ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس، الأربعاء، حفل أداء القسم للضباط المتخرجين هذه السنة من مختلف المدارس العسكرية، وفق التقليد المعمول به في احتفالات الذكرى العشرين لتولي العاهل المغربي محمد السادس العرش، والتي توجت بإقامة حفل الولاء في باحة القصر الملكي بتطوان شمال المملكة.
وأطلق الملك محمد السادس اسم الوزير الأول السابق عبدالرحمان اليوسفي على الفوج الجديد من الضباط لهذا العام. وقال الملك، في كلمته أمام الضباط، إن قراره جاء لكون اليوسفي “يتقاسم معنا ومع الملكين الراحلين الحسن الثاني ومحمد الخامس نفس المبادئ الثابتة في حب الوطن، والتشبث بمقدسات الأمة وبالوحدة الترابية للمملكة، والدفاع عن مصالحها العليا”.
وأضاف الملك أنه “يعتز بما يجمعه باليوسفي شخصيا من روابط قوية ووطيدة وعطف خاص متبادل”، وتابع الملك مخاطبا الضباط الجدد “كونوا رعاكم الله في مستوى ما يجسده هذا الاسم من معاني الاستقامة والالتزام والثبات على المبادئ والغيرة الوطنية الصادقة بشعاركم الخالد الله الوطن الملك”.
وتحمل هذه الخطوة دلالات سياسية ورمزية قوية من طرف الملك محمد السادس لرجل الدولة عبدالرحمان اليوسفي، اليساري الذي سبق وأن كان معارضا وزعيما للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ووزيرا أول لحكومة التناوب في عهد الملك الحسن الثاني والملك محمد السادس من العام 1998 إلى غاية 2002.
وأكد حسام هاب، عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن هذه البادرة اعتراف من أعلى سلطة في البلاد بتاريخه النضالي في الحركة الوطنية والمعارضة اليسارية ومكانته كرجل دولة وقائد سياسي فذ ورجل وطني قاد تجربة التناوب التوافقي في فترة حرجة من تاريخ المغرب الراهن بكل تفان.
وهي رسالة سياسية تعبر عن تقدير المملكة لرجالات الدولة الذين أعطوا الكثير للمغرب دون انتظار المقابل. بدوره أشار المحلل السياسي نوفل بوعمري، “أننا أمام اعتراف رسمي بالمسار الوطني والديمقراطي للرجل، ولمواقفه الوطنية والسياسية وبالدور الوطني الذي قام به عبدالرحمان اليوسفي منذ مقاومة الاستعمار الأجنبي ضمن المقاومة الوطنية، مرورا بنضاله الوطني من أجل إقرار الديمقراطية نهاية بالعمل الكبير الذي قام به على مستوى الانتقال الديمقراطي وضمان انتقال سلس للحكم من الملك الحسن الثاني إلى الملك محمد السادس”.