المغرب: تحكم نسبي في الوضعية الوبائية واستعداد لإعادة فتح المجال الجوي

حنان الفاتحي

أفادت السلطات الصحية المغربية بوجود تحكم نسبي في الوضعية الوبائية، مما شجع على إنجاح تواصل عملية التطعيم، خاصة مع تسجيل المنحنى الوبائي لانخفاض كبير في الأسابيع الأخيرة. وبلغ عدد المستفيدين من الجرعة الأولى من التطعيم 5 ملايين و177 ألفاً و964 شخصاً، فيما استفاد 4 ملايين و303 آلاف و826 شخصاً من الجرعة الثانية.
ورغم وصول السلالة المتحورة الهندية إلى المغرب، وهو ما كان متوقعاً وفق عدد من الباحثين، فإن بشائر انفراج وبائي واسع تلوح في أفق المملكة، منها الإعلان عن تنظيم عملية “مرحبا 2021” لاستقبال المهاجرين المغاربة التي ألغيت العام الماضي، وإعادة فتح الحدود الجوية مع مجموعة من الدول، وكذا تخفيف الإجراءات الاحترازية المفروضة منذ مدة في ظل حالة الطوارئ الصحية.
وأعلنت الخطوط الملكية المغربية عن استئناف الرحلات الجوية التي تربط المغرب بمجموعة من الدول ابتداء من يوم 21 مايو، وذلك بعد تعليقها بسبب تداعيات انتشار كورونا.

رفع عدد الاختبارات

وأفادت وزارة الصحة المغربية الرفع من عدد الاختبارات للكشف عن الحالات المصابة بالسلالة الهندية لفيروس كورونا قبل تفاقمها، وذلك بعد رصد حالتين من هذه السلالة. وحذرت الوزارة من سرعة انتشار السلالة الهندية وخطورتها على المناعة، وذلك لأنها نتاج طفرتين كانتا موجودتين سابقاً في عدد من السلالات. ونقلت صحيفة “العَلم” عن البروفيسور المصطفی الناجي، مدير مختبر الفيروسات في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، قوله إن ظهور السلالة الهندية في المغرب كان متوقعاً ولم يؤثر على التطعيم الذي يبقى ساري المفعول، مشيراً إلى أن السلالات المتحورة يمكن أن تؤثر على المناعة مستقبلاً، وأن التصدي لها يقتضي الالتزام بالإجراءات الوقائية.
في الموازاة مع ذلك، يستعد المغرب لإعادة فتح مجاله الجوي خلال الأيام المقبلة، من أجل تسهيل عمليات السفر العالقة، وذلك بعد أسابيع من الإغلاق أمام عشرات الوجهات الدولية، تجاوزت 50 وجهة بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد.
وأبرز البروفيسور الناجي أن استئناف الرحلات الجوية سيكون غالباً متضمناً لإجراءات مثل التوفر على جواز التطعيم ضد كورونا، واختبار سلبي للكشف عن الفيروس، والخضوع لفترة حجر صحي بالنسبة للوافدين مدة تتراوح بين 10 و15 يوماً، معتبراً أن تخفيف الإجراءات الاحترازية بالنسبة للمطاعم والمقاهي ونحوها سيسهم في معالجة الاقتصاد المغربي المتضرر جراء تداعيات جائحة كورونا.
و من المنتظر أن تستأنف الرحلات الجوية بين المغرب ومجموعة من الدول يوم 21 مايو الجاري. وكانت الخطوط الملكية المغربية قد كشفت في أبريل الماضي أن المغرب سيعيد إطلاق الرحلات الجوية مع كل من إسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا وسويسرا وهولندا وتركيا وإنجلترا ومصر والجزائر والكاميرون وجمهورية الكونغو وغينيا كوناكري ومالي وغانا يوم 21 مايو، وأن الأمر سيكون خاضعاً لشروط صارمة تحترم الإجراءات الاحترازية المعمول بها.

إعادة فتح الحدود

وينتظر أن يصاحب هذا القرار إعادة فتح حدود المملكة المغربية خلال الصيف المقبل في وجه المهاجرين المغاربة القاطنين في الخارج والسياح الأجانب، حيث يعتزم المغرب تنظيم عملية “مرحبا 2021″ بعد أن ألغيت السنة الماضية بسبب تفشي فيروس “كورونا”.
وأكد الطيب حمضي، الخبير في السياسات والنظم الصحية، أنه بعد إعلان اكتشاف حالتين من المتحور الهندي يتعين تقديم كل المعطيات العلمية حوله، موضحاً في تصريح لصحيفة “رسالة الأمة” أنه “إلى حد الآن لا نتوفر على المعطيات الكافية بخصوص قدرة انتشاره، رغم أن الخبراء يقولون إنه أسرع انتشاراً من السلالة الأصلية التي ظهرت في ووهان الصينية، كما لا نعلم أيضاً مدى شراسته وحتى بالنسبة للمناعة لا توجد أجوبة بشأنها”.
وأضاف قائلاً إن الوضع الكارثي الذي تشهده الهند والوفيات المسجلة بها يومياً قد لا يكون بالضرورة مرتبطًا بمدى شراسة هذا الفيروس المتحور، على اعتبار أن أغلب الهنود لا يحترمون البروتوكول الصحي، بسبب كثرة التجمعات الدينية والسياسية، مبرزاً أن المغرب عليه افتراض الأسوأ، مع العمل على تشديد الإجراءات الاحترازية على اعتبار أننا لم نصل بعد المناعة الجماعية.
وأعلن خالد أيت الطالب، وزير الصحة المغربي، خلال جلسة البرلمان أول أمس الثلاثاء، أن وزارته تعمل على معالجة محدودية النظام الصحي الحالي، من خلال تنفيذ خطة إصلاحية لا تتطلب تغييرات جوهرية. وأشار إلى أن تلك المحدودية تتجلى بشكل خاص في نقص الموارد البشرية التي تقدر بحوالي 32000 طبيب و65000 ممرض، واختلال في مهامهم في المناطق، ووجود تفاوت إقليمي في الإمداد الصحي الذي لا يلبي الخصاص، وعجز في الإدارة، وقلة التمويل.
وأفاد أنه من أجل وضع حد لهذه الاختلالات والتفاوتات الإقليمية، يرتكز برنامج إصلاح النظام الصحي الذي وضعته الوزارة على محور يهدف إلى إعادة تأهيل الإمدادات الصحية، وتنفيذ البرنامج الطبي الإقليمي، وإعادة تأهيل المنشآت الصحية، واعتماد نهج جديد لصيانة التجهيزات والبنيات التحتية الطبية.
كما ينص البرنامج المذكور على الالتزام باحترام بروتوكول العلاج، والانفتاح على الاستثمار الأجنبي وممارسة المهنة من قبل الأطباء الأجانب، بجانب المهارات المغربية، بالإضافة إلى محاور أخرى تتعلق بالإصلاح الهيكلي لنظام الموارد البشرية.
وموازاة مع إعلان الحكومة المغربية عن عزمها الانفتاح على الخبرات الدولية وكذا الكفاءات الأجنبية خاصة الأطباء، تساءلت صحيفة “أوجوردوي لوماروك” (المغرب اليوم) الصادرة بالفرنسية عما إذا كان المغرب سيتعاقد مع أطباء من كوبا، مشيرة إلى أن وزير الصحة، خالد أيت الطالب، التقى في الرباط السفير الكوبي لدى المملكة خافيير دوموكوس رويز. ونقلت عن السلطات الدبلوماسية الكوبية قولها إنه جرت مناقشة مواضيع من ضمنها الإجراءات التي اتخذها البلدان في مواجهة جائحة كوفيد 19. وقال المصدر نفسه إن الدبلوماسي الكوبي جدد مع الوزير المغربي رغبة الحكومة الكوبية في تقاسم خبراتها في مجالات الصحة والتكنولوجيا الحيوية لفائدة الشعب المغربي، وهي مجالات تحظى فيها أكبر “جزر الأنتيل” باعتراف دولي واسع.
ووجهت “النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام” رسالة إلى وزير الصحة بخصوص الأوضاع المزرية التي يعاني منها الأطباء والصيادلة وجراحو الأسنان في القطاع العمومي للصحة، ودعت إلى تفعيل كل الالتحاقات بالأزواج والانتقالات الموقوفة التنفيذ من 2018، مشددة على ضرورة التفعيل الحتمي والآني لالتحاق كل الناجحين بمباريات الإقامة للتخصص، في مختلف المراكز الاستشفائية لتدريبهم المستمر. وحمل أطباء القطاع العام، الوزارة، مسؤولية تأخيرات إلحاق الناجحين في المراكز الاستشفائية للتدريب المستمر، والتي اعتبرتها “خالية من أي تبرير” وفق ما جاء في موقع “لكم” الذي أضاف أن النقابة طالبت كذلك بإنهاء كل التعيينات المؤقتة وتحويل أصحابها إلى مسارهم الطبيعي، بتخويلهم تعييناتهم النهائية بمقرات عملهم النهائية. ودعت النقابة لإعادة إمكانية الاستفادة من العُطل الإدارية المُعَطلة، ولو استدعى الأمر معالجته حالة بحالة وبالتدريج وعلى أقساط.
كما طالب أطباء القطاع العام الوزارة بالتراجع عن العمل أيام السبت، نظراً لقدرة الكوادر الطبية على رفع التحدي بمتابعة عملية التطعيم، التي حازت بتقدير الكثيرين محلياً ودولياً، بكل عزم وإرادة، من خلال أيام العمل الخمسة القانونية من الإثنين إلى الجمعة، خاصةً مع توفر متقطع لجرعات اللقاح، وإمكانية طول وامتداد فترة عملية التطعيم لشهور أخرى.

توفير الأدوية

وأعلنت سلطات الرباط عن إعادة توفير الأدوية الأساسية المصنعة من مادتي “الكلوروكين” و”الهيدروكسيكلوروكين” في الصيدليات بالكميات الكافية وذلك ابتداء من فاتح حزيران/ يونيو المقبل. وأوضح بيان لوزارة الصحة المغربية أنه في إطار تدبير جائحة كوفيد 19 التي عانى منها المغرب على مدى سنة 2020 وما زال يعاني منها لحد الآن، فإنه سبق وتقرر بشكل احترازي اقتصار توفير هذه الأدوية في المستشفيات فقط للتكفل بعلاج حالات الإصابة المتقدمة بفيروس كورونا المستجد. وأضاف البيان أنه “بالنظر إلى عملية التلقيح (التطعيم) الناجحة التي تشرف عليها بلادنا والتي أظهرت إقبالاً كبيراً من طرف المواطنين المغاربة حسب الأولويات وتبعاً لشروط الاستحقاق، فإن وزارة الصحة ارتأت مجدداً إعادة توفير هذه الأدوية بالصيدليات مع إجبارية تتبع ومراقبة الاحتياطي الوطني ودرجة الاستهلاك”.
أما على صعيد مستجدات الحالة الوبائية في المغرب، فقد أعلن مساء أول أمس الثلاثاء، عن تسجيل 373 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد و465 حالة شفاء، و6 حالات وفاة خلال 24 ساعة. وبذلك، رفعت الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في المغرب إلى 512 ألفاً و285 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 آذار/ مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 499 ألفاً و89 حالة، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 9038 حالة. فيما يصل مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حالياً إلى 4158 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة المسجلة خلال 24 ساعة 52 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 303 حالات. أما معدل ملء أسرّة الإنعاش المخصصة لـ(كوفيد-19)، فقد بلغ 9,6 في المئة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: