إنجاز مغربي لافت في مجال مكافحة المخدرات

يحقق المغرب نتائج إيجابية في التصدي لتجارة المخدرات والحدّ من مخاطرها، وذلك بفضل الجهود المستمرة والمبذولة في المجال، والتي أثبتت نجاعتها داخل محيطه الأفريقي والإقليمي وبالتعاون على المستوى الدولي.

نجحت السلطات المغربية في إحباط عملية نوعية لتهريب نحو طن ونصف الطن من المخدرات عبر ميناء طنجة المتوسط، ما يبرز المجهودات المكثفة التي يبذلها الأمن المغربي في مجال مكافحة تجارة المخدرات إقليميا وقاريا.

وقال بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني في المغرب إن “عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة بتنسيق مع مصالح الأمن الوطني بميناء طنجة المتوسط تمكنوا الثلاثاء، من إجهاض عملية للتهريب الدولي للمخدرات القوية عبر ميناء طنجة المتوسط، وحجز ما مجموعه طن واحد و488 كيلوغراما و80 غراما من مخدر الكوكايين”.

وتم تنفيذ هذه العملية النوعية، حسب بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، بتنسيق مع المصالح الأمنية الإسبانية، وذلك في إطار علاقات التعاون العملياتي المشترك لمكافحة عمليات التهريب الدولي لمخدر الكوكايين، وتحييد مخاطر وتهديدات شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.

وأضاف المصدر ذاته أنه قد تم ضبط هذه الشحنة من مخدر الكوكايين، المكونة من 1277 صفيحة، ضمن حاوية كانت على متن باخرة للنقل البحري تحمل علم دولة أوروبية، انطلقت من أحد الموانئ بدولة بأميركا الجنوبية متوجهة صوب وجهتها النهائية بأحد الموانئ التركية.

 

محمد الطيار: قرب المغرب جغرافيا من أوروبا يسهل تهريب المخدرات

وأكد محمد الطيار، الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية، أن “المنظومة الأمنية المغربية سواء تعلق الأمر بالأجهزة الأمنية الشرطية أو الاستخباراتية الداخلية أو الخارجية فضلا عن البحرية الملكية والقوات المسلحة أو القضائية وكذلك السلطات المحلية، تقوم بمجهودات جبارة وتنسيق مشترك وفعال من أجل التصدي لعمليات تهريب المخدرات التي تستهدف التراب الوطني وقد حققت نجاحات كبيرة، وهو الأمر الذي شكل موضوع إشادة من مختلف المنظمات الدولية المعنية بمحاربة الجريمة المنظمة”.

واعتبر في تصريح لـه أن “موقع المغرب الجغرافي القريب من أوروبا واللصيق بمنطقة الساحل الأفريقي يجعل منه محطة ملائمة لتهريب المخدرات بالنسبة لعصابات الجريمة المنظمة، لهذا يتم تشديد المراقبة على الطرق التي تسلكها شبكات الاتجار، البحرية والجوية والبرية”، موضحا أن “موريتانيا تستقبل شحنات كبيرة من الكوكايين ونفس الأمر بالنسبة لشواطئ السنغال وغينيا وغينيا بيساو، وتستهدف شواطئ لكويرة أو الداخلة وبوجدور وغيرها”.

وأشار الطيار إلى أن “هذه الكميات القادمة من دول أميركا الجنوبية تتجه برا نحو أوروبا وبالخصوص عبر مخيمات بوليساريو أو عن طريق مثلث سلفادور الذي يجمع النيجر وليبيا والجزائر”.

وتعتبر هذه الشحنة الثانية من المخدرات القوية التي يتم حجزها في ميناء طنجة والتي تمت في الحادي عشر من ديسمبر الماضي، على متن باخرة للنقل البحري تحمل علم دولة أوروبية، وانطلقت من أحد الموانئ البرازيلية باتجاه ميناء روتردام الهولندي.

المملكة تبذل جهودا مستمرة في محاربة تجارة المخدرات، وهو ما يظهر من خلال مختلف التقارير السنوية التي تصدر عن الهيئات الأممية المختصة

وتمت هذه العملية الأمنية بتنسيق مع الوكالة الفيدرالية الأميركية لمكافحة المخدرات “دي.آي.أي”، في إطار علاقات التعاون العملياتي المشترك مع السلطات الأميركية لمكافحة عمليات التهريب الدولي لمخدر الكوكايين، وتحييد مخاطر وتهديدات شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.

كما أسفرت عملية مشتركة بين عناصر الأمن المغربي والجمارك العاملة بمعبر الكركرات الحدودي جنوب مدينة الداخلة، الاثنين الماضي، عن إحباط عملية للتهريب الدولي لشحنة كبيرة من المخدرات القوية، وحجز 362 كيلوغراما و950 غراما من مخدر الكوكايين كانت موجهة نحو المغرب ومخبأة بعناية داخل شاحنة لنقل البضائع قادمة من دولة السنغال.

وأكد عبدالحفيظ المعروفي، كاتب عام رئيس قسم محاربة المخدرات بمديرية الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، أن محاربة شبكات الاتجار بالمخدرات تشكل أولوية قصوى بالنسبة للسلطات المغربية من أجل تطويق هذه الظاهرة، وأن يقظة المصالح الأمنية المغربية مكنت من إجهاض العديد من العمليات الكبيرة في مجال الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية، التي تعبر المغرب والموجهة إلى العديد من دول غرب أفريقيا أو القادمة منها.

وتبذل المملكة جهودا مستمرة في محاربة تجارة المخدرات، وهو ما يظهر من خلال مختلف التقارير السنوية التي تصدر عن الهيئات الأممية المختصة، لاسيما مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمجلس الدولي لمراقبة المخدرات، والتي تربطها بالمغرب علاقات تعاون وطيدة في مجال محاربة المخدرات، والتي تستغلها بعض الجماعات الإرهابية المسلحة ذات التوجه الانفصالي التي تنشط أيضا في مجال الجريمة المنظمة عبر الحدود، بغرض تمويل أنشطتها، معرضة بذلك أمن واستقرار القارة الأفريقية للخطر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: