اتفاق يفتح أبواب المغرب للسياحة الصينية

فتح المغرب أفقا واسعا لتطوير السياحة بتوقيع اتفاق مع وكالة الأسفار الصينية للترويج للوجهات السياحية المغربية في أنحاء الصين حيث يستهدف المكتب الوطني للسياحة استقطاب نصف مليون سائح صيني في العام المقبل.

دخلت الشراكات بين المغرب والصين مرحلة جديدة بتكريس العلاقات الاقتصادية في القطاع السياحي، الذي يعتبر إحدى الركائز الاستراتيجية في سياسات التنمية للدولة الأفريقية.

ووقع عادل الفقير المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة اتفاقا مع جيان زانغ رئيس وكالة الأسفار الصينية الرقمية (سي.تريب) يقضي بالترويج للسوق المغربية في الصين.

وحظي الاتفاق، الذي يمتد لثلاث سنوات، بترحيب كبير في الأوساط الاقتصادية، التي وجدت فيه فرصا كبيرة لتعزيز تدفق السياح الصينيين إلى المغرب.

وتندرج الخطوة ضمن الجهود المغربية لاستقطاب أعداد أكبر من السياح الصينيين لاسيما وأن الصين باتت أكبر سوق مصدر للسياح في العالم مع اتساع رقعة الطبقتين المتوسطة والغنية في البلاد.

وينضاف لذلك ارتفاع الدخل الفردي للمواطن الصيني في ظل تسارع نمو الاقتصاد المحلي ليصبح الثاني عالميا.

وتشير تقديرات منظمة السياحة العالمية الدولية التابعة للأمم المتحدة إلى أن السياح الصينيين باتوا مصدر خمس الإنفاق العالمي على السياحة الخارجية.

500 ألف سائح صيني، الهدف الذي تسعى الحكومة المغربية إلى تحقيقه بنهاية العام المقبل

ويراهن المغرب على السوق الصينية كثيرا كونها أكثر إنفاقا بما نسبته 25 بالمئة مقارنة بنظرائهم من السياح القادمين من مختلف دول أوروبا.

وبموجب الاتفاقية مع وكالة ‘سي.تريب’ التي تعد أكبر وكالة أسفار رقمية بالصين بنحو 30 ألف موظف ورقم معاملات يفوق 4 مليارات دولار، وزبائن يبلغ عددهم 300 مليون، يطمح المغرب إلى جذب نصف مليون سائح صيني بحلول العام المقبل.

ويؤكد وزير السياحة محمد ساجد أن عدد الصينيين الذين يزورون المغرب زاد بشكل مطرد، منذ الزيارة الأخيرة للعاهل المغربي الملك محمد السادس إلى بكين، والتي تم على إثرها إعفاء الصينيين من التأشيرات.

وينفق السائح الصيني بمعدل حوالي 250 دولارا يوميا خلال إقامته في المغرب، في حين لا يتعدى معدل الإنفاق اليومي لباقي السياح الأجانب 180 دولارا.

ويرى المتتبعون للعلاقات السياحية المغربية الصينية أن الرباط تراهن على السوق الصينية نظرا إلى حجمها على مستوى العالم بمقدار 150 مليون سائح سنويا.

وأكد زانغ عقب توقيع الاتفاقية أن المغرب يعتبر وجهة سياحية متميزة، خاصة بعد قرار إعفاء الصينيين من الحصول على التأشيرة.

ويسعى البلدان إلى تكثيف التظاهرات الثقافية المشتركة، والتي من شأنها أن تساهم بشكل فعال في تقارب الشعبين وإعطاء دفعة قوية للسياحة.

وخلال لقاء جمعه برئيس الحكومة سعدالدين العثماني، أوضح زانغ أن هناك تحركات لتفعيل اتفاقيات التعاون القائمة وبحث فرص جديدة للشراكة.

محمد ساجد: عدد الصينيين الذين زاروا المغرب زاد باطراد منذ زيارة الملك محمد السادس لبكين في عام 2016

في المقابل، أكد العثماني أن الرباط تعمل على ترسيخ العلاقات المشتركة مع بكين وخاصة في السياحة نظرا لموقع بلاده الاستراتيجي.

وقال إن “المؤهلات السياحية الكبيرة المتاحة بالمغرب تجعل من البلاد وجهة سياحية هامة وبوابة رئيسية على القارة الأفريقية بفضل البنيات التحتية الحديثة”.

وتشكل السياحة بالنسبة إلى المغرب واحدا من القطاعات الأساسية في الاقتصاد، كما أن الحكومة تسعى إلى جعل البلاد من بين الوجهات العشرين الأولى في العالم بحلول 2020.

وشهد عدد السياح القادمين من الصين نحو المغرب نموا مطردا في السنوات الأخيرة رغم غياب رحلات جوية مباشرة بين البلدين.

وتظهر الأرقام الرسمية أن عدد السياح الصينيين الذين قدموا إلى المغرب ارتفع سنويا من 10 آلاف زائر في 2015 إلى 132 ألف زائر بنهاية العام الماضي.

ويطمح المغرب إلى تجاوز هذا الرقم في السنوات المقبلة استنادا على حزمة من المبادرات والاتفاقيات مع شركات الطيران العالمية لتسهيل دخول السياح الصينيين إلى البلاد عبر أوروبا.

وبحسب إحصائيات رسمية صينية، ينفق السياح الصينيون سنويا في الخارج أكثر من 250 مليار دولار.

ومن المتوقع أن يزداد سوق السياحة الصيني إلى الخارج بنسبة 5 بالمئة سنويا في المتوسط خلال الأعوام المقبلة، ليصل بذلك عدد السياح الخارجين إلى 157 مليونا بحلول العام المقبل.

ووفقا لأكاديمية السياحة الصينية، وهي مؤسسة بحثية تابعة لوزارة الثقافة والسياحة، يتوقع أن يصل إنفاق السياح الصينيين في الخارج إلى نحو 429 مليار دولار سنويا بحلول 2021.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: