الرباط تبني ميناء بكلفة مليار دولار في الصحراء المغربية

نقلت الحكومة المغربية خطط إنعاش الحياة الاقتصادية في الصحراء المغربية إلى مرحلة جديدة ببناء ميناء كبير قرب مدينة الداخلة بتكلفة مليار دولار. وقال محللون إن المشروع سيحدث تغييرات اقتصادية واسعة وينعكس على جميع القطاعات الاقتصادية.

صادقت الحكومة المغربية أمس على مشروع بناء ميناء الداخلة الأطلسي في جنوب الصحراء المغربية بتكلفة مليار دولار، وذلك في إطار برنامج واسع للاستثمار في أقاليم المغرب الجنوبية.

وكلفت الحكومة وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء بالإشراف على برامج الأشغال في الميناء وفق خطط العقود والتصاميم الموضوعة للميناء الذي يقع على بعد 70 كيلومترا شمال مدينة الداخلة.

ومن المتوقع أن يجري إطلاق طلبات العروض المتعلقة بأشغال بناء الميناء خلال الربع الرابع من العام الحالي، وأن يتم إنجاز جميع مراحل بناء الميناء خلال 7 سنوات.

وقررت الحكومة تشكيل مديرية خاصة لإدارة أعمال المشروع، الذي يقول محللون إنه سيؤدي إلى إنعاش جميع النشاطات الاقتصادي في الصحراء المغربية ويؤدي إلى خلق الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

ويعد ميناء الداخلة الأطلسي أكبر مشروع على مستوى جهات الجنوب الثلاث. ومن المتوقع أن يستقطب استثمارات خاصة كبيرة من الشركات المستثمرة، إلى جانب الاستثمارات الحكومية البالغة مليار دولار.

عبدالقادر اعمارة: الميناء سيشكل القلب النابض للعلاقات التجارية مع غرب أفريقيا

ويقول خبراء اقتصاد مغاربة إن الميناء سيكون مماثلا لميناء طنجة المتوسطي من حيث الحجم والأهمية اللوجيستية والتنموية.

ويأتي المشروع في إطار برنامج النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطابه بمدينة العيون بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء.

وسيضم الميناء عددا من مراكز التبادل التجاري ومنشآت لنشاط الصيد البحري، حيث من المتوقع أن يستقبل الميناء أعدادا كبيرة من سفن الصيد البحري المغربية والأوروبية التي تنشط في سواحل الصحراء المغربية بموجب اتفاق الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي.

وقال وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، عبدالقادر اعمارة، “إن أعمال تشييد منشآت الميناء ستبدأ خلال النصف الأول من العالم المقبل”.

وتوقع أن يحدث تحولا كبيرا في النشاط الاقتصادي في الأقاليم الجنوبية من خلال مناطق صناعية ولوجستية، إضافة إلى ربطها بشبكة البنية التحتية والطريق السريع الذي سيربط بين تيزنيت والداخلة ومنها إلى الحدود المغربية الموريتانية.

ويرى خبراء الاقتصاد أن الموقع الجيوستراتيجي لميناء الداخلة الأطلسي تؤهله للعب دور كبير في تعزيز الحضور المغربي في النشاط الاقتصادي في الكثير من البلدان الأفريقية.

وأكدوا أن الميناء سوف يشكل ركيزة هامة لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والصناعية في الصحراء المغربية، خاصة في جهة الداخلة ووادي الذهب على مستوى كافة القطاعات المنتجة مثل الصيد والفلاحة والمناجم والطاقة والسياحة والتجارة والصناعات التحويلية.

وقال اعمارة إن الميناء سيشكل القلب النابض للعلاقات والمبادلات مع منطقة غرب أفريقيا وأنه لن يكون ميناء خاصا بالأقاليم الجنوبية فقط، بل سيمتد دوره إلى الدول المجاورة، إضافة إلى ربط المغرب وأفريقيا بالدول المطلة على المحيط الأطلسي وخاصة أميركا اللاتينية.

وبدأت بوادر استثمارات الشركات العالمية في الميناء بالتدفق، حيث أعلن عملاق الشحن البحري سي.جي.أم سي.أم.أي عن فتح خط بحري يربط مدينة الداخلة، بأوروبا، وأنه سيباشر الرحلات قريبا.

ويأتي القرار بعد أسبوعين من وصول ناقلة كبيرة تابعة للشركة الفرنسية إلى ميناء الداخلة لنقل 250 حاوية لنقل السمك المجمد الـخاص بشركات الصيد البحري على الخط البحري الجديد الذي يربط بين الداخلة وطنجة والجزيرة الخضراء الإسبانية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: