بوريس جونسون يبدأ جولة أوروبية يهيمن عليها ملف بريكست

جولة جونسون تنتهي بالمشاركة في قمة مجموعة السبع ببياريتس، التي سيلتقي خلالها ترامب المؤيد لبريكست دون اتفاق.

بدأ رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون الأربعاء من برلين جولة أوروبية، قبل التوجه إلى باريس ثم إلى بياريتس للمشاركة في قمة مجموعة السبع، في محاولة لفرض رؤيته حول بريكست.

ويتوجه جونسون الخميس إلى قصر الإليزيه حيث يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يتخذ موقفا أكثر حزما من ميركل بشأن ملف بريكست.

وتنتهي جولة جونسون الدبلوماسية بالمشاركة في قمة مجموعة السبع ببياريتس، التي سيلتقي خلالها خصوصا الرئيس الأميركي دونالد ترامب المؤيد لبريكست دون اتفاق.

وكان ترامب قد أعلن أنه يتطلع “بفارغ الصبر” إلى لقاء جونسون الذي يلقبه البعض بـ”ترامب البريطاني”، علما أن الرجلين قد تحدثا سابقا عبر الهاتف أكثر من مرة.

ومن المقرر أن يكون لقاء ترامب مع جونسون أول اجتماع ثنائي للرئيس الأميركي خلال القمة، حتى قبل اجتماعه مع الرئيس الفرنسي. ويتوقع أن يعرض ترامب من جديد على رئيس الوزراء البريطاني اتفاقا تجاريا ثنائيا لمرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقع أن تكون محادثات جونسون مع ميركل وماكرون أكثر توترا من لقاء جونسون مع الرئيس الأميركي، فالهوة واسعة بشأن ملف بريكست بين الزعيمين الأوروبيين وجونسون الذي يستبعد خروجا دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي.

وستكون مقترحات جونسون الجديدة بشأن تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر مهما بلغ الأمر في قلب المحادثات مع ميركل وماكرون.

فرانك-فالتر شتاينماير: أرى أنه من غير المرجح أن يعاد التفاوض بشأن بريكست مجددا
ٍفرانك-فالتر شتاينماير: أرى أنه من غير المرجح أن يعاد التفاوض بشأن بريكست مجددا

وأكد جونسون الاثنين في رسالة إلى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك معارضته لبند “شبكة الأمان” المتعلق بأيرلندا الشمالية الوارد في الاتفاق الذي توصلت إليه تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي.

وينص البند على أن تبقى المملكة المتحدة بأكملها ضمن “منطقة جمركية واحدة” مع الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب عدم وجود حل أفضل لنهاية المرحلة الانتقالية وكذلك من أجل تفادي عودة حدود فعلية بين مقاطعة أيرلندا الشمالية البريطانية وجمهورية أيرلندا. لكن مؤيدي بريكست يرفضون ذلك.

واعتبر بند “شبكة الأمان” حلا لحماية اتفاقات السلام المبرمة في 1998 في أيرلندا والتي أنهت عقودا من العنف، وكذلك للحفاظ على وحدة السوق الأوروبية.

واعتبر جونسون في رسالته أن بند شبكة الأمان “يتعارض مع الديمقراطية” متهما الأوروبيين بمنع بلاده من اعتماد سياسة تجارية منفصلة عن الاتحاد الأوروبي. وأكد الاتحاد الأوروبي أكثر من مرة أنه غير مستعد لإعادة التفاوض على اتفاق الخروج.

وأوضحت ميركل خلال زيارة لأيسلندا الثلاثاء أنها تنتظر “حلولا عملية” من الحكومة البريطانية لتخطي بند “شبكة الأمان”، وهي حلول لم تتمكن بريطانيا بعد من طرحها.

وأكد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الأربعاء أنه لا يرى فرصا لإعادة التفاوض حول بريكست.

وقال شتاينماير “كل الخيارات المقترحة حاليا كانت مطروحة للنقاش من قبل… لذلك أرى أنه من غير المرجح أن يعاد التفاوض بشأنها مجددا”.

وشكك في جدية رغبة جونسون في التفاوض، وقال “الأمر يدور على الأرجح حول توجيه اتهامات، بدلا من إجراء تغيير حقيقي”، موضحا أن هذا الأمر يمكن تقييمه بدقه عقب المحادثات.

ويمكن لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق أن تكون له تبعات اقتصادية ثقيلة على البلاد، مع احتمال حصول نقص في مواد غذائية وأدوية ووقود. لكنه قد يضر أيضا بألمانيا التي يمر اقتصادها الذي يعتمد على الصادرات أصلا بصعوبات.

ويمكن لزيارات جونسون الخارجية أيضا، وفق الصحافة الألمانية، أن تشكل فرصة له للتوجه إلى الناخبين البريطانيين. فغالبية حزب المحافظين في البرلمان ضعيفة، فيما يحاول رئيس حزب العمال جيريمي كوربن أن ينتهز الفرصة المناسبة للإطاحة بالحكومة.

واعتبرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية أن جونسون “سيحاول تقديم نفسه على أنه الشخص الذي يريد تنفيذ رغبات الشعب بكل ما يملك من قوة، لكن القادة الأوروبيين المتصلبين يمنعونه من تحقيق ذلك”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: