الأمين العام لـ”المغرب العربي” يطالب الجزائر بسداد ما بذمتها من ديون قبل الحديث عن بناء الاتحاد

لم يدع الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الطيب البكوش، الكثير من الوقت يمر، إثر تصريحات وزير الخارجية الجزائري، عبر شبكة الجزيرة، التي عبر من خلالها عن رغبة بلاده في بناء الاتحاد المغاربي وإيجاد حل للأزمة الدبلوماسية مع المغرب، حتى عجل بإعلان الانخراط في هذا المسار، الأمر الذي يضع الموقف الجزائري الجديد أمام امتحان التنزيل الفعلي، لكنه دعاها أيضا إلى سداد المستحقات العالقة بذمتها.

وأورد البكوش في بيان صدر يوم أمس الأربعاء،  أنه استمع “باهتمام كبير” إلى تصريح أحمد عطاف، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج بالجمهورية الجزائرية الذي أدلى به عبر منصة “أثير” بتاريخ 23 دجنبر 2023 والذي عبر فيه عن “الاستعداد لتهيئة الأرضية لمواصلة البناء المغاربي، عبر الإسراع في إيجاد حل للخلاف مع المغرب يحقق التآخي ومواصلة تحقيق الحلم المغاربي”.

وأورد البكوش “نحن نرحب بهذا الموقف ونقدر صدوره في هذا الظرف الذي تمر فيه المنطقة العربية بأزمات خطيرة، تحتم على الاتحاد المغاربي أن يكون جاهزا للقيام بدور فعال في صيانة مصالح الأمة العربية والإسلامية والقارة الافريقية بفضل ما يتوفر لديه من طاقات موضوعية من الواجب توظيفها في سبيل هذا الهدف النبيل الذي لا يتحقق إلا بمغرب كبير، متراص الصفوف يتقدم بخطى ثابتة نحو مزيد من التآخي والتكامل والاندماج”.

وتابع البيان “نحن في الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي على أتم الاستعداد للمساهمة في هذا التوجه الراقي، ونأمل أن نرى الأطر الشاغرة الثلاثة في الأمانة العامة ترشح لها الجزائر كفاءات في مستوى المرحلة، وهى مدير البنية الأساسية ورئيس قسم التنمية البشرية وخبير البنية الأساسية، بالتزامن مع تسديد المستحقات المتخلدة بالذمة وأن نزف بذلك هذه البشرى الشعوب المغربنا الكبير”.

وكان عطاف قد أورد، من خلال برنامج “ذوو الشأن” الذي تقدمه الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة، عبر منصة “أثير” إنه فيما يخص العلاقات مع المغرب “يمكن اعتبار أن الجزائر هي الأكثر ميولا إلى الإسراع في إيجاد حل”، مضيفا “نحن واعون كما باقي الدول واعية، ببناء المغرب العربي وبالتآخي”.

وفي إجابة على سؤال الإعلامية الجزائرية بخصوص ما إذا كان حلم بناء المغرب العربي لا يزال موجودا، أورد الوزير الجزائري “طبعا، هذا الحلم لا يمكن أن يُقضى عليه”، مؤكد أنه شخصيا يحلم بذلك، وتابع “أنا أنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي يمكن فيه إعادة الكرة وأن نحاول بناء هذا (الاتحاد)”.

وقال عطاف، ضمن مقتطف من الحلقة التي بثت بالكامل يوم أمس الخميس، إنه لا يعرف بعد كم سنة سيصبح هذا الحلم ممكنا، لكنه أردف “دورنا ومسؤوليتنا أن نهيئ الأرضية، وهذا هو ما يُمكن أن يُطلب منا واقعيا، ونحن مستعدون لذلك”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: