تارودانت :ألوان يطالها النسيان …بصماتها على كل جدران بكل جانب من داخل وخارج الأسوار

تارودانت :ألوان يطالها النسيان …بصماتها على كل جدران بكل جانب من داخل وخارج الأسوار

بقلم ابراهيم اشحيما

اسماء نُقشت أسماؤها على السجل الذهبي للفنانين التشكيلين الذين يعملون بعيدا عن الاضواء هُم اليوم كما كانوا بالأمس من ألمع الفنانين على صعيد الاقيم الكبير لتارودانت.
أما القائمة طويلة ومتعددة الاجناس لكن الاهمال والنسيان يطالها باللامبالاة.
لقد كان هؤلاء جميعا بمثابة هدية قيمة إلى العالم المنسي بتارودانت قدمتها مدينة الإبداع من اللا شيء، قنطرة إحدى أهم الحضارات بالمغرب (السعديين)، على شكل إبداع يختزلُ ترانيم ذاكرة منفتحة على كافة الفنون الجميلة استطاع الفنان *سراج* ان يختلق من ذاته الحدث المُمتع في الخلق لإغناء الخيال بجدارياته بكافة ربوع الاقليم الشاسع تارودانت ؛تجده تارة بالجبار وتارة بالسفوح وتارة فوق اسوار عاصمة الفنون المنسية .
تُعتبر مدينة تارودانت بمثابة المهد الذي احتضن قائمة طويلة ومُشرفة من الأسماء التشكيلية التي تمتعت بشُهرة عالمية واسعة، ونُقشت أسماءُها على سجل الذهبي للفنانين التشكيلين العالميين مغاربة واجانب هُم اليوم كما كانوا بالأمس من ألمع الفنانين على صعيد الوطن او العالم ومنهم من لقي ربه.
لقد كان همهم جميعا بمثابة هدية قيمة إلى العالم قدمتها مدينة الإبداع والفنون الجميلة تارودانت، قنطرة الحضارات، على شكل إبداع يختزلُ ترانيم ذاكرة عربية إسلامية كالدولةالسعدية_التي لازالت آثارها تشهد بذلك _. ويختلق من ذاته الحدث المُمتع في الخلق لإغناء الخيال.
ومن هؤلاء الفنان المبدع والمُميز الذي فضل العمل في صمت بعيداً عن الأضواء وعدسات الكاميرات،أكثر من ثلاث عقود ،كان همُه الشاغل العمل من أجل رسالته التربوية الفنية السامية، لخلق جيل ذواق يتمتع بأخلاق عالية وإحساس بالجمالية والتعبير الصادق،والأمانة في التبليغ و بمسؤولية جسيمة يتحملها الفنان من أجل جلب الأضواء لهذه المدينة، ويتجلى كل ذلك في إبداعاته التشكيلية الرائعة على جداريات غطتها ،حتى ان المشاهد يكاد يجزم ان من رسمها قد صورها واستعمل آلة التصوير في هذه الاعمال الرائعة ، بتقنيات بسيطة وادوات مبتكرة منه، وموضوعات حساسة ومثيرة ذات جرأة في التبليغ…

والفنان هشام اوسليمان او كما يحلو له ان نناديه *سراج* أحد أبناء مدينة الشمس والأسوار،الذين قدموا للفن التشكيلي الروداني والسوسي المغربي أروع الأعمال، وأثروا المشروع النهضوي بالإبداعات المؤثرة والمستوحاة من الواقع المُعاش والحياة المرة الذي يعيشها الإنسان الروداني الأصيل بكل انتماءاته المدنيةوالقروية ويجسد ذلك دراماتيكيا على جدرانهاً حتى يتأثر بها المتلقي للجدارية ويغوص في أعماق المجتمع المدني و القروي،
*سراج* ….فنان تارودانت يتميز ببعد الرؤية، واسع التصور يستلهم جدارياته من أحداث ومواقف اجتماعية،أجمل و أعظم الصور يُترجمها إلى واقع بجمالية وإحساس صادق. فالفن عند سراج لا شيء مستحيل … هو معنى لتبليغ رسالة أساسية ومهمة في حياة الإنسان وهو طريق للمعرفة وذو قيمة للإنسان شأنه عالم الفلسفة والعلوم وهو مواز للمعرفة التي بواسطتها يتوصل الإنسان إلى فهم بيئته وعندها يتاح لنا تقدير أهميته من خلال وجوده في المجتمع، واكتشاف ذاته. وإن اكتشاف الذات ليس وسيلة تنهي فعلاً من خلال وجوده في المجتمع، لأن الثورة الاجتماعية ليست هدفاً في نفسها ولأنها شرطاً للتجديد الإنساني. وبعبارة أبسط يتمكن الفنان الروداني سراج من تحويل التجربة الفلسفية والشمولية الكيانية إلى نبضة دم في القلب والجسد وتحويل هذه النبضة إلى الصورة أو اللوحة التشكيلية الرائعة على الجدران المهيء لذلك او الجدران المهمل ،وإذا ما اخترقنا هالة الفنان المبدع والمميزالذي يتمتع بعبقرية وإحساس عميق بالأشياء التي يرسُمها ويتفاعل معها حتى يعطيها روح وجمالية تجلُب المتلقي أو المشاهد لإبداعاته الرائعة والصادقة. ولا يغفل الفنان الروداني عن الغوص في الذاكرة العبقة بكل جماليات الماضي، ، والحياة القاسية التي تعيشُها المرأة القروية أو ” الجبلية ” يُجسد لنا في جميع إبداعاته القيمة وبتقنيات عالية في التنقيط الذي ينفردُ به على الساحة التشكيلية المغربية، اهتم بالمرأة وتقاليدها، أبدع ليُبلغ بلغة الفن معاناة البنت والمرأة القروية وصراعها الشديد من أجل لقمة العيش وحضنها لأولادها واستعمال ابسط الوسائل لقضاء مآربها من أجل الحفاظ على أُسرتها. كما اهتم بتزيين المدارس وجعلها في أبهى الحلل وأعطى اهتمامه البالغ بالأطفال في وضعية خاصة وخاصة أطفال الشوارع….
والتعبير بالصباغة عن الجدران هو وسيلة المُبدع والفنان المُميز سراج، لبث مكنوناته، وتجديد أسئلته لهذا العالم الكبير، والتعبير عن الذات بكل ما تحمله من ملامح الهُوية الذاتية، والخصوصية الفردية، هو بداية فكرة التعبير عن الواقع بمحاورته ومن ثم الخروج عليه والتحرر نحو الحُلم، ومن هذه النقطة بين الواقع المُر الذي تعيشه تارودانت ، والحُلم بالعودة إلى الماضي الجميل لبناة اسوار ومعاصر وقصبات تارودانت، ينطلق التشكيلي هسام سراج، في بناء عوامله الذاتية بتشكيل صورة المرأة والمدينة المنطلقتان من الذاكرة والواقع نحو الحرية والحياة والحب لمدينة ذات تاريخ عريق كعاشق تُؤرقه هواجس الروح والإبداع والرغبة في الانفلات من قيود وأوامر، والاتجاه نحو الإنسانية المطلقة، والإبداع الحُر ومن خلال قراءة إبداعاته بقُرب وتأمل يُمكن تقصي بعض الملامح والظل والضوء، التي حكمت تشكيل صور معبرة وخاصة المرأة ، في تجربته المُمتدة لما يزيد عن ربع قرن.
ولا يغفل هذا الفنان عن استدعاء الذاكرة العبقة بكل جماليات الماضي الجميل، وتجربة الحرية الطقوسية ذات الأصول الأمازيغية والمغربية الاصيلة ، وتجسيد الأحياء بالمدينة العتيقة، ووجوه رودانية الأصل، وتعايش الأديان الثلاث على أرض السلام والتعايش تارودانت العالمة.
ويُعتبر الفنان هشام* سراج* واحد من أروع الفنانين التشكيليين الذين لمعوا بأعمالهم المُتألقة والمُميزة، فضل العمل في صمت وأسند للفن التشكيلي الروداني وللثقافة المغربية أجمل الأعمال الفنية..ذات الروح الوطنية والهُوية المغربية، وعبر في إبداعاته عن الواقع للحياة البشرية، كما كان اهتمامه البالغ بكل كائن يعيشُ على هذه الأرض بكل معاناته وشقائه من أجل البقاء والحياة، اهتم بالفقير وبالطفولة المحرومة، إنه شعلة حيوية. له تاريخ جمعوي وتطوعي تنشيطي فني ومسرحي و ثقافي خصب الذي وصل درجة إعتلاء اكبر المنصات .
همُه الشاغل العمل من أجل رسالته التربوية الفنية السامية، لخلق جيل ذواق يتمتع بأخلاق عالية وإحساس بالجمالية والتعبير الصادق،والأمانة في التبليغ و بمسؤولية جسيمة يتحملها الفنان من أجل تقدم الشعوب، وتتجلى كل ذلك في إبداعاته الرائعة المختلفة ، بتقنياته المتميزة، وموضوعات حساسة ومثيرة ذات جرأة في التبليغ، والفنان اوسليمان *سراج*أحد أبناء عاصمة العلم بسوس ،الذين قدموا لتارودانت ولمؤسسات التعليم بها أروع الأعمال !!!!!، وأثروا المشروع النهضوي بالإبداعات المؤثرة والمستوحاة من الواقع المُعاش والحياة المرة الذي يعيشها الإنسان القروي ويجسد ذلك دراماتيكياً حتى يتأثر بها المتلقي للجداريات ويغوص في أعماق المجتمع المدني و القروي، إنه فنان بعيد الرؤية واسع التصور مستلهماً من أحداث ومواقف اجتماعية،أجمل و أعظم الصور يُترجمها إلى واقع بجمالية وإحساس صادق. فالفن عند هشام اوسليمان *سراج*هو معنى لتبليغ رسالة أساسية ومهمة في حياة الإنسان وهو طريق للمعرفة وذو قيمة للإنسان شأنه عالم الفلسفة والعلوم وهو مواز للمعرفة التي بواسطتها يتوصل الإنسان إلى فهم بيئته وعندها يتاح لنا تقدير أهميته من خلال وجوده في المجتمع، واكتشاف ذاته. وإن اكتشاف الذات ليس وسيلة تنهي فعلاً من خلال وجوده في المجتمع، لأن الثورة الاجتماعية ليست هدفاً في نفسها ولأنها شرطاً للتجديد الإنساني. . بقلم ابراهيم اشحيما
يتبع…
.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: