أزمة كورونا تهدد بمضاعفة الأفواه الجائعة في العالم

حذر برنامج الأغذية العالمي من أن وباء كوفيد-19 الذي ارتفعت حصيلة وفياته إلى 110 آلاف في أوروبا وحدها، يمكن أن يؤدي بسبب انعكاساته الاقتصادية المدمرة، إلى تضاعف عدد المهددين بالمجاعة وإلى “كارثة إنسانية” ذات بعد عالمي.

من جهته، وفي مواجهة الارتفاع الكبير في معدلات البطالة في الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن “توقف” منح بطاقة الإقامة الدائمة (غرين كارد) لمدة ستين يوما، في خطوة تثير جدلا وتهدف، على حد قوله، إلى حماية الوظائف في البلاد، بينما يواجه أول اقتصاد في العالم أرقاما كان لا يمكن تصورها قبل أسابيع فقط إذ بلغ عدد العاطلين عن العمل لديه 22 مليون شخص.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن “عدد الأشخاص الذين يعانون بشدة من الجوع يمكن أن يتضاعف بسبب وباء كوفيد-19 ليبلغ أكثر من 265 مليونا في نهاية 2020″، مشيرة إلى خطر حدوث “كارثة إنسانية عالمية”.

من جهة أخرى، أدى فايروس كورونا المستجد إلى وفاة 110 آلاف شخص في أوروبا، أي نحو ثلثي الوفيات المرتبطة بكوفيد-19 في العالم.

وبذلك تبدو أوروبا القارة الأكثر تضررا بالوباء الذي أودى بحياة 110 آلاف و192 شخصا فيها، من أصل مليون و246 ألفا و840 إصابة. والبلدان الأكثر تضررا هي إيطاليا (24 الفا و648) وإسبانيا (21 ألفا و717) تليهما فرنسا (20 ألفا و796) وبريطانيا (17 ألفا و337).

وقد ارتفعت حصيلة الوفيات بالفايروس في العالم إلى 177 ألفا و368 وفاة منذ ظهوره في الصين في نهاية كانون الأول/ديسمبر الماضي.

أما عدد الإصابات فقد بلغ مليونين و525 ألفا و240 في 193 بلدا ومنطقة.

وفي أوروبا ومع إجراءات العزل المفروضة بدرجات متفاوتة من الصرامة، تبدو ملايين الوظائف مهددة.

حذر مكتب الدراسات الاستشاري الأميركي “ماكينزي” من أن التباطؤ الاقتصادي الذي نجم عن الوباء يمكن أن يؤثر على ستين مليون عامل معرضين لخفض أجورهم أو تسريحهم. وأضاف أن الوباء “يمكن أن يضاعف نسبة البطالة في أوروبا في الشهور المقبلة”.

بطالة جزئية في فرنسا

أوروبا القارة الأكثر تضررا بالوباء

أعلنت وزرة العدل الفرنسية مورييل بينيكو أن البطالة الجزئية باتت تشمل أكثر من عشرة ملايين موظف فرنسي، أي واحد من كل اثنين في القطاع الخاص.

وقالت “صباح اليوم في فرنسا هناك 10.2 ملايين موظف تدفع أجورهم وزارة العمل لأنهم في حالة بطالة جزئية”.

وهذا الإجراء الذي يسمح للموظفين بالحصول على تعويض يعادل سبعين بالمئة من الراتب الكلي و84 بالمئة من صافي الراتب، بات يشمل 820 ألف وظيفة، اي ست من كل عشر شركات. وقالت الوزيرة الفرنسية “هذا رقم كبير، لم نر أمرا كهذا في بلدنا”.

من جهتها، حذرت منظمة العمل الدولية الثلاثاء من أن “لأزمة كوفيد-19 أثراً مدمراً على العمال والموظفين” بسبب “الخسائر الكبيرة في الإنتاج والوظائف في كل القطاعات”.

وأكدت أرليت فان لور مديرة السياسات القطاعية في المنظمة إن “عالم العمل يمر بأسوأ أزمة دولية منذ الحرب العالمية الثانية”. واضافت أن “التأثير الاقتصادي للوباء سيكون خطيرا وطويل الأمد”.

وفي دليل واضح على التغيير الاقتصادي الهائل الذي نجم عن الوباء، خسر سعر برميل برنت نفط بحر الشمال الأربعاء 8.79 في المئة من قيمته ليتراجع إلى 17.63 دولارا للبرميل الواحد.

في المقابل ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط تسليم يونيو بنسبة 18.93بالمئة ليصل إلى 13.76 دولاراً للبرميل، لكنه تراجع مجددا لتقتصر مكاسبه على ثلاثة بالمئة فقط.

وقالت وكالة تابعة للأمم المتحدة تتخذ من تشيلي مقرا لها، الثلاثاء، إن أميركا اللاتينية يمكن أن تشهد هذه السنة أسوأ ركود في تاريخها مع انخفاض متوقع نسبته 5.3 بالمئة في إجمالي الناتج الداخلي بسبب انعكاسات الوباء على اقتصادات المنطقة.

“التسرع خطأ”

عالم العمل يمر بأسوأ أزمة دولية

يعيش 4.5 مليارات شخص على الأقل في 110 بلدان أو مناطق اليوم تحت إجراءات عزل أو قيود تجبرهم على الحد من تنقلاتهم لمحاولة الحد من انتشار الفايروس. وهم يشكلون نحو 58 بالمئة من العالم.

في أوروبا، بدأت دول عدة على رأسها ألمانيا ومعها النمسا والنرويج والدنمارك، تخفيف إجراءات العزل مع إبقاء إجراءات “التباعد الاجتماعي”.

وقررت برلين و16 ولاية في الاتحاد الفدرالي الألماني فرض ارتداء القناع الواقي في وسائل النقل العام. وستبقى الحانات والمطاعم والأماكن الثقافية والنوادي الرياضة مغلقة. أما المدارس الابتدائية والثانوية فستفتح أبوابها تدريجيا.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “سيكون من الخطأ التسرع”.

وقد ألغي العيد الألماني التقليدي للبيرة الذي كان مقررا أن ينظم هذا العام بين 14 سبتمبر والرابع من أكتوبر في ميونيخ، كما أعلنت السلطات المحلية الثلاثاء. وقالت إن “المخاطر كبيرة جدا” بينما كان من المتوقع أن يحضر ستة ملايين زائر المهرجان يأتي ثلثهم من الخارج وخصوصا من آسيا.

من جهته، حذر مدير مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها روبرت ريدفيلد، من أن موجة ثانية من وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة قد تكون أسوأ من الأولى لأنها ستتزامن مع بداية الإنفلونزا الموسمية، داعيا الأميركيين إلى الاستعداد والحصول على لقاح الإنفلونزا.

في اسبانيا، أعلنت مدينة بنبلونا، إلغاء احتفالاتها الشهيرة لإطلاق الثيران التي تجذب في بداية يوليو آلاف السياح. وقالت بلدية المدينة في بيان “ليس هناك خيار آخر ممكن لاحتفالات بهذا الحجم ودولية”.

وستبدأ إيطاليا وفرنسا في إجراء تخفيفا بطيئا لإجراءات العزل اعتبارا من 3 و11 مايو على التوالي. في اسبانيا، أصبح يمكن للأطفال الذين كانوا ممنوعين من مغادرة بيوتهم، أن يخرجوا برفقة بالغين لشراء المواد الأساسية.

في المقابل، تم تمديد إجراءات العزل في بريطانيا حيث سجلت 828 وفاة إضافية، الثلاثاء وما زالت “في حالة الخطر”، في 23 مارس لثلاثة أسابيع على الأقل.

وأخيرا، أعلنت السلطات الصحية الفدرالية في ألمانيا، الأربعاء، أن شركة “بيونتيك” التي مقرها في ماينز والمرتبطة بمختبر فايزر الأميركي، ستباشر تجارب سريرية أولى على لقاح ضد فايروس كورونا المستجد.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: