفائه خصوصا، في ظل تكريس فعلي للدولة الاجتماعية، حيث نوّه المنتخبون بجهة العيون بحصيلة الحكومة في هذا الصدد منذ بداية ولايتها الحالية خدمة لصالح المواطنين واستجابة لتطلعاتهم.

وأكد رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري إن “الأحرار الذي يقود الحكومة، له طموح البقاء في موقعه لأطول مدة ممكنة، لكن هذا رهين بتوفّر القدرة والشجاعة لمواجهة الظروف الحالية ليس بطريقة الحكومة السابقة التي ترأسها العدالة والتنمية لولايتين، والتي اقتصرت على تكرار شعار مكافحة الفساد في وقت دأبت على الزيادة في الأداءات على الأرباح”.

وأضاف إن “الحزب الحاكم حاليا ينبغي أن يثبت كفاءته بخلق جو من الانسجام الحكومي بالحفاظ على التوازنات بين الحزبين الآخرين، والتوجه نحو تحقيق السيادة الصحية والأمن في الغذاء والطاقة باعتبارها قطاعات إستراتيجية حيوية تؤمّن حياة المواطن وخلق الثقة في عمل الحكومة، باعتباره مدخلا لتحقيق التنمية تعزيزا للخيار الديمقراطي”.

وفي هذا الإطار أكد، محمد أوجار المسؤول الحكومي السابق، وعضو المكتب السياسي للحزب،  أن “حزب التجمع الوطني للأحرار سيبهر المغاربة بعد خمس سنوات”، مشيرا إلى أن “الحزب مستعد للمحاسبة بعد هذه الولاية”، مشددا على أن “التجمع الوطني للأحرار سيواصل برئاسة عزيز أخنوش تنفيذ مختلف التعهدات والالتزامات استجابة لتطلعات المواطنات والمواطنين”.

عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس مجلس النواب راشد الطالبي العلمي عبر عن قناعته ببقاء حزبه في السلطة لولاية أخرى

وبحضور رئيس الحكومة ورئيس الحزب عزيز أخنوش شدد الطالبي العلمي في كلمة له بمدينة العيون على أن الحديث الرائج مؤخرا بشأن تغلغل الفساد بالمغرب سببه وجود خلل في الآليات التي تُستخدم لمحاربة الفساد، داعيًا إلى “معالجتها بأساليب جديدة”.

ويقول عبدالله غازي، رئيس الفيدرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، وعضو المكتب السياسي للحزب، إن “المحطة الحادية عشرة من هذه المنتديات الجهوية، والتي أقرها الحزب بوعي من القيادة بأن المنتخب عكس ما كان في السابق، عليه مسؤولية كبيرة، ولا يتم اللجوء إليه إلا في الانتخابات، والهدف هو فتح التشاور مع الناخبين وأن يخرج الحزب برؤية وأفق يختزل نظرة الحزب للجماعات التي يمثلها”، مردفا أنه “يتبين أن الناخبين يحملون قلق التنمية، وهو ما تمت معاينته من خلال الورشات”.

من جهته شدد مصطفى بايتاس، عضو المكتب السياسي للحزب، والناطق الرسمي باسم الحكومة، على أن “كل الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة لم تتوقف بسبب الأزمات المختلفة المرتبطة أساسا بتداعيات كورونا والجفاف وقلة التساقطات وإشكالية التضخم، إذ كانت الحكومة حريصة على التعامل مع كل هذه الأزمات بالعديد من برامج الدعم على غرار دعم مهنيي النقل ودعم قطاع السياحة ودعم الفلاحين والمدخلات الزراعية وغيرها من الإجراءات”، مبرزا في الوقت نفسه أن “الانتقاد الهادف لا يضر في شيء التجمع الوطني للأحرار”، منتقدا بشدة التشويش والانتقادات بالكذب والسب والقذف.

وقدّم المشاركون في اللقاء مجموعة من التوصيات، من بينها ضرورة التوجه نحو تقوية البلديات وتطوير إمكانياتها للتدبير الترابي وإرساء القواعد الحديثة للتدبير الترابي، والانفتاح على طرق مبتكرة للتمويل، والحرص على الحوكمة الجيدة للسياسة التسييرية والمالية، إضافة إلى توصيات أخرى تهم حل إشكالية العقار بالجماعات الترابية، وتثمين الموارد البشرية الترابية بالتأطير والتكوين المستمر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: