سوق السلع الفاخرة بين ضحايا فايروس كورونا

يمثل الصينيون أكبر مستهلك للمنتجات الفاخرة في العالم وسيؤثر فرض الحجر عليهم بسبب فايروس كورونا المستجد على مبيعات هذه السوق في الصين وخارجها.

ويمثل ما ينفقه المستهلكون الصينيون بين 33 و35 في المئة من قيمة مشتريات السلع الفاخرة على المستوى العالمي.

والصينيون قبل كل شيء زبائن كبار للمنتجات الفاخرة في بلدهم، وفي آسيا بشكل أوسع حيث تملك الماركات الفخمة شبكة محلات واسعة. هذه المنطقة (دون احتساب اليابان) تساهم بـ30 في المئة من إجمالي مبيعات شركة “لوي فيتون”، و38 في المئة من مبيعات “ريتشموند”، و32 في المئة لشركة “كيرينغ” و36 في المئة من مبيعات “هيرميس”.

وقلصت متاجر “غاليري لافاييت” في باريس، فريق عملها المخصص لاستقبال الزبائن، نظرا لانخفاض المبيعات ونتيجة تراجع عدد السياح الصينيين، وهذا موضوع حظي بمتابعة وثيقة وفق ما قال مصدران لوكالة الصحافة الفرنسية.

ولم تتحدث كبريات شركات السلع الفخمة في أوروبا وآسيا على تأثير فايروس كورونا المستجد على حجم مبيعاتها. لكن بعضها بدأ يقدّر الخسائر. فقد أعلنت مجموعة “كابري هولدينغز” (تضم علامات فيرساتشي ومايكل كورس وجيمي شو) أن الوضع في الصين سيؤدي إلى تراجع في الأرباح يبلغ حوالى مئة مليون في رقم الأعمال.

وقالت البريطانية “بربيري”، دون أن تخفض تقديراتها للمبيعات، إن 24 من محلاتها البالغ عددها 64 في الصين مغلقة، وهي تتوقع في أوروبا “بسبب القيود المتزايدة المفروضة على السفر تراجعا في الأسابيع المقبلة”.

وفي مجال مستحضرات التجميل التي تلقى تقديرا كبيرا لدى المستهلكين الصينيين، خفضت الشركة الأميركية “إيستي لودر” سقف طموحاتها المالية للسنة الحالية بسبب “التراجع الكبير للزيارات لمحلاتها الأساسية وللمناطق السياحية”.

وتحدثت مجموعة “شيسيدو” اليابانية من جهتها عن تراجع بنسبة 55 في المئة في مبيعاتها الأسبوع الأخير من يناير في الصين.

وقال المدير العام لشركة “بلانت” دينيس لوروا “خلال فترة رأس السنة الصينية التي تستمر ستة أسابيع، ينفق الصينيون عشرة في المئة من ميزانيتهم السنوية. وهذا يساوي مئتي مليون يورو في فرنسا و800 مليون يورو في كل أوروبا”.

وأضاف أن “انخفاض عدد السياح الصينيين بعشر نقاط يمثل خسارة تبلغ عشرين مليون يورو في فرنسا وثمانين مليون يورو في أوروبا”.

35 في المئة من قيمة مشتريات السلع الفاخرة ينفقها الصينيون

ورأت وكالة التصنيف الائتماني “ستاندرد أند بورز” أن “فايروس كورونا المستجد، الذي ينعكس في شكل إجراءات حظر سفر من الصين وإليها، وحجر صحي في بعض مدن الصين، سيقلص بالتأكيد من إنفاق المستهلكين الصينيين وثقتهم”.

وتمثل الصين المصدر الأول للسياح، إذ سجلت حوالي 150 مليون سفرة إلى الخارج عام 2018 وفق منظمة السياحة العالمية، وارتفع عدد السياح بمقدار ثلاثة أضعاف خلال عشر سنوات.

وخلال إقامتهم في الخارج، أنفق الصينيون 277 مليار دولار، ما يجعلهم السياح الأكثر إنفاقا وفق المنظمة ذاتها.

وفي أوروبا، تأتي الملابس الفاخرة على رأس قائمة المشتريات المعفاة من الضرائب للسياح الصينيين بمعدل إنفاق يبلغ 1281 يورو للسائح الواحد.

وفي باريس وضواحيها، التي تمثل الوجهة الأوروبية الأولى للسياح الصينيين، ينفق هؤلاء (دون احتساب مصاريف التنقل) 40 في المئة من ميزانية السفر في السكن، و26 في المئة في التسوق و20 في المئة في الغذاء والمطاعم، وفق الهيئة الإقليمية للسياحة.

وبالنسبة إلى مشتريات “السلع المستدامة” التي لا تستهلك في المكان نفسه، على غرار حقائب اليد والملابس والعطور والقطع التذكارية البسيطة، أنفق السياح الصينيون 256 مليون يورو في المنطقة عام 2018.

ومثلت المتاجر الفرنسية الكبرى (غاليري لافييت وبرانتان ولي بون مارشي) 57.9 في المئة من المشتريات المعفاة من الضريبة، بمتوسط إنفاق بلغ 2193 يورو عام 2019.

وأشار محللو بنك الاتحاد السويسري (يو بي أس) في تقرير نشر نهاية يناير الماضي، أنه إثر انتشار فايروس متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) في 2002 – 2003، كان المستهلكون الصينيون يمثلون أقل من عشرة في المئة من مشتريات السلع الفاخرة “مقابل حوالي 33 في المئة اليوم”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: