الراية الأمازيغية” .. وجدل الهوية في حراك الريف

يعرف المغرب توثرات غير مسبوقة خارج الوطن ، توثراث بشأنها المساس بوحدة الوطن و بسيادته و برموزه و مقدساته .

لاشك ان حرق العلم المغربي في مظاهرة بمدينة باريس الفرنسية يوم 26 أكتوبر 2019 من طرف الانفصالية فاطمة أمولودين الانفصالية الخمسينية، مطلقة وكانت تعيش في إسبانيا، قبل أن تنتقل للعيش في مونبولييه بفرنسا، وتفتح بالفيسبوك تحت اسم “حليمة الزين”، أظهرت من خلاله أفكارها الانفصالية.

أصبح حديث كل المغاربة الذين استنكروا هذا الفعل من مجموعة من الانفصاليين اغلبهم من المبحوث عنهم في قضايا تهريب المخدرات و قضايا جنائية ،انفصاليين منعوا من دخول المغرب او بالأحرى هناك احكام قضائية تنتظرهم فور دخولهم ارض الوطن . فالقضية أصبحت لمجموعة منهم قضية استرزاق ، و قوت عيشهم ، ممولين من اباطرة المخدرات من هولندا و بلجيكا ، و من برلمانيين أوروبيين ككاتي بيري الهولندية التي تدعمالاطروحة الانفصالية  و التي أصبحت المسير اللوجيستيكي للإنفصاليين بالبرلمان الاوروبي .

ورغم أن هناك أطرافا كثيرة تعمل على القضية الانفصالية الا ان هناك ظاهرة غريبة شكلت قلقا عند المغاربة ، خاصة مع وجود أطراف داخلية وخارجية بدأت تستعملها لأهداف، بعيدة تماما عما خرج من أجله حراك الريف عند مقتل محسن فكري ، فالراية الأمازيغية لم  يكن لها أي أثر في الشارع، قبل أن تخترق تلك الأطراف الشارع المغربي، وتشرع في خدمة أهدافها الخاصة.

فهل حقا تشكل هذه الراية الموجودة بالمغرب و خارجه ، وفي دول شمال أفريقية أخرى، كالجزائر  وتونس وليبيا وموريتانيا وحتى مالي وغيرها، خطرا على الحراك الريفي  ووحدة البلاد؟ وما قصة هذه الراية التي يشاهدها الناس كثيرا في المسيرات ولا يعرفون أصلها؟ وهل تحول الحراك الريفي  من حراك سياسي مطلبي يخص الديمقراطية ومحاربة الفساد، إلى حراك هوياتي، تمثل فيه الراية الأمازيغية السكان الأمازبغ، بينما تمثل الراية الوطنية المغربية السكان العرب؟ وهل يمكن أن تتمثل الحالة الأمازيغية في المغرب  والمغرب العربي، الحالة الكردية في المشرق؟

فتنة الرايات الأمازيغية في حراك الريف

لفهم دقيق لهذه المعضلة الكبيرة، سألتأخبارنا الجاليةمدير نشرها الاستاذ  بوشعيب البازي عن هذه الراية ومن وراءها؟ فشرح الأمر بنوع من التفصيل، مشيرا إلى أن هناك رايات أمازيغية وليست راية واحدة، إلا أن الراية المنتشرة حاليا في المسيرات، تسمى برايةتامزغا الكبرىالتي يعمل من أجلها الكونغرس الأمازيغي العالمي، التي يسمونها الراية الثقافية، وهي في الحقيقة راية سياسية وأخطر بكثير من الرايات الأخرى التي ترفع وأوضح الأستاذ بوشعيب البازي  أنه بالعودة إلى البدايات الأولى، نجد أن الحركة البربرية تشتغل بوجهين، الوجه الانفصالي والوجه الوحدوي لشمال أفريقيا، فالراية الأمازيغية التي نتكلم عنها أصلها هو الأكاديمية البربرية التي تأسست بين 1965 و1966 والتي أسسها مجموعة من الحركة (عملاء فرنسا) من منطقة القبائل يالتعاون مع بعض الآباء البيض وبعض الضباط منظمة الجيش السري الفرنسي (OAS)، التي أنشئت في عام 1961 لمنع استقلال الجزائر بكل الطرق الإرهابية الممكنة، الذي صنع هذه الراية هو الضابط الفرنسي المعروف (جاك بينيت) وهو من المقربين من منظمة (OAS)، وكان له تأثير كبير فيما بعد في مطلع الثمانيات في أحداث ما يسمى بالربيع البربري 1980، وبقي الوضع هكذا إلى أن تأسس الكونغرس الأمازيغي العالمي في 1995 بجزر الكاناري، بحضور ناشطين بربر من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا وجزر الكناري، منأجل إنشاء تامازغا الكبرى، وهو مشروع وراءه الحركة الصهيونبة العالمية، والهدف هو العودة بمنطقة المغرب العربي إلى ما قبل الاسلام و تحديدا إلى اليهودية، لذلك نجد اليوم أن الماسونية تدعم بقوة هذا المشروع.

وفي سنة 1996 تبنى الكونغرس الأمازيغي هذه الراية فتحولت من راية خاصة بالأكاديمية البربرية، إلى راية لكل أمازيغ شمال أفريقيا كلهم، وظهرت رايات أخرى، وفي 2006 عقد الكونغرس الأمازيغي العالمي الثاني الذي وقعت فيه صراعات كبيرة، وأدى إلى خروج جزء منالمؤسسين وشكلوا تنظيما آخر اسمه التحالف الدولي من أجل تامازغا، وهؤلاء الذين خرجوا هم من أتباع المنظر اللغوي المعروف سالم شاكرالذين يقولون إن اللغة الأمازيغية التي عملنا منذ عدة سنوات لأجلها اكتشفنا أنها خرافة، فلا وجود للغة الأمازيغية في التاريخ ولا يمكن أن توجد مستقبلا، فقرروا في النهاية أن يهتموا بالمناطق البربرية، بأن تهتم كل منطقة بنفسها وتطور نفسها وتعمل من أجل الاستقلال الذاتي لها، كمنطقة ميزاب والشاوية والريف وهكذا، وهذا المشروع هو أيضا مشروع صهيوني، يدخل في إطار الشرق الكبير، مبني على أسس تجزئة المجزأ وتفكيك المفكك، حيث يتم تفكيك المشرق العربي على أسس طائفية ومذهبية، بينما يتم تفكيك شمال أفريقيا على أسس عرقية وتنوع سياسي بما أنه لا وجود لطوائف دينية.

ومع طول مدة الحراك، بدأت الهوة تتسع أكثر فأكثر بين دعاة محاربة الفساد و العمل على نموذج تنموي ودعاة الاطروحة الانفصالية ، وجلهممن التيار الفرونكوبربري، حتى شهدنا تمايزا في المسيرات، كان من أبرزها تركز القوى البربرية بمدينة بروكسيل و بالبرلمان الاوروبي ،باعتباره قبلة كاميرات القنوات العالمية، بينما تركزت القوى الانفصالية بالمناطق الريفية بالمغرب .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: