لا مكان للعاطفة في خيارات الركراكي لتشكيلة أسود الأطلس

كشف مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي الخميس عن تشكيلته لنهائيات كأس الأمم الأفريقية المقررة بين 13 يناير و11 فبراير في ساحل العاج، حيث كان مهاجم الاتحاد السعودي عبدالرزاق حمدالله أبرز المستبعدين.

وغاب عن التشكيلة بالمجمل 11 لاعبا ممن ساهموا بقيادة المغرب في نهاية 2022 كي يكون أول بلد عربي وأفريقي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم، وهم، إلى جانب حمدالله، رضا التكناوتي، جواد يميق، بدر بانون، أشرف داري، عبدالحميد صابيري، إلياس شاعر، يحيى جبران، زكرياء بوخلال، وليد شديرة وأنس زروري. ويعود غياب أكثر هؤلاء بسبب تراجع أدائهم، فيما يغيب بعضهم الآخر للإصابة على غرار بوخلال.

واستبعد وليد الركراكي حمدالله من قائمة المنتخب المغربي التي ستشارك في الكان، وبذلك استمرت لعنة الكان التي تلاحق هذا اللاعب الذي يملك في سجله مشاركة وحيدة رفقة الأسود عبر تاريخه في أمم أفريقيا وكان احتياطيا في 2013، كما استبعد الركراكي وليد شديرة المحترف بفروسينوني الإيطالي.

وتم تعويض اللاعبين بالثنائي طارق تسيودالي وأيوب الكعبي، وهما من رجال وحيد خليلوزيتش في تصفيات كأس العالم السابق، بينما حافظ يوسف النصيري على موقعه ليشارك في الكان الرابع تواليا.

لطالما أكدت وسائل إعلام أن الركراكي وعد سفيان بوفال بالذهاب معه لكأس أمم أفريقيا رغم إصابة اللاعب التي تبعده عن ناديه الريان القطري منذ 4 أشهر، كونه من لاعبيه المفضلين، رغم أن اللاعب بالكاد عاد إلى التدريبات الجماعية وخاض عددا من الوديات.

التحدي الأصعب

تقلص تمثيل الدوري المغربي للاعبين فقط بينهما لاعب من الوداد وهو يحيى عطية الله وآخر من الجيش الملكي هو المهدي بن عبيد، بخلاف نسخة الكاميرون التي شهدت حضور 4 لاعبين، وهو نفس عدد حضور لاعبي الدوري في نسختي مصر 2019 والغابون 2017.

ويعني ذلك تراجع حضور الدوري المغربي داخل الأسود، بينما تواجد 7 لاعبين من المنتخب الأولمبي، وهذا يحدث لأول مرة مع المغرب في تظاهرة من هذا الحجم.

اعترف وليد الركراكي مدرب منتخب المغرب، بأنه تحمل العديد من الصعوبات في سبيل اختيار القائمة المشاركة في كأس أمم أفريقيا، المقرر انطلاقها في يناير المقبل في كوت ديفوار. وأعلن الركراكي قائمة الأسود التي ضمت 27 لاعبا، وشهدت تواجد محمد الشيبي ظهير بيراميدز، واستبعاد عبدالرزاق حمدالله مهاجم اتحاد جدة في أبرز المفاجآت.

وقال الركراكي في المؤتمر الصحفي “كأس أمم أفريقيا مهمة لكل المغاربة، لذا كانت مهمتي في غاية الصعوبة لانتقاء لاعبي الكان، أحمل أمانة ثقيلة على الأكتاف، وهي التتويج باللقب”. وأضاف “سنذهب ونقاتل لا يهم التتويج، المهم أن يشعر المغاربة بأننا قاتلنا من أجل هذا الحلم”.

وعن اختياره محمد الشيبي أوضح الركراكي “أيوب عملود لاعب الوداد كان في قائمتي إلا أنه أصيب أمام أكادير، وهذا خلط الأوراق لذا لجأت إلى الشيبي الذي تألق هذا الموسم”. وأكمل “حرصت على التنويع بحضور لاعبين من الأولمبي المغربي وهذا شيء رائع لمستقبل الكرة المغربية بتواجد هذا العدد من العناصر صغيرة السن”.

كما تحدث الركراكي عن عودة سفيان بوفال على حساب سفيان رحيمي قائلا “أعترف بأن ضم بوفال كان أصعب قرار اتخذته في هذه القائمة، لقد عاد للتو من إصابة طويلة، وتابعته رفقة ناديه، أرى أنه يجهز بالتدريج وأتمني أن يكون في قمة مستوياته في الكان”.

وأردف “مرة أخرى أعترف بأنني عشت وضعا صعبا لحسم هذه القائمة”. واستدرك “بلغنا المربع الذهبي في كأس العالم، لكن طوينا هذه الصفحة، سنحاول تكرار نفس الإنجاز في كأس أفريقيا، للرد على الذين يتربصون بي في منتصف الطريق”.

قرارات صارمة

واختتم تصريحاته “سنحاول أن نسعد المغاربة في الكان، سنواجه غامبيا وديا دون جماهير قبل السفر، وأتمنى أن تحضر النية الحسنة مثل التي حدثت في المونديال لنلامس نفس النجاح”.

وتحدث الركراكي عن استدعاء لاعب بايرن ميونخ الألماني نصير مزراوي إلى اللائحة النهائية رغم إصابته في الفخذ وغيابه عن الملاعب منذ منتصف الشهر الحالي، قائلا “استدعيت نصير لأنه لاعب مهم بالنسبة لنا، حضوره معنا كان أمرا ضروريا، طبيب المنتخب المغربي سافر مؤخرا إلى ميونخ، الآن لا خوف على إصابة مزراوي”.

وتابع “سنحاول تجهيزه في الأيام المقبلة، سواء حضر في المباراة الثانية أو الثالثة، سيكون مفيدا بالنسبة لنا، وسنستفيد منه إن شاء الله إذا تأهلنا إلى الدور الثاني”.

وشدد على أن لا مكان للعاطفة في خياراته “بدليل أن 11 لاعبا شاركوا في مونديال قطر 2022 يغيبون في اللائحة الحالية. المهم عندي هو أن يكون اللاعبون في كامل الجاهزية في كأس أفريقيا”، كاشفا أن المنتخب سيخوض مباراة ودية وحيدة قبل النهائيات وستكون على أرضه ضد نظيره الغامبي في السابع من يناير أمام أبواب موصدة.

وعن إمكانية فك النحس الذي يلازم منتخب بلاده في معانقة المجد القاري منذ عام 1976 قال الركراكي “كلما اقتربت البطولة الأفريقية، كلما ابتعدنا عن التاريخ الذي أحرزنا فيه الكأس للمرة الأخيرة، لكن هذا الأمر ليس سببا لنضع الضغوط على أنفسنا”.

وتابع “الأهم أن نكون في حالة نفسية جيدة، يتعين علينا خوض غمار البطولة بثقة عالية لكي نتخطى هذا النحس”. ووقع المنتخب المغربي في المجموعة السادسة حيث يبدأ مشواره في 17 يناير ضد تنزانيا، قبل أن يلتقي جمهورية الكونغو الديمقراطية وزامبيا في 21 و24 منه.