نتنياهو: إعلان “صفقة القرن” فرصة تاريخية لا ينبغي أن نفوتها

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإعلان المرتقب من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لخطته للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن”، بأنه “فرصة تاريخية لا ينبغي أن نفوتها”.

وقال في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته الأحد :”نحن في أوج أحداث دبلوماسية دراماتيكية جدا، ولكن ذروتها لا تزال أمامنا. سأغادر بعد قليل إلى واشنطن وسألتقي غدا صديقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيطرح صفقة القرن، اعتقد أن فرصة مثل هذه تحدث مرة واحدة فقط على مر التاريخ ولا يجوز لنا أن نفوتها”.

وأضاف: “أتحدث مع الرئيس ترامب ومع فريقه منذ ثلاث سنوات حول احتياجاتنا الأمنية والوطنية، كانت هناك عشرات المحادثات التي استمرت لمئات الساعات, ووجدت في جميع هذه المحادثات آذانا صاغية في البيت الأبيض لاحتياجات إسرائيل الحيوية”.

وكان نتنياهو قال الليلة الماضية :”فرصة مثل هذه تحدث مرة واحدة في التاريخ ولا يجوز تفويتها. لدينا في البيت الأبيض صديق لإسرائيل أكبر من أي وقت مضى، ولذلك لدينا اليوم فرصة أكبر من أي وقت مضى”.

في غضون ذلك، غادر بيني غانتس، المنافس الأبرز لنتنياهو، إلى الولايات المتحدة حيث من المقرر عقد لقاء منفصل بينه وبين ترامب.

ويرفض الفلسطينيون خطة ترامب.

ويلحظ الشق الاقتصادي للخطة الأميركية الذي تم الاعلان عنه في يونيو الماضي نحو 50 مليار دولار استثمارات في الأراضي الفلسطينية والدول العربية المجاورة على عشر سنوات. لكن التفاصيل الملموسة للخطة وشقها السياسي ما يزال موضوع تكهنات.

ووصل ترامب إلى السلطة عام 2016 متعهدا التوسط في اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني، تطلق عليه تسمية “صفقة القرن”.

لكنه اتخذ سلسلة من القرارات المؤيدة بقوة لاسرائيل أغضبت الفلسطينيين الذين قطعوا علاقاتهم معه بعد إعلان اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر 2017.

ولطالما تباهى ترامب بأنه أكثر رؤساء الولايات المتحدة تأييدا لإسرائيل.

وأوقفت إدارة ترامب مساعدات بمئات ملايين الدولارات كانت تُقدّم للفلسطينيين، وقطعت تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا).

ويرى ترامب أن إنهاء الصراع بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يمر عبر الاقتصاد وتشجيع الاستثمارات.

وكان نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية قال “نؤكد مرة أخرى رفضنا القاطع للقرارات الأميركية التي جرى إعلانها حول القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، إلى جانب جملة القرارات الأميركية المخالفة للقانون الدولي”.

وحذّر المسؤول الفلسطيني من أنّه “إذا ما تمّ الإعلان عن هذه الصفقة بهذه الصيغ المرفوضة، فستعلن القيادة عن سلسلة إجراءات نحافظ فيها على حقوقنا الشرعية، وسنطالب إسرائيل بتحمّل مسؤولياتها كاملة كسلطة احتلال”.

من جهته ، صرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، بأنه لن يتم الاعتراف فلسطينيا بأي مشروع يستبعد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحل ملفات اللاجئين والمستوطنات والحدود.

واعتبر مجدلاني ، في بيان ، أن الإعلان المرتقب عن “صفقة القرن” له وظيفة سياسية في هذا التوقيت، وهو خدمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقررة في مارس المقبل.

وأضاف أن “الجديد في الموضوع هو محاولة لترسيم هذا المشروع التصفوي بصيغة تظهر كأن الوضع النهائي سيتم ترسيمه بمعزل عن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني”.

وطلب المسؤول الفلسطيني المجتمع الدولي والدول العربية بـ “التمسك بقرارات الشرعية والقانون الدوليين، لأن الهدف من هذا المشروع هو خلق مرجعية بديلة عنهم”.

وتعتبر إسرائيل القدس بشقيها عاصمتها الموحدة، فيما يريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، بعدما كانت تخضع للسيادة الأردنية كسائر مدن الضفة الغربية، وضمّتها لاحقاً في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: