ناشطون مغاربة يشددون على ضرورة الالتزام بمقاطعة كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني

Sep-20

شدد ناشطون مغاربة على الالتزام بمقاطعة كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، ودعوا المغاربة إلى رفض أي دعوة أو تمويل أو منحة مصدرها إسرائيلي.
ونادت الحملة المغربية من أجل المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل بالامتناع عن المشاركة في أي نوع من أنواع التعاون الأكاديمي أو العلمي مع هذا الكيان، خصوصًا في المشاريع مع الجامعات والمعاهد ومؤسسات الأبحاث المرتبطة بالدولة العنصرية، لكونها منخرطة دون استثناء في أعمال وأبحاث لصالح الجيش أو النظام الاستعماري، كما دعت الحملة إلى الامتناع عن قبول أي دعوة أو تمويل أو منحة من طرف أي مؤسسة لها صلة بالدولة العبرية.
وجاءت هذه الدعوة بعد تقارير عن مشاركة مخرجين سينمائيين مغاربة في فعاليات مهرجان حيفا السينمائي وتنديد الأوساط الفنية والسياسية بهذه المشاركة، ليعلن بعدها المخرجون مقاطعتهم للمهرجان والطلب من شركات التوزيع سحب أفلامهم.
وقال الحقوقي سيون أسيدون، في ندوة نظمت الثلاثاء بالرباط بحضور حشد من المثقفين والمبدعين المغاربة، إن الكيان الإسرائيلي يريد أن يوحي بأن نخبة من المثقفين المغاربة لا مشكلة لديها في الحضور إلى إسرائيل، مشيدًا بنجاح حملة المقاطعة ضد عرض أفلام مغربية في الكيان، والدعاية التي كان من الممكن أن تتم بناء على ذلك إذا فاز فيلم مغربي بجائزة من جوائز المهرجان.
وأضاف أن «المخرجين المغاربة ليسوا مطبعين؛ فهم بريئون من العديد من الجوانب، ووافقوا في الأخير على العمل من أجل سحب أفلامهم من العرض بالمهرجان»، واعتبر أن «نجاح حملة المقاطعة خطوة أولى، والعمل من أجل مناهضة التطبيع ووضع حد له قادم»، مؤكدًا «لن يطبع المغرب، لا سينمائيًا ولا ثقافيًا ولا أكاديميًا ولا رياضيًا ولا مخابراتيًا».
وقال الناشط المغربي، أنيس بلافريج، عن حملة المقاطعة، إن سبب المناداة بالمقاطعة هو أن «كل واحد فينا يتألم من قسوة الاحتلال والتطهير العرقي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني»، وطالب المواطنين بالامتناع عن العلاقات بأي وجه من الأوجه مع إسرائيل، ومقاطعتها تجاريًا وماليًا وثقافيًا وأكاديميًا ورياضيًا.
وأضاف أن «المقاطعة هي المسار الوحيد من أجل تغيير النظام الصهيوني بفلسطين، إضافة إلى ثبات الشعب الفلسطيني على الأرض»، مؤكدًا أن هدف الحملة المغربية من أجل المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل ليس التخوين، بل التنبيه إلى عدم الذهاب في مسار دولة تسفك وتضرب وتطلب تطبيع العلاقات معها وسيرها بشكل طبيعي.
ونقل عبد الله حمودي، الأنثروبولوجي المغربي، ضرورة وأهمية هذه المبادرة، معتبرًا أنه كان يجب أن تتم من قبل، مقرًا بأنه كلما جاءته دعوة كان يفكر ما الذي عليه القيام به، إلى أن قرر مقاطعة المشاركة في المؤتمرات التي تشارك فيها جامعات إسرائيلية منذ مدة تقارب 20 سنة.
وقال إنه من موقعه كأستاذ بجامعة برينستون الأمريكية: «هناك منظمات ثقافية أمريكية تجمع 6000 إلى 7000 أنثروبولوجي صوتت لمقاطعة الأكاديميات الإسرائيلية، ولم يكن حظ من هم ضدها إلا 2 في المئة».
وتحدث حمودي عن الحساسية المفرطة للكيان ضد مقاطعته، خصوصًا ضد المقاطعتين العلمية والثقافية، مستحضرًا في الآن نفسه نقاشاته مع المطالبين بتجريم التطبيع التي عبّر فيها عن معارضته للتجريم وتحبيذ الإقناع كوسيلة لمقاطعة إسرائيل؛ «فلا يمكن أن نكون ضد السلطوية ونتسلط على من يريدون الذهاب لإسرائيل».
وأوضح حمودي، عالم الإناسة، أن المقاطعة الأدبية لإسرائيل ألحقت ضربة بالكيان الذي قنّن الميز العنصري، ودعا الحملة المغربية من أجل المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل إلى الارتباط بمبادرات المقاطعة العالمية، واستعمال اللغة العربية واللغات القوية مثل الإنجليزية والفرنسية لتكون واعدة أكثر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: