يتبادل شباب يمارسون الهيب هوب عبارات ونظرات حادة في “مبارزات” يحتضنها المركز الثقافي “نجوم سيدي مومن”، وسط حي شعبي بالدار البيضاء. وألهمت قصة هؤلاء الشباب المخرج المغربي نبيل عيوش الذي صورها في فيلمه الأخير.يقع المركز في مبنى طلي بالأبيض بجوار مسجد في هذا الحي الفقير وسط عاصمة المغرب الاقتصادية والذي اشتهر خصوصا بأن الانتحاريين الذين نفذوا هجمات 16 مايو 2003 بمواقع مختلفة في الدار البيضاء مخلفين 33 ضحية، أتوا منه.
وقبل بدء النزالات في هذه المبارزة الفنية يخوض شباب وشابات تدريبات داخل باحة المركز التي تحيط بها جدران مغطاة برسوم غرافيتي. وتنظم هذه المسابقة في إطار مشروع يهدف إلى تطوير فن الهيب هوب.
ويتواجه الفنانون الصاعدون فوق خشبة مسرح داخل قاعة المركز متبادلين عبارات باللغة المغربية الدارجة، في أجواء مرحة.
وتقول مديرة المركز صوفيا أخميس “التعابير التي يستعملونها تدل على أن لديهم أفكارا وتساؤلات حول مستقبلهم ونظرة نقدية لما يجري في المغرب، من المهم الاستماع إليهم”.
وتضيف “الهيب هوب يحظى بإقبال كبير في المغرب”. ويقترح المركز الثقافي “نجوم سيدي مومن” تدريبات على فنون الراب والبيت بوكس والغرافيتي إضافة إلى دروس في المسرح والغناء واللغات الأجنبية.
وأسس المركز، الذي يعمل على “تحقيق انفتاح وفك العزلة” عن هذا الحي، من طرف المخرج السينمائي نبيل عيوش والفنان التشكيلي والروائي المغربي ماحي بينبين سنة 2014. وتوثقت الصلات بينهما بعد هجمات 16 مايو 2003 التي تطرق لها بينبين في رواية تحكي مسار تطرف شباب من حي سيدي مومن، وحولها عيوش إلى فيلم سينمائي بعنوان “يا خيل الله”.
ويعود عيوش إلى هذا الحي في فيلمه السابع مصورا قصة خمسة من شبابه يحاولون فرض اختيارهم ممارسة فن الهيب هوب في مواجهة محيط اجتماعي محافظ. وصورت مشاهد من الفيلم داخل المركز الثقافي “نجوم سيدي مومن” السنة الماضية، بينما لم يعلن بعد تاريخ عرضه.
وتقول الممثلة أمينة كنان (19 عاما) “أجسد دور فتاة محجبة تمارس الراب لكنها مرفوضة في وسطها الاجتماعي”.
تعرب الفنانة الشابة عن سعادتها للمشاركة في هذا الفيلم وتقول “إنها أجمل تجربة في حياتي”، بينما تستعد لصعود الخشبة من أجل المشاركة في مبارزة الهيب هوب.
وخلال تقديمه للفيلم في حي سيدي مومن عبر عيوش عن اقتناعه بأن “الحق في الأمل موجود حتى في منطقة خارجة عن القانون”، مؤكدا على أنه في ذهنه تترسخ فكرة “تلقين الشباب مجددا كيفية الحلم”.