التنكر للدكتور عبد الله بوصوف … و إقحامه في تصفية حسابات .

من المهم أن نؤكدمع عودة ملف الاتهامات الموجهة للأمين العام لمجلس الجاليةالدكتور عيد الله بوصوف على إثر الدعم الذي قدمه لجمعية الصحافي ادريس فرحانأنه لابد من تقويم هذه الدعم تقويماً صحيحاً، وليس شكلياً كما يحدث في كل مرة·
*
والتقويم لابد أن يعتمد على الشفافية والوضوح والاعتراف من كافة الأطراف وصولاًإلى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اتهام كل من له علاقة سواء من بعيد او من قريبمع الموقع الشروق نيوز 24 , و هذا ما لاحظناه مؤخراً بالهجوم الذي طال الدكتور خالدحجي·
*
وعلى الجهات المعنية بملف إدريس فرحان ان تحدد الغاية من التهديدات و التشهيرالذي يطال كل مواطن مغربي مع العلم ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته قضائيا وليس عبر الصحافة··

*الخطأ ليس عيباً يا إخوان، لكن العيب أن نكابر أوأن نضرب الحائط بالرأي العام الذيتألم ألماً شديداً عندما نوجّه اتهامات لأشخاص بعيدين كل البعد عن الخيانة و عنالنظام الجزائري ، فقط لأنهم قدموا مساعدات لجمعيات خارج الوطن كباقيالمؤسسات المغربية التي تعقد شراكات مع جمعيات يترأسها مغاربة العالم ·حتى و إنقدم الدكتور عبد الله بوصوف دعما للصحافي إدريس فرحان ، فمن أين له أن يعرف أنالشخص مبحوث عنه قضائيا بالمغرب ، نعلم جميعا أنه ليس رجل أمن و مسؤولياتهمحدودة لا تتعدى التوصل لمعلومات أمنية بهذه الدرجة.

*هذا هو الطريق الصحيح الذي نأمل فيه مع رفضنا التام للمحاولات الأخرى التي نشممن خلالها رائحة تصفية الحسابات والسعي الدؤوب من أجل تشويه المؤسسةالوحيدة التي تقف بجانب مغاربة العالم و تحاول ايجاد حلول لمشاكل الجالية·
*
ليس من الحكمة ولا من المصلحة أن نفعل ذلك·· فالهدم لا يرضاه أحد· نحن ننتقدمن أجل أن نكتشف ونعالجها من أجل ينمو البناء ويعلو·· وليس من أجل هدم المعبدعلى من فيه·
*
لا أقول ذلك دفاعاً عن أحد·· بل دفاعاً عن المنطق وعن الحق·
*
ويجب أن تستمر المسيرة مع إصلاح الأخطاء أولاً بأول·· وأبداً لم يكن البتر هو العلاج،إلا إذا كان هناك مرض خبيث لا قدر الله (!)، وأعتقد جازماً أنه لم تحدث كارثة ولميرتكب أحد جريمة·· فالإخفاق وارد·· والمهم أن نواجهه بشجاعة الرجال ودون تصفيةحسابات!

و إذا كان أحدهم يجهل اسم الدكتور عبد الله بوصوف، فهو حديث عن تفكيكالمفاهيم والسرديات الغربية الكبرى، بالنظر إلى قدرته الفكرية على استدعاء التاريخوالعلوم المجاورة، استدعاء ثقافياً وفلسفياً، ينتصر للحقيقة عبر كشف الأقنعة، التيتختفي وراءها المفاهيم المؤسسة للمركزية الغربية. وباعتباره مؤرخا متخصصاً فيقضايا الدين والتدين والإسلام والإسلاموفوبيا، استطاع بوصوف أن يفكك صناعة الخوفعبر تفكيك أقنعة الإعلام في الغرب. ومن هنا، فقدرته على تجاوز البديهياتوالكليشيهات التي تخفي الصراعات الثاوية وراء رموز وعلامات الثقافة الغربية وقنواتهافي صناعة الأذواق والعقول والاتجاهات، تجعله مزعجاً لإعلام القوى اليمينيةالمتطرفة.
إذا كان تقديم الكتب عادة ما يتخذ صيغة تأكيدية وتنويهية بما تتضمنه هذه الأخيرة،فإنني أجد نفسي ملزما، بالنظر إلى قيمة كتاب «صناعة الخوف، الإسلام والإعلام فيالغرب» بالتفكير بشكل مختلف، وبنهج طريق غير مألوفة في مثل هذه المناسبات. فإذاكانت المناسبة شرطا، حسب الفقهاء، فإن الشرط هنا يتحول إلى صيغة تساؤليةاستفهامية، خاصة إذا كان كتاب «صناعة الخوف» هو في العمق تفكير من خارجالمعتاد في مثل هذه الموضوعات، لا لكونه يتأسس على قاعدة منهجية مركبة فيالتناول والمعالجة فحسب، بل لكونه يسائل الضمير العالمي، وتحديدا الضمير الغربيفي تجلياته الأوروبية، كما يسائل النخب المثقفة والإعلامية هنا وهناك، في عالمينمختلفين عن بعضهما بعضا، ومن جوهر هذا الاختلاف، يقيم عبد الله بوصوف مداراتفكرية أحسبها فسحات يقترحها بوصوف على غرب أنهكته الحروب الدينية والسياسيةوالعسكرية والاقتصادية، قبل أن يستوي مع الحداثة عالماً متمركزاً على ذاته. وهنا،نكون أمام كتابة تاريخ الغرب بشكل انعكاسي وتفكيكي، حيث نجد صدى كبيراً للتاريخالمخضب بتفكيكية جاك دريدا، في كتابه «التفكيك» وبانعكاسية بيير بورديو، في كتابه«العقل العملي». وبما أن التفكيك والانعكاسية لا يستقيمان إلا باستحضار الخلفياتالمرجعية لبناء المجتمعات الغربية، فإن المنهج التاريخي الذي ينطلق منه بوصوف، هوالخيط الناظم لصناعة الخوف، على اعتبار أن هذه الصناعة تاريخية، ولذلك، يأتيالتاريخ في هذا الكتاب منسجماً ومتجاوراً مع الأدب السردي، حيث للخوف قصة، مثلماله تاريخ.

حينما تقرأ لبوصوف، فهذا معناه أنك في حضرة التجربة والخبرة، وفي حضرة حكمةالعالم والمؤرخ، وهي حكمة تمتد بجذورها عميقاً في جغرافيا مغرب الريف، أو مغرب«ثلاث الجبل» حيث الولادة والمنشأ. ومن هنا، تنشأ ثقافة مختلفة في أبعادهاالوجودية والإنسانية عن ثقافة الغرب الموغل في الفصل لا الوصل: فصل الدين عنالدولة، فصل العام عن الخاص، فصل الجسد عن الروح، فصل التاريخ عن الجغرافيا،وفصل الوجود عن جوهره، المتمثل في الإنسان بأبعاده الروحية المركبة. بيد أن ثقافةالوصل التي يرتكز عليها عبد الله بوصوف، جعلته ينظر إلى العالم من منظور مختلف،وهو الاختلاف الذي يسائله بوصوف من داخل الثقافة العلمانية والحداثية الغربية منخلال استحضار أسماء مثقفين ومفكرين وإعلاميين تنكروا لأصول الحداثة التنويرية. إذاكانت صناعة الخوف، هي بكل تأكيد صناعة ثقافية وسياسية، فإن استحضار مفاهيمالدولة، السلطة، العلمانية، الإعلام، الثقافة، الدين، العنصرية، الاقتصاد، وأخيراً الهوية،استحضار موضوعي بالنظر إلى أبعاد هذه المفاهيم في بناء وصناعة الخوف، فإنهيستحيل الحديث الموضوعي عن هذه الصناعة، دون بسط هذه المفاهيم للدراسةوالتحليل. وعليه، فإن كل اختزال لمرتكزات وأسس هذه الصناعة بصيغة نقديةواستشكالية سيكون مجرد لغو لا قيمة له، أو بالأحرى سيكون حديثاً تمويهياً لصناعةتبتغي تكريس الفصل والاستبعاد والتهميش، على قاعدة حرب دينية وأيديولوجية،الهدف منها تكريس العداء للإسلام والمسلمين بصناعة عدو وهمي. فبعد زوالالشيوعية والاشتراكية، والفاشية والنازية، وهي أنظمة ثقافية وسياسية كانت تعاديالرأسمالية في حقها المغتِصب للوجود، أصبحت نهاية التاريخ حسب فرانسيس فوكاياما، تعني نهاية لكل أنماط التفكير خارج الرأسمالية في صيغتها الفائقة التدمير، أيالنيوليبرالية. ومن أجل ذلك، فكل تفكير من خارج مدارات التفكير الغربي، يعتبر في نظرأيديولوجيي الرأسمالية الغربية عدواً وجبت محاربته. وهنا تتأسس هذه الحرب حتماًعلى قاعدة فكرية وأيديولوجية، قبل أن تتخذ عبر الإعلام ومختلف وسائل وأدوات القوةالناعمة صيغاً شرعية للعدوان في أبعاده المادية، حيث صناعة الخوف من صناعة الرأيالعام.

يمثل عبد الله بوصوف، أحد المفكرين المغاربيين والعرب الذين يُفسدون على الغرب حفلاته التنكرية، مصداقاً على ما اعتبره بيير بورديو، من أن وظيفة المثقف هي إفساد الحفلات التنكرية على الناس.

من هنا، يمثل  بوصوف، أحد المفكرين المغاربيين والعرب الذين يُفسدون على الغربحفلاته التنكرية، مصداقاً على ما اعتبره بيير بورديو، من أن وظيفة المثقف هي إفسادالحفلات التنكرية على الناس. ولهذا كما يدلي بذلك بورديو نفسه، وفي أكثر من مناسبة،يصبح أمثال هذا المثقف محارباً من قِبل الإعلام والإعلاميين، لطالما رجَّ الرأي العامواستنهض قدرته على محو الزيف وتفكيك الضلالات، وعلى رأسها ادعاء الحداثةوالاختلاف، في الوقت الذي يغط هذا الغرب، أخلاقياً وقيمياً، في سبات عميق.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: