أحزاب المعارضة المغربية عينها على الانتخابات وسط غياب التصورات لخوضها

ماموني

سرعت أحزاب المعارضة المغربية من وتيرة تحركاتها خلال الأيام الماضية في سياق استعدادها للانتخابات التشريعية والمحلية المُقرر تنظيمها في الخريف المقبل.

وفي إطار هذه التحركات، التي لم تخل من إشارات تعكس مخاوف تلك الأحزاب من العجز عن حشد الناخبين، التقى ثلاثة من قادة أحزاب المعارضة برئيس الحكومة سعدالدين العثماني مساء الأربعاء حيث بحث هؤلاء التحضير للانتخابات وطلبوا أجوبة بخصوص موعدها النهائي وترتيباتها التفصيلية، لاسيما ما يتعلق بالدعم العمومي للأحزاب.

وناقش ممثلو تلك الأحزاب معضلة الترحال السياسي بين الأحزاب وعدم ضبط استعمالها لوسائل الدولة في حملاتها الانتخابية السابقة لأوانها.

عبداللطيف بلمقدم: حدة التنافس التي عهدناها بين الأحزاب خفت إلى أقصى درجة

كما تم التطرق إلى مؤسسة جود التابعة لحزب التجمع الوطني للأحرار والتي فجرت سجالات بسبب الاتهامات التي تلاحقها بشأن استغلال عملها في الإحسان العمومي في جذب الأصوات الانتخابية.

وحضر اللقاء كل من عبداللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ونزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، ونبيل بن عبدالله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية.

وقال مصدر مطلع إن رئيس الحكومة تفاعل بشكل جدي مع طلبات أحزاب المعارضة الثلاثة ووعد بالرد على استفسارات القيادات الحزبية في أقرب وقت.

ويرى رئيس حزب التقدم والاشتراكية المعارض محمد نبيل بن عبدالله أن “الساحة أضحت فارغة من أي نقاش سياسي حول البرامج والتصورات والمقترحات التي تحملها مختلف الأحزاب السياسية”، حسب المصدر ذاته.

ومن جهته يعتقد عبداللطيف بلمقدم القيادي بالحزب الدستوري المعارض أن “حدة التنافس التي عهدناها بين الأحزاب السياسية خفّت إلى أقصى درجة، خصوصا مع قرب الاستحقاقات المقبلة، والتي سيتم من خلالها تغيير كافة المجالس المنتخبة”.

وأضاف بلمقدم أن “غياب الأحزاب على مستوى النقاش العمومي وتوضيح برامجها للمواطنين وانشغالها بالتزكيات على مستوى دوائرها، راجع إلى عدة أسباب من بينها عدم الإعلان عن تاريخ إجراء الانتخابات حتى تتمكن الأحزاب من وضع أجندة مناسبة لهذه المرحلة، بالإضافة إلى الوضع الوبائي الذي أدى إلى أن الأحزاب السياسية لا يمكنها عقد تجمعات كبرى”.

رشيد لزرق: لم نحسم بعد حول التصويت على أساس البرامج أو على الأشخاص

وكشف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة عبداللطيف وهبي أن اللقاء مع رئيس الحكومة تناول عدة مواضيع أبرزها البرامج والتصورات والمقترحات التي طرحتها الأحزاب السياسية المختلفة، وكذلك دور وسائل الإعلام العمومية في إغناء النقاش العام بالإضافة إلى طريقة وتواريخ الاقتراع المقبل.

وأشار وهبي إلى أن قادة أحزاب المعارضة تناولوا مع رئيس الحكومة مسألة تأخر تمويل الأحزاب السياسية قبل أشهر فقط من الانتخابات المقبلة، مضيفا أنه جرت مناقشة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كورونا.

وتواجه أحزاب المعارضة انتقادات حول اعتزامها دخول سباق الانتخابات المقبلة وسط غياب لتصورات وبرامج قد تنجح في استمالة الناخبين حيث انصرفت تلك الأحزاب إلى تجاذباتها الجانبية التي ليس لها صلة بالواقع اليومي للمغاربة.

واعتبر رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية، أنه لم يتم الحسم بعد في المغرب حول التصويت على أساس البرامج السياسية أو التصويت على الأشخاص.

وتابع “في النموذج المغربي نجد مثلا أن حزب إلأصالة والمعاصرة المعارض يعكس هذه إلإشكالية بشكل بارز حيث يتم الاعتماد على الأعيان بدل المناضلين”.

وفي مسعى من الدولة لتطوير الفعل السياسي لدى الأحزاب تم مؤخرا المصادقة على قانون تنظيمي يهدف إلى الرفع من الدعم العمومي الممنوح للأحزاب وذلك في سياق الاستعدادات للانتخابات المقبلة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: