ازدواجية المواقف الوطنية بين مغاربة العالم

بوشعيب البازي

في الوقت الذي تحتاج فيه الدولة المغربية لمواطنيها خارج البلاد للمساهمة في اقتصاد البلاد و في التنمية البشرية و كسفراء للمملكة خارج الوطن ، نجد الجالية المغربية متفرقة بين وطنيين و خونة ، و طنيين يعملون لصالح القضية الوطنية و المقدسات الوطنية في برامج محددة ليست بنفس الكم او العدد للمجهودات المبذولة في مواقع التواصل الاجتماعي حيث يظهر بعظهم يتحدث و يخطب بإسم الوطنية ، و حتى هؤلاء نفدت مخازنهم لعدم اهتمام المسؤولين المغاربة بهم و لعدم تواجد تأطير عن القضية الوطنية او عن المقدسات ، الشيء الذي يظهر في عدم حفظهم حتى للنشيد الوطني .

و من جهة أخرى و هي الاهم نجد خونة الوطن ، أولائك الذين ينقسمون الى انفصاليين و عملاء لدول أخرى ، فحراك الريف خلق مجموعة من الاوباش الذين فشلوا في حياتهم بالمغرب لعدم انهائهم لدراستهم و كذا لعدم ايجادهم لعمل قار في المناطق النائية التي كانوا يقطنون بها ، مما جعلهم يجدون من الغربة حلا لمشاكلهم الاجتماعية و الاقتصادية ، لكن عدم وعيهم و ضعف شخصيتهم جعلهم يستغلون من طرف منظمات ارهابية و خلايا استخباراتية لدول معادية للمصالح المغربية جعلتهم يثورون ضد النظام المغربي و ضد الحكومة و الملك ، عبر قنوات مواقع التواصل الاجتماعي التي أغلبها تكون ممولة سواء من الاجهزة الامنية او من رجال أعمال مزدوجي الجنسية قاطنين بالخارج و مبحوث عنهم في قضايا اجرامية اغلبها  الاتجار في المخدرات و الذين استثمروا في دول اوروبية كإسبانيا و طوروا اساليبهم في الانتقام من الدولة المغربية لمتابعتهم قضائيا في جرائم ارتكبوها في التراب الوطني .

أما الفئة الثانية فهي الاخطر حيث تتكون من خونة يتغير لونهم كالحرباء ، تجدهم في القنصليات و السفارات و في المناسبات الوطنية يرفعون الاعلام الوطنية و يسافرون الى المغرب بكل أريحية و هم يعملون كعملاء لأجهزة أمنية لدول أخرى أغلبيتها في الخليج ، يقومون بتنفيذ أجندات خارجية ضد المصالح الوطنية مقابل ثروات مالية يستفيدون منها عبر رخص الحج و العمرة .

فحسب تقارير صحفية تبين أن معظم هذه المجموعة من الاشخاص المهتمين بالشأن الديني خارج الوطن و يعملون حسب أجندات للعربية السعودية او للإمارات العربية ، فهم من قال فيهم الله تعالى ” وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمْ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ” .

و هذا ما أشار إليه الملك محمد السادس في خطاب وجهه إلى الأمة، بمناسبة الذكرى ال 34 للمسيرة الخضراء، على أن وقت ازدواجية المواقف قد انتهى فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي.
وقال الملك محمد السادس إنه “وبروح المسؤولية، نؤكد أنه لم يعد هناك مجال للغموض أو الخداع; فإما أن يكون المواطن مغربيا أو غير مغربي، وقد انتهى وقت ازدواجية المواقف والتملص من الواجب، ودقت ساعة الوضوح وتحمل الأمانة; فإما أن يكون الشخص وطنيا أو خائنا، إذ لا توجد منزلة وسطى بين الوطنية والخيانة، ولا مجال للتمتع بحقوق المواطنة والتنكر لها، بالتآمر مع أعداء الوطن”.

الشيء الذي يتطلب ان تقوم  الهيآت السياسية والنقابية والجمعوية والإعلامية والقوى المنتجة والمبدعة بواجبها في تأطير المواطنين وترسيخ قيم الغيرة الوطنية والمواطنة الحقة، أن تكون تعبئة شاملة من الدولة وأجهزتها و كل الفعاليات الوطنية والمحلية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: