المغرب في حرب ضد الأخبار الكاذبة بعد انتشار المشكّكين بالوباء

تتجه السلطات المغربية لإقرار قانون يضبط الشبكات الاجتماعية، للحد من انتشار الأخبار الكاذبة والإساءات التي تطال الأشخاص والمؤسسات، مع انتشار وباء كورونا، خصوصا بعد تحريض بعض الأشخاص ضد الإجراءات الوقائية ونفي وجود الفايروس.

صادقت الحكومة المغربية على مشروع قانون يتعلق باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات البث المفتوح، في سياق التدابير القانونية والمؤسساتية التي تقوم بها لمكافحة الأنماط المستجدة من الجريمة الإلكترونية وتقوية آليات مكافحتها.

وقال بيان للناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، إن المشروع يستهدف سد الفراغ التشريعي الذي تعاني منه المنظومة القانونية الوطنية لإنهاء الاستخدام المسيء لشبكات التواصل، مثل نشر الأخبار الزائفة وبعض المنشورات التي تمس بالأشخاص أو القاصرين، خاصة في الظروف الحالية، والمرتبطة بتفشي فايروس كورونا “كوفيد-19”. وذلك دون المساس بحرية التواصل الرقمي باعتباره صورة من صور ممارسة حرية التعبير المكفولة دستوريا.

كما يستهدف أيضا ملاءمة المنظومة القانونية الوطنية مع القوانين المقارنة والمعايير المعتمدة في مجال محاربة الجريمة الإلكترونية. ودخلت السلطات المغربية في حرب ضد الأخبار الكاذبة، مع تفشي فايروس كورونا عالميا، فبدأت الإجراءات للتحقق من المحتوى المتصل بالوباء والذي يجري ترويجه عبر تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي في المغرب.

وفي حال ثبوت أن الخبر كاذب، تتجه السلطات المغربية إلى إيقاف من تعتبره “مروّجاً لأخبار كاذبة”، وقد أعلنت الخميس عن اعتقال سيدة بمدينة فاس بسبب نشرها مقطع فيديو على قناتها في وسائل التواصل الاجتماعي تنفي فيه وجود فايروس كورونا، كما اعتقلت العشرات من الأشخاص بتهم نشر أخبار زائفة.

وقال بيان للمديرية العامة للأمن الوطني إن سيدة تبلغ من العمر48 عاما ”نشرت شريط فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، تنفي فيه وجود وباء كورونا المستجد كوفيد-19، وتحرض فيه على عدم تنفيذ توصيات الوقاية والقرارات الاحترازية التي أمرت بها السلطة العامة لتفادي انتشار العدوى، وهي التصريحات الزائفة التي شكلت موضوع شكاو إلكترونية تقدم بها عدد من المواطنين أمام النيابة العامة المختصة وأمام مصالح الشرطة القضائية.

تعليقات ناشطين تطالب بمحاسبة متشدد اعتبر أن إغلاق المساجد لمنع تفشي الوباء هو ردة عن الإسلام

وأفادت الشرطة المغربية أن “أمي نعيمة”، والتي تنشط في موقع “يوتيوب”، نشرت “محتوى رقميا زائفا”، أي أخبارا كاذبة، إضافة إلى أنها امتنعت عن تنفيذ تعليمات أمرت بها السلطات العامة في المغرب.

واعتبرت الشرطة أن “أمي نعيمة” حرّضت في فيديو على عدم تنفيذ توصيات الوقاية والقرارات الاحترازية التي أمرت بها السلطة المغربية، لتفادي انتشار وباء فايروس كورونا.

كما اعتقلت السلطات في اليومين الماضيين شيخا سلفيا يدعى أبونعيم بسبب “ظهوره في شريط فيديو منشور على شبكات التواصل الاجتماعي بتصريحات تتضمن تحريضا على العنف والكراهية، وتتضمن عناصر تأسيسية لأفعال إجرامية تنطوي على المس الخطير بالنظام العام، فضلا عن تسفيه وتبخيس مجهودات السلطات العمومية لمكافحة وباء كورونا المستجد”.

واستنكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ما قاله المتشدد الإسلامي أبونعيم الذي اعتبر أن إغلاق المساجد لمنع تفشي الوباء هو ردة عن الإسلام. وأرفق عدد من النشطاء مقطع الفيديو بتعليقات تطالب السلطات الأمنية بالتدخل لوضع حد لمثل هذه التصريحات التي تزرع الفتنة بين صفوف المواطنين، في ظل الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الدولة لمواجهة فايروس كورونا المستجد. وسبق له أن دعا إلى هدر دم عدد من الأدباء والمفكرين المغاربة.

وأظهرت إحصائيات رسمية اعتقال نحو 14 شخصا آخرين في مختلف مدن وجهات المملكة، بسبب نشر أخبار زائفة عن انتشار الفايروس، “وبث الرعب والهلع” بين المواطنين.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: