التصعيد الأخير للنظام الجزائري خير دليل على انهزام مخططات جبهة البوليساريو في الكركرات

صعّدت الجزائر من مستوى هجومها ضد المغرب في الأيام الأخيرة، فإلى جانب التوجه الإعلامي الموجه لرفع درجة الاستعداد للحرب، وجهت الجزائر رسميا انتقادات وبلهجة حادة إلى الدول التي فتحت قنصلياتها بمدن الجنوب المغربي.

وقال رئيس مجلس الأمة الجزائري بالنيابة، صالح قوجيل إن موقف الجزائر من قضية الصحراء “ثابت، ويندرج في إطار مساندة القضايا التحررية”، متسائلا عن أسباب، ودوافع تلك الدول، من ضمنها الإمارات لفتح قنصلية في مدينة العيون.

ويربط متابعون للشأن المغاربي، التصعيد الأخير للنظام الجزائري بانهزام مخططات جبهة البوليساريو في الكركرات، إضافة إلى تراجع اهتمام المنتظم الدولي بأطروحة الانفصاليين مع تخلي الدول المساندة لهم عند دعمهم، إلى جانب الإشادة الأممية والدعم العربي والأفريقي والأوروبي الذي لاقاه المغرب بعد العملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية في معبر الكركرات بشكل احترافي.

و صرح سفير المملكة المغربية ببلجيكا السيد محمد عامر لأخبارنا الجالية على أن ما يجري على ارض الواقع سواء من خلال فتح القنصليات في الصحراء المغربية او من خلال اعادة فتح معبر الكركرات وطرد المليشيات /قطاع الطرق وردود الفعل الايجابية على المستوى الدولي يؤكد ان بلادنا تسير في اتجاه ترسيخ وحدتها الترابية بدعم من المنتظم الدولي وان اعداء بلادنا يراكمون الهزائم المتتالية على المستويات الدبلوماسية والميدانية. اما الردود العنيفة على المستوى الاعلامي والهجومات اللفظية على الدول التي تدعم بلادنا بفتح قنصلياتها في الاقاليم الصحراوية فهي اكبر دليل على الفشل الدبلوماسي والاعلامي للدولة الجزائرية ولمرتزقتها في حركة البولزاريو. و ان المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس ايده الله وبدعم كل القوى الحية في البلاد قادر على افشال كل المخططات الدنيئة للخصوم.

كما أكد سفير المغرب في إيطاليا يوسف بلا أن الجزائر تتحمل المسؤولية الكاملة في خلق واستدامة النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، مضيفا أن الجزائر هي التي صنعت الجماعة الانفصالية وتمولها، ولا تدخر جهدا للحفاظ عليها.

من جانبه أكد الأكاديمي هشام معتضد، أن الاهتمام الدولي المتسارع بقضية الصحراء وخاصة بعد إقدام العديد من الدول على الدعم الفِعلي لعدالة القضية، وذلك بافتتاح قنصلياتها بكل من العيون والداخلة كإجراء دبلوماسي ودعم سياسي، جعل الجزائر تفقد رصيدا سياسيا جدّ مهم دفعها لشن هجوم إعلامي وسياسي من أجل إنقاذ سمعتها السياسية في هذا الملف أمام الرأي العام الشعبي والقوى الحية الجزائرية.

هشام معتضد: الاهتمام بقضية الصحراء جعل الجزائر تفقد رصيدا سياسيا

وصرحت أوساط قريبة من السلطات الجزائرية بأن “مسألة البوليساريو تعتبر قضية سيادية تتعلق أساسا بالعمق الأمني الاستراتيجي لإقليمها الوطني، ولم تعد مقتصرة على كونها مسألة مبدئية ترتبط بتقرير المصير”.

وشدد معتضد على أن فقدان الجزائر لبوصلتها الوهمية في هذا النزاع المفتعل دفع ببعض السياسيين الداعمين لهذه الأطروحة العسكرية المتجاوزة إلى اتباع تصعيد ممنهج لخطابتهم ضد كل الدول التي رجحت كفة العدالة التاريخية والحقائق القانونية والموروث الإنساني، والتي قامت بافتتاح تمثيليات لها في هذه المنطقة من الجنوب الغربي للمغرب وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويذكر أن دولة الإمارات فتحت قنصليتها في العيون، قبل أيام، وينتظر أن تلحقها كل من الأردن، والبحرين من الدول العربية، إضافة إلى هايتي.

وعلق صبري الحو، خبير في القانون الدولي والهجرة ونزاع الصحراء، في تصريح لـه بأن “النظام الجزائري قدم رشاوي من أجل تزييف وتزوير التاريخ وقلب الحقائق دون أن ينال أي عائد أو مكسب، بل إن الفارق في التنمية أصبح واضحا وكبيرا لصالح المغرب وكشفت الجزائر أنها تطارد السراب وتمسك بين أيديها بأوراق خاسرة”.

ولم يتوان سفير الجزائر بتركيا مراد عجابي، في مهاجمة المغرب ونقل معطيات خاطئة بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وذلك في محاضرة له بمعهد الدراسات الاستراتيجية بتركيا، الخميس، عندما ربط دلالة التعديل الدستوري المتعلق بإمكانية مشاركة الجيش الجزائري في عمليات خارج حدود الجزائر، وقال إن بلده تدعم ما أسماه تقرير المصير والاستفتاء في الصحراء.

وقال مراقبون إن الجزائر تبحث عن دعم خارجي في مواجهتها للمغرب وحلفائه، حيث وجهت بوصلته باتجاه إسطنبول عسى أن يملك النظام الجزائري قوة ضاغطة يكسر بها عزلته والتغطية على آثار هزيمة البوليساريو في الكركرات.

فالخطوات التي أقدمت عليها الجزائر، منذ تمشيط معبر الكركرات، حسب معتضد، يمكن إدراجها في إطار تكتيك تواصلي لاستهلاك إعلامي داخلي أيضاً من أجل توجيه رأيها العام الداخلي عن القضايا الجوهرية التي فشلت هياكل الدولة الجزائرية في تدبيرها لذلك باتت تراهن على عامل الزمن لتجاوزها أو تخفيف حدتها في إطار ما يسمى بسياسة الهروب إلى الأمام و تمويه الرأي العام.

ولاقى المغرب تنويها دوليا وعلى المستوى الداخلي بعد تحرك  الجيش المغربي الحاسم والمنضبط لاستعادة حرية حركة مرور الشاحنات والبضائع والأشخاص من معبر الكركرات.

وأعلن زعماء الأحزاب السياسية الوطنية المغربية، الجمعة، اصطفافهم المتين وراء الملك في التصدي لكل مناورات أعداء الوحدة الترابية، والتي تشكل تهديدا واضحا لأمن واستقرار المنطقة برمتها.

وأكد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، أنّ زيارة الأمناء العامين للأحزاب المغربية إلى معبر الكركرات، تؤكد أن القضية تشكل مصدر إجماع لدى الأحزاب المغربية.

وعلق الحو، على هذا المستجد بأن ملف الصحراء كان وسيلة جد فعالة لتحقيق الإجماع الوطني وحافزا مهما من أجل مسيرات في كل مناحي الحياة، فرب ضارة نافعة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: