الرجل ينبهر بالمرأة الذكية ويفضل الزواج من الغبية

تثير المرأة الذكية، متقدة الذهن، قوية الشخصية، المتحدثة اللبقة، المثقفة إعجاب أغلب الرجال، لكن الرجل المغربي حينما يرغب في الزواج يبحث عن امرأة ذات مواصفات أخرى، حيث يقتصر دورها على رعاية البيت وتربية الأبناء.
بحث عن الطاعة

الرجال يحبون المرأة الذكية، لكنهم يتزوجون من المرأة الغبية، هذه المقولة، كثيرا ما ترددها النساء في هجومهن على الرجال، حيث إنهم يحبون الذكية طالما هي بعيدة، لكن إذا تعلق الأمر بالزواج، فإنهم يفضلون امرأة عادية، لا تناقش وتنصاع لكل الأدوار دون نقاش، وهذا الرأي تؤكده إلهام ، معلمة في إحدى المدارس الثانوية بالبيضاء .

وتضيف إلهام  “أرى أن هذه المقولة صحيحة إلى حد كبير وليس فيها تجن على الرجال، لكن ذلك يعتمد على البيئة، والتعليم والتربية، فالرجل إذا كان واعيا ويحترم عقل وقدرات المرأة، فلا شك أنه يفضل الارتباط بالمرأة الذكية دون أن يسعى لتحويلها إلى امرأة غبية”.

ومن جانبه يؤكد حسن ك. ، ويعمل موظفا بأحد البنوك “أرفض الارتباط بالذكية، لأنها تتعامل بفوقية، وتفلسف الأمور كما يحلو لها، وتنظر إلى الآخرين كأناس أقل شأنا منها بحجة أنها أكثر ذكاء منهم، لكن لو حدث ذلك -لا قدر الله- فإنني سأحاول مساعدتها على التخلص من هذا السلوك، حتى لو اتهمت بأنني أحولها إلى إنسانة غبية وأصادر حريتها”.

ويقول مصطفى ، مدرس تعليم ثانوي “أنا كأعزب، أفضل امرأة ذكية، لبقة، متحدثة، تجادل وترفض. لكن المجتمع يفرض عليّ أن أقترن بامرأة مطيعة، بنت حلال، وإذا لم تكن كذلك فإن الآخرين يرون فيها امرأة مسيطرة تريد السيطرة على كل شيء، لاغية لوجود زوجها ورجولته”.

ويتابع “رغم أنني أعرف رجالا مرتبطين بنساء عاديات، ويميلون لإقامة علاقات مع أخريات يزعمون بأنهن ذكيات، ويشتكون لهن من غباء زوجاتهم. لكن هل يوافقون على الاقتران بامرأة ذكية؟ طبعا لا. لأن الرجل المغربي يرفض الذكية حتى لا تصبح ندا له، فلا يستطيع التعامل معها”.

وأفاد محمد س  موظف “أحب الذكية، وسأتزوج ذكية، وهي خير زوجة وأم، تتفانى في استخدام ذكائها لإسعادنا وتحقيق الرفاهية والاستقرار والهدوء، إنني أعتقد بأنها تمتلك كثيرا من الأشياء التي تجعل منها إنسانة مختلفة، وهي دوما إيجابية تعي تماما متى تتقدم وأين تتوقف؟ إن الذكاء استثمار وعلينا استخدامه على الوجه الأفضل لتأتي النتائج إيجابية”.

ويرى أحمد ، مستشار قانوني “المرأة الذكية أحسّ أمامها بأنني إنسان مكشوف، ما يفقدني جزءا من معطياتي الشخصية التي أحب الظهور بها كرجل يحمل هذا الكم من الإرث المغربي ،  الأمر الذي يجعلني أرفض مزاحمتها لي في أدواري الحياتية”.

الرجل المغربي ينادي باحترام أفكار المرأة وعقلها، وفي نفس الوقت يهاجم زوجته ويسخر من أفكارها ويتهمها بالغباء

وأشار إلى أن هذا لا يعني أنه لا يحترم ذكاء المرأة وتوقّد ذهنها، لكن هذا الاحترام لا يعني بالضرورة أن يرتبط بامرأة من هذا النوع. والمرأة قد تكون ذكية إلى درجة تمكنها من إخفاء ذكائها منعا لردود فعل زوجها، فتصطنع الغباء واللامبالاة .

ومن جهة أخرى تقول سعاد  مهندسة اتصالات “ارتبطت منذ سنوات برجل عزز ذكائي وشجعني ومنحني الثقة، لأن أقول ما أريد حتى وإن كان غير صائب أحيانا، ولهذا أحاول دائما أن أكون حذرة حتى لا أقع في الخطأ وأسبب الإحراج لي ولزوجي، وكي لا أعطي فرصة للآخرين للنقد”.

وتضيف “زوجي في الحقيقة لا يرى فرقا بين كوني ذكية أو غبية. فالرأي في النهاية له، وهو صاحب القرار، لذلك فهو يتعامل مع الأشياء بهدوء وسعة صدر، فيسمح لي بأن أناقشه ويستمع إلى رأيي وهو يهز رأسه، وفي النهاية ينفذ ما يريد، وحتى لا أتهم بأنني أخلق المشكلات لا أعترض، بل أتقبل ما يجري طالما أنه يلبي احتياجاتنا”.

ومن جانبه أوضح الدكتور عبد الله  أستاذ الفلسفة  قائلا “المشكلة أن الرجل المغربي متناقض مع ذاته وفي حياته، واسمحوا لي أن أتهم هذا الرجل بالأنانية وضآلة الثقافة وعدم الثقة في ذاته فهو يقف وينادي بالمساواة واحترام حقوق المرأة واحترام أفكارها وعقلها، وفي نفس الوقت يهاجم زوجته ويسخر من أفكارها ويتهمها بالغباء إذا كان ما تقوله في الحقيقة يعبر عن قمة الذكاء والمنطق. فلماذا هذا التناقض؟”.

وأشار إلى أن الرجل المغربي يتعلم ولا يستفيد من علومه ويقرأ ولا يطبق مفاهيمه العصرية على حياته ولكن ينادي الآخرين وحدهم بالقيام بذلك. فالرجل هنا ليست لديه فلسفة واضحة أو مفهوم لفن الحياة فلا بد للرجل من احترام أفكار المرأة ولا أجد عيبا لأن أستمع إلى نصائح زوجتي وأعمل بها وأحترم أفكارها فهذه صفة الرجل الواثق من نفسه”. وتابع “لكن الغريب أن تجد رجلا يحمل شهادات عليا ويرغب في الزواج من فتاة محدودة التعليم لتصبح لديه مثل الجارية، فتلك كارثة كبرى”.

وتتساءل الدكتورة زينب  أستاذة الدراسات الاجتماعية  “لماذا يريد الرجل المرأة غبية؟ إلا إذا كان يخاف من ذكائها ويخاف من أفكارها فالمرأة سلاحها الفكر والثقافة والعلم والذكاء والكثير من الرجال أو المجتمع الذكوري يحاول أن يحصر المرأة فقط في سلاح الأنوثة ولا دور آخر لها ولا صفة سوى أنها مجرد امرأة خلقت للترفيه عن الرجل وتلك أفكار تدل على التخلف والرجعية، فهناك نساء تعلمن وتثقفن واشتهرن في العلوم والفنون والثقافة أفضل من الرجال”. وترى أنه “كما أن هناك رجلا يفكر هناك امرأة تفكر وكما أن هناك رجلا مصابا بالغباء فهناك امرأة مثله فلا فرق بين عقل الرجل وعقل المرأة. وإذا كان الرجل يتمتع بتجارب حياتية كثيرة تجعله هو سيد الموقف في الحياة فالمرأة الآن أصبحت لها مشاركات في جميع مجالات الحياة وأصبحت وزيرة وقاضية وعضوا في البرلمان وكاتبة ومبدعة، ثم يأتي الزوج ليقول عنها غبية أو يخاف من ذكائها وأفكارها. هذا كلام غير منطقي وغير مقبول أبدا”.

وتضيف  “الإشكالية الحقيقية اليوم هي غيرة الرجل من المرأة وإحساسه بالضعف أمامها إذا كانت تتميز بالذكاء والموهبة والإبداع الحقيقي، إذ يشعر أن كرامته قد جرحت، ولكن الحياة قائمة على تبادل الأفكار والمعرفة، ويجب على المرأة أيضا احترام ثقافة الرجل”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: