العالم يحاصر كورونا خلف سور الصين العظيم

تحرّك العالم لوقف أيّ تعاملات مع الصين في ظل مخاوف من انتشار فيروس كورونا بشكل أكبر في الخارج، وطال هذا التحرك شركات الطيران ومنع الاحتكاك بأفراد قادمين من الصين، فضلا عن التوقف عن أيّ نشاط في الصين، وهي الخطوة التي بدأها عملاق التكنولوجيا “أبل”.

وأعلنت الولايات المتحدة إجراءات تحدّ من دخول الأجانب الذين زاروا الصين في الآونة الأخيرة. وأعلنت أكبر ثلاث شركات طيران أميركية الجمعة إلغاء الرحلات إلى برّ الصين الرئيسي.

وقررت أستراليا منع دخول جميع الأجانب القادمين من الصين، وناشدت مواطنيها عدم الذهاب إلى هناك على الإطلاق. كما قررت بريطانيا سحب بعض موظفيها من سفارتها وقنصلياتها في الصين.

وحظرت سنغافورة، بدورها، دخول الركّاب القادمين وأولئك العابرين منها الذين زاروا الصين خلال الأيام الـ14 الماضية، وأوقفت إصدار جميع أشكال التأشيرات الجديدة لحملة جوازات السفر الصينية.

أما في فيتنام، فأمَرَ رئيس الوزراء نغوين شوان فوك بتعليق إصدار أيّ تأشيرات سياحية جديدة للمواطنين الصينيين والأجانب الذين سافروا إلى الصين خلال الأسبوعين الماضيين.

وأضاف أن التجارة مع الصين ستكون “غير محبّذة” إلى حين تراجع انتشار الوباء.

وانضمت اليابان بدورها إلى بريطانيا وألمانيا وغيرهما من الدول التي أوصت مواطنيها بتجنّب السفر إلى الصين. وألغيت نحو عشرة آلاف رحلة طيران منذ تفشي الفيروس في الصين وفقا لشركة سيريم لتحليل بيانات السفر.

وخصصت الكثير من البلدان رحلات طيران خاصة لترحيل مواطنيها من الصين.

في مؤشّر على تزايد القلق العالمي، احتُجز أكثر من 6 آلاف سائح مؤقّتًا على متن سفينتهم في ميناء إيطالي بعدما ظهرت عوارض لدى راكبين صينيين

وأعلنت الصين الجمعة أنها أرسلت طائرات إلى تايلاند وماليزيا لإعادة سكان هوبي، مشيرة إلى “الصعوبات العملية” التي واجهوها في الخارج.

وفي مؤشّر على تزايد القلق العالمي، احتُجز أكثر من 6000 سائح مؤقّتًا على متن سفينتهم السياحية في ميناء إيطالي بعدما ظهرت عوارض لدى راكبين صينيين. وعُزل أكثر من 40 ألف عامل في مجمّع صناعي تديره الصين في جزيرة سولاوسي الإندونيسية على خلفية القلق من الفيروس.

وأعادت بورما طائرة إلى الصين بعدما تم نقل أحد ركابها إلى المستشفى إثر ظهور عوارض المرض عليه.

وقال جودن جاليا ممثل منظمة الصحة العالمية في الصين، السبت، إنه لا توجد حاجة لفرض قيود على التجارة والسفر.

وأضاف “نريد أن تركّز البلدان على جهود الاحتواء برصد أيّ وفود محتمل للحالات والتعامل مع أيّ تفش محلي”.

وأعلن نحو 24 بلدا اكتشاف حالات إصابة مؤكدة بالفيروس لكن الغالبية العظمى من المصابين بالعدوى ما زالوا في الصين.

وقالت الحكومة الصينية إن رئيس الوزراء لي كه تشيانغ طلب من الاتحاد الأوروبي تسهيل شراء الصين للإمدادات الطبية العاجلة من الدول الأعضاء.

وأعلنت السلطات الصحية في الصين السبت أن عدد وفيات فيروس كورونا ارتفع إلى 259 شخصا.

ولا يزال الحجر الصحي ساريا في إقليم هوبي الصيني، بؤرة انتشار الفيروس، حيث أُغلقت الطرق وتوقفت وسائل النقل العام لكنّ أعدادا صغيرة من المسافرين تواصل كسر حالة الإغلاق.

وتواصل المدن في أنحاء الصين تطبيق إجراءات خاصة تهدف للحد من انتشار الفيروس. وأعلنت مدينة تيانجين الواقعة في شمال الصين ويقطنها نحو 15 مليون شخص تعليق الدراسة والعمل حتى إشعار آخر.

وقالت الشركة في بيان لها إنها اتخذت هذا القرار احترازيا و”استنادا إلى نصائح كبار خبراء الصحة”.

وتتمتع منتجات “أبل” من هواتف “آي فون” إلى أجهزة “آي باد” اللوحية، بشعبية كبيرة في الصين القارية (من دون هونغ كونغ) التي تعتبر إحدى الأسواق الرئيسية للمجموعة الأميركية خارج الولايات المتحدة.

وجاء على الموقع الإلكتروني بلغة ماندارين للشركة أن 42 متجرا للمجموعة في الصين كانت لا تزال مفتوحة السبت لكن كل المحلات ستقفل أبوابها اعتبارا من الأحد.

وإضافة إلى هذه المتاجر، قالت “أبل” إن مكاتبها ومراكز الاتصال التابعة لها ستبقى مغلقة حتى التاسع من فبراير. أما المبيعات عبر الموقع الإلكتروني فلا تزال متاحة.

وتسبب فيروس كورونا المستجد حتى الآن بوفاة 259 شخصا فيما أصيب 11791 شخصا في البلاد على ما أعلنت لجنة الصحة الوطنية السبت.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: