بوريس جونسون: الانتخابات تمنحنا “تفويضا قويا” لإنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

هنأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على فوزه “الرائع” في الانتخابات التشريعية البريطانية معتبراً أن ذلك سيفتح المجال لإبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.

وكتب ترامب في تغريدة “تهانيّ إلى بوريس جونسون على فوزه الرائع”. وأضاف “بريطانيا والولايات المتحدة ستصبحان الآن حرّتين في إبرام اتفاق تجاري جديد وهائل بعد بريكست”، مؤكدا أن “هذا الاتفاق يمكن أن يكون أكبر بكثير ومربحاً أكثر من أي اتفاق آخر يمكن أن يُبرم مع الاتحاد الأوروبي. احتفل يا بوريس!”.

وتعليقا على هذه النتائج، قال رئيس الوزراء بوريس جونسون في ساعة مبكرة من صباح الجمعة إن الانتصار المتوقع في الانتخابات المبكرة يمنح الحكومة البريطانية “تفويضًا قويًا” للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وبعد فوزه مرة أخرى بمقعده البرلماني في غرب لندن، قال جونسون إن حكومة المحافظين منحت “تفويضا قويا لإنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.

وأوضح إن الانتخابات “التاريخية” ستسمح للحكومة “باحترام الإرادة الديمقراطية للشعب”، في إشارة إلى تصويت 52 في المئة من الناخبين لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016.

وفي الجهة المقابلة، أعلن زعيم حزب العمّال البريطاني جيريمي كوربين أنّه يشعر بـ”خيبة أمل شديدة” نتيجة الانتخابات البرلمانية التي جرت الخميس ومني فيها حزبه بهزيمة نكراء، مؤكّداً أنه “لن يقود الحزب في الانتخابات المقبلة”.

وقال كوربين بعد الإعلان عن إعادة انتخابه في دائرته الانتخابية ايسلينغتون نورث إنّه يريد أن يبدأ العمّال “تفكيراً في نتيجة الانتخابات وسياستهم المستقبلية” بعدما خسر حزبهم، بحسب استطلاع لآراء المقترعين، عشرات المقاعد النيابية في الانتخابات التي جرت الخميس.

وأكدت النتائج تراجعا واضحا للعماليين الذين خسروا معاقل تاريخية لهم مثل مدينة ووركينغتون. وكان مركز فكري اعتبر “ناخب ووركينغتون” الذي وصفه بأنه رجل أبيض متقدم في السن ولا يحمل شهادة جامعية ومؤيد لبريكست، مفتاح الفوز في الاقتراع.

وقال البروفسور توني ترافرز في جامعة “لندن سكول أوف إيكونوميكس” إن “المحافظين باتوا يمثلون العائلات ذات الدخل الضعيف والأشخاص الذين يعملون في الصناعات التحويلية والتقليدية في وسط وشمال انكلترا”.

وفي بروكسل حيث يعقد القادة الأوروبيون قمتهم، رحبت فرنسا بـ”توضح” الوضع.

ولم ينجح جونسون حتى الآن في دفع البرلمان إلى تبني الاتفاق الذي توصل إليه مع الاتحاد الأوروبي، بسبب عدم امتلاكه الأغلبية في مجلس العموم.

وخلال الحملة، وعد جونسون (55 عاما) بعرض الاتفاق على النواب قبل عيد الميلاد بهدف تنفيذ بريكست في الموعد المحدد في نهاية يناير. وهذا الموعد كان مقررا أساسا في 29 آذار/مارس الماضي لكنه أرجئ ثلاث مرات.

وحصل جونسون على دعم من حزب بريكست الذي يقوده نايجل فاراج بعدما انسحب من عدة دوائر لتجنب تشتت أصوات مؤيدي بريكست.

أكد جونسون أن إنجاز بريكست يفترض أن يسمح بطي الصفحة والعمل على “أولويات” البريطانيين مثل قطاع الصحة والأمن والبنى التحتية.

لكن سيكون على جونسون أن يحدد أيضا شكل العلاقة التي يريد بناءها مع الاتحاد الأوروبي. ففور خروج المملكة المتحدة من الاتحاد، ستبدأ مفاوضات شاقة في هذا الشأن يفترض أن تنجز في نهاية 2020. ويرى العديد من المحللين أنها مهمة مستحيلة نظرا لتعقيدات القضية.

وسيبدأ النواب مهامهم اعتبارا من الثلاثاء وسيقدم لهم جونسون برنامجه التشريعي عبر الخطاب التقليدي للملكة الخميس.

وتقضي الانتخابات بذلك على أمل مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي مع هزيمة العماليين وإخفاق الليبراليين الديموقراطيين. وهؤلاء قاموا بحملة لوقف بريكست ولم ينجحوا في إقناع الناخبين حتى أن زعيمتهم جو سوينسون خسرت مقعدها الذي تشغله منذ 12 عاما في اسكتلندا.

في اليسار، كشفت نتائج جزئية أن القوميين الاسكتلنديين في الحزب القومي الاسكتلندي فازوا بعشرين مقعدا إضافيا وسيتمثلون بذلك بـ46 نائبا في مجلس العموم. وهم ينوون الاعتماد على هذه النتيجة ليطلبوا استفتاء ثانيا حول استقلال اسكتلندا المعادية بأغلبيتها لبريكست، مع أن جونسون يعارض بشدة هذا التصويت.

للمزيد: هل ينجح جونسون في كسر أغلال بريكست بالحصول على تفويض في الانتخابات

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: