إصلاحات وورش مفتوحة في المغرب

في 23 يوليو 1999، خلف العاهل المغربي الملك محمد السادس، البالغ من العمر حينها 35 عاما، والده الملك الحسن الثاني الذي توفي بعد 38 عاما من حكم المغرب. وفي 30 يوليو، تم تنصيب الملك الجديد الذي ألقى عبر التلفزيون الرسمي أول “خطاب للعرش” أمام المغاربة، وعد فيه بـ”تخفيف عبء الفقر” الذي كان يطال الغالبية العظمى من سكان المملكة.

  • قطيعة

كانت القرارات الأولى التي اتخذها الملك محمد السادس “مدهشة” بالنسبة للمغاربة، إذ أذن الملك الشاب بعودة المعارض المغربي الشهير أبراهام السرفاتي من المنفى إلى البلاد. وأقال وزير الداخلية القوي الذي كان يثير الخشية في عهد والده، إدريس البصري، رمز “سنوات الرصاص” (1960-1990) التي شهدت عمليات قمع واعتقالات سرية وتعذيب للمعارضين والانقلابيين. كما أطلق “هيئة الإنصاف والمصالحة” للتعويض على المعتقلين السياسيين والمناطق التي تعرضت للتهميش.

  • هجمات إرهابية

في 16 مايو 2003، هزت مدينة الدار البيضاء خمسة تفجيرات انتحارية متزامنة. وعلى إثر هذه الهجمات، تبنى المغرب قانونا مثيرا للجدل لمكافحة الإرهاب يعزز إلى حد كبير صلاحيات الشرطة في هذا المجال. وينتهج المغرب منذ تلك الفترة سياسة طموحة للتصدي للخطابات المتطرفة وإشاعة إسلام وسطي معتدل.

  • مشاريع كبرى

في 2007 افتتح ميناء طنجة المتوسط (شمال)، الأكبر في أفريقيا من حيث حجم الحاويات. وجرت توسعته بافتتاح محطة ثانية في يونيو، ما جعله الأكبر في حوض البحر المتوسط. ويرتبط هذا الميناء الواقع على مرمى حجر من مضيق جبل طارق، بـ186 ميناء في 77 بلدا.

وأطلق الملك محمد السادس عددا من المشاريع الكبرى لتأهيل البنى التحتية. وافتتح في 2016 محطة “نور” لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في وارزازات (جنوب)، وتعد من الأكبر في العالم.

ودشن نهاية 2018 خطا للقطار الفائق السرعة “تي.جي.في” يربط طنجة (شمال) بالعاصمة الاقتصادية للمملكة الدار البيضاء (غرب).

  • الربيع المغربي

في 20 فبراير 2011، انطلقت أولى تظاهرات الحراك الشعبي في المغرب في خضم ما سمي “الربيع العربي”، قادها شباب “حركة 20 فبراير” الاحتجاجية التي طالبت بإصلاحات سياسية واقتصادية جذرية وبـ”إسقاط الفساد والاستبداد”. وفي يوليو 2011 تم تبني دستور جديد يوسع صلاحيات رئيس الحكومة والبرلمان.

  • نحو أفريقيا

عاد المغرب إلى منظمة الاتحاد الأفريقي في 2017 بعد 30 سنة من الغياب بسبب قضية الصحراء المغربية، مدشنا بذلك توجها جديدا نحو القارة السمراء.

  • قضية الصحراء

تحظى قضية الصحراء المغربية بالأولوية في الديبلوماسية المغربية. واقترحت الرباط في 2007 منح المنطقة حكما ذاتيا تحت سيادتها. ولقي المقترح تأييدا دوليا واسعا.

  • فوارق اجتماعية

يسعى المغرب لصياغة نموذج تنموي جديد على خلفية حركات احتجاجية شهدتها منطقة الريف  وجرادة في 2017 و2018. وأعلن العاهل المغربي في خطاب ألقاه في أكتوبر 2017 أن النموذج التنموي الحالي أصبح “غير قادر على الحد من الفوارق بين الفئات ومن التفاوتات المجالية، وعلى تحقيق العدالة الاجتماعية”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: