مفكر يهودي فرنسي من أصل مغربي: أستغرب رؤية العرب يناقشون ويتفاوضون ويخططون مع الصهاينة

أبدى المفكر اليهودي الفرنسي جاكوب كوهين، المناهض للصهيونية، استغرابه من رؤية العرب يناقشون ويتفاوضون ويخططون مع الصهاينة، وقال لو إنهم درسوا تاريخ الصهيونية قليلاً، لاستطاعوا فهم أنها إيديولوجية تقوم على غزو العرب وسحقهم بكل الوسائل.
وأضاف كوهين، وهو من أصل مغربي أن المغرب لم يكن مكرها إبان فترة الاستقلال للتفاوض مع الموساد حول رحيل اليهود المغاربة إلى إسرائيل، لكن كان الملك الحسن الثاني يكره القادة العرب التقدميين، فلما هُزم جمال عبد الناصر كان الأمر يدعو للاحتفال عند الملك، فالزعيم المصري عدوه حتى الموت. وبسبب هذه المعطيات استقر الموساد في المغرب، وطور جميع أنواع الأنشطة الخاصة به، بما في ذلك النشاط الذي يمكن أن يتحدى الوحدة الوطنية للمغرب، ويستخدم الموساد هذا التهديد الحقيقي لإبقاء المغرب كدولة مطيعة، فاليوم الذي سيسعى فيه المغرب إلى الوقوف على سياسة مستقلة، يمكن حينها للموساد وحلفائه الغربيين أن يجعلوا مصير البلاد كذاك الذي تعيشه ليبيا أو سوريا.
وأوضح جاكوب كوهين في حوار نشرته صحيفة «أخبار اليوم» المغربية أن هناك اختراقا حقيقيا للموساد في المغرب، مشيرا إلى حملة تزوير بطاقات الهوية وجوازات السفر لإسرائيليين ليسوا مغاربة، كجزء من خطة إسرائيل لإنشاء نوع من الطابور الخامس لخلق المشاكل اللازمة في مخططاتهم، ولضرب استقرار المغرب في العمق. وأكد أن لدى الموساد العديد من العملاء في المغرب، وخاصة أن هناك متعاونين محليين، لذلك يعرف الموساد كيف يعمل على المدى الطويل، وهو يستعد جيدا.
وأكد أن إقامة نصب للهولوكوست في المغرب ليس بالأمر الطبيعي، لا علاقة للمغرب بهذه المأساة الأوروبية، بل على العكس من ذلك، دافع المغرب عن رعاياه اليهود بينما ذبحتهم أوروبا. لكن بفضل مشروع علاء الدين، الذي تصوره وطبقه اليهودي «المغربي» أندريه أزولاي، يضطر المغاربة لتخليد «الشواهح» (المحرقة)، وذلك فقط من أجل إضفاء الشرعية على التعايش مع النظام الصهيوني وتطبيع العلاقات معه». وأضاف «في اعتقادي سيكون المغرب أكثر إلهامًا إذا بنى نصبا تذكاريا للنكبة».
ووصف ما يتردد عن اليهود المغاربة داخل الكيان الصهيوني إنها عملية احتيال، وان الصهاينة «يتعمدون هذا التضليل ليجعلوا الكل يعتقد أن هناك صلة قوية باليهود الذين ذهبوا إلى إسرائيل، والغاية من ذلك طبعا الحفاظ على ما يمكن اعتماده لبناء جسور تصل المغرب بدولة الاحتلال».
وأوضح انه إذا حافظ القليل من اليهود المغاربة القدامى على مشاعر من الحنين إلى الماضي في بلادهم، فإن الجيل الثاني ليس لديه أي صلة، أما الجيل الثالث فهو من بين أكثر الصهاينة عنصرية وتطرفًا وأكثرهم قومية، وكراهيتهم للعرب أسطورية في الداخل الإسرائيلي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: