مع اقتراب إعلان «صفقة القرن»: السعوديّة ستموّل… وضغوط على الأردن «لالتزام الحياد»

بما يشير إلى تصاعد التوتر على حدود غزة أغارت طائرات اسرائيلية للمرة الثانية في غضون 24 ساعة، على مواقع لحركة «حماس»، ردا حسب مزاعم إسرائيلية، على إطلاق بالونات وقذيفة صاروخية.

يأتي هذا التصعيد تزامنا مع تلويح القيادة الفلسطينية بـ»حل السلطة»، ودعوة المجلس الوطني الفلسطيني إلى إلغاء التعامل مع الاتفاقيات، وذلك مع اقتراب طرح «صفقة القرن»، وكذلك إعلان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية جاهزيته للقاء عاجل مع حركة فتح لبحث «مواجهة» صفقة القرن الأمريكية.
وقال هنية في بيان «إن فلسطين وطننا وأرضنا، وهي درة الأمة الثمينة غير قابلة للمساومة أو البيع والشراء، وإننا نعلن بوضوح رفض مؤامرة صفقة القرن واعتبار معركة التراجع فيها حراما علينا». وأضاف «إننا جاهزون للقاء عاجل مع الإخوة في حركة فتح وجميع الفصائل في القاهرة لنرسم طريقنا ونملك زمام أمرنا، ونتوحد في خندق الدفاع عن قدسنا وحرمنا وحرماتنا، ولنعلنها مدوية أن الصفقة لن تمر، وستسقط الهجمة الاستعمارية الجديدة، وسينتصر الوطن ويندحر الغزاة».

قصف إسرائيلي لمواقع في غزة… القيادة الفلسطينية تلوّح بحل السلطة وهنية يدعو للقاء وطني

وناشد عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق، الرئيس محمود عباس بشأن مواجهة «صفقة القرن». وقال في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «كثر الحديث حول (صفقة القرن)، وتسريبات حول تغيير في مواقف بعض الدول، وتهديدات تستهدف قضيتنا الوطنية، مع انشغال بعضنا ببعض، مما يعرض مستقبلنا للخطر، هذا يستوجب مراجعة لمواقفنا حماية لمستقبلنا».
من جهته طالب المجلس الوطني في بيان، اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي كافة وفي مقدمتها القرار الخاص بانتهاء «المرحلة الانتقالية» بكافة التزاماتها السياسية والأمنية والاقتصادية، واتخاذ الخطوات اللازمة لـ «تفعيل وتصعيد المقاومة والنضال بكافة أشكاله وصوره في وجه الاحتلال»، لمواجهة «صفقة القرن».
ودعت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة رام الله، الى اعتبار يوم إعلان «صفقة القرن» التي وصفتها بـ «المشؤومة» «يوم غضب شعبي وجماهيري واسع».
وفي السياق قالت صحيفة «معاريف» العبرية، نقلا عن مصادر سياسية وصفتها بأنها رفيعة المستوى في إسرائيل، إنّ النظام الأردني يتابع عن كثب المخططات الإسرائيليّة لضم منطقة غور الأردن والبحر الميت في الضفة الغربية المحتلة إلى سيادة الدولة العبرية، لافتة في الوقت عينه إلى أن عمان قلقة أكثر من مبادرة ترامب للسلام.
وزعمت صحيفة معاريف الاسرائيلية أن مصر ستقف على الحياد من «صفقة القرن» وان الرئيس ترامب سيضغط ويُهدّد الملك عبد الله الثاني لقبولها و«التزام الحياد» بدوره.
وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن «صفقة القرن» الأمريكية ستشمل «فترة تحضير» مدتها 4 سنوات، وإنها تنص على إقامة «دولة فلسطينية منزوعة السيادة».
وحسب معلومات من مسؤولين إسرائيليين تحدثوا لها، أشارت الصحيفة إلى أن الخطة تتضمن تحديد فترة تحضيرية انطلاقا «من قناعة أمريكية بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيرفض تنفيذها، لكن ربما يقبلها خليفته»، وفق قول الصحيفة، وخلال فترة التحضير لتنفيذ الصفقة سيتم تجميد البناء في كل المنطقة «ج» التي تسيطر عليها إسرائيل، ما يعني أن بإمكان إسرائيل مواصلة النشاط الاستيطاني داخل المستوطنات القائمة من دون توسيعها.
وتقترح «صفقة القرن» إقامة دولة فلسطينية على مساحة 70% من الضفة الغربية، يمكن أن تكون عاصمتها بلدة شعفاط شمال شرقي القدس، وتُبقي على 15 مستوطنة معزولة تحت السيادة الإسرائيلية، رغم عدم وجود تواصل جغرافي لهذه المستوطنات مع إسرائيل، كما ستبقي على مدينة القدس المحتلة تحت «سيادة إسرائيل»، بما في ذلك الحرم القدسي الشريف، والأماكن المقدسة التي تُدار بشكل مشترك بين إسرائيل والفلسطينيين. وتقترح الصفقة 50 مليار دولار لتمويل المشروعات في المناطق المخصصة لإقامة الدولة الفلسطينية.
وحسب الصحيفة فإن مصادر مقربة من البيت الأبيض قالت «إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيكون ضمن آخرين في الخليج تعهّدوا أمام الأمريكيين بتوفير المبلغ المطلوب».

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: