أساطير بعض المغاربة في مواجهة كورونا

“كورونا لا يصيب المسلمين” و”الصينيون يعتنقون الإسلام” و”الغرب ينهار” مواد دسمة لأخبار كاذبة مستندة الى خيال خصب في زمن كورونا يرجح خبراء أنها بسبب “الشعور بالعجز في مواجهة الواقع”.

مع تفشّي وباء  فيروس كوفيد-19، غرقت مواقع التواصل الاجتماعي في سيل من الأخبار المضلّلة، مع تركيز باللغة العربية على “انهيار حضارة الغرب” و”إقبال على اعتناق الإسلام”، ما يعكس وفق محللين، حجم القلق في التعامل مع أزمة مخيفة وغير مسبوقة.

كل هذه تراهات لبعض الأشخاص بالمغرب الذين يجهلون دينهم أولا ،و يضعون حياتهم و حياة المواطنين في خطر بذريعة انهم مسلمون و لن تصيبهم كورونا ، تصريحات من مواطن بالدارالبيضاء توصلت بها اخبارنا الجالية مفادها أنه محمي من عند الله و لن يصيبه الفيروس لأنه صلى صلاة الفجر و هذه الصلاة تحميه طوال اليوم من كورونا ، أفكار رجعية ترفع من نسبة الإصابات و من ضحايا الفيروس رغم التوضيحات و المجهودات الحكومية لتنوير المواطنين من مخاطر كورونا.

هذا يتضح جليا عندما نحضر جنازة ضحية كورونا و نرى الأشخاص يتهافتون لحمل الضحية بدون أي يحمي نفسه من الإصابة ، يقدم العزاء لأفراد عائلة الضحية دون السؤال هل هذا الشخص كان منخلطا مع الضحية أم لا ؟ هل هو مصاب بالفيروس أم لا ؟ هل هذا جهل أم تجاهل للحقائق ؟ أين يكمن الخلل ؟ هل الدولة لم تقم بدورها في توعية المواطنين؟ أم أن المواطنين يعيشون في زمن آخر غير الذي نعيشه ؟

أغلبية المواطنين يضعون الكمامة ليس للوقاية و لكن خوفا من الشرطة أو رجال السلطة و خوفا من آداء الغرامة المالية ، لحد ما نتساءل هل يجب ان يكون بجانب كل مواطن رجل أمن يراقبه ؟

ففي أوقات الأزمات والصراعات التي لا يمكن تفسيرها، يعود الناس إلى أساطيرهم وقناعاتهم الثقافية لفهم ما يجري و نلاحظ أن هذا الأمر يحدث في كل مكان وليس فقط في العالم الإسلامي”.

وتداول الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل باللغة العربية منذ فبراير الماضي مقاطع مصورة وأخباراً كاذبة، بينها شريط فيديو قيل إنه يُظهر إقبال آلاف الصينيين على اعتناق الإسلام مع انتشار الوباء. لكن الفيديو يُظهر في الحقيقة مواطنين من الفيليبين ينطقون بالشهادتين قبل حفل إفطار في السعودية العام الماضي، وفق ما وقع عليه فريق تقصي الأخبار في جريدة أخبارنا الجالية.

وانتشر كذلك فيديو من أربعة مقاطع يدّعي ناشروه أنه يُظهر رفع الأذان للمرة الأولى في غرناطة منذ 500 سنة، بأمر من الحكومة، بما يوحي بأن السلطات في إسبانيا، البلد ذي الغالبية الكاثوليكية، أباحت أو طلبت ذلك مع انتشار الوباء بعدما كانت تحظره. لكن رفع الأذان لم يكن ممنوعاً ولم تصدر الحكومة أي قرار حوله مؤخراً.

ومن الأخبار المضلّلة ذات الصلة صور يدّعي ناشروها أنها تُظهر إقامة صلوات إسلاميّة في شوارع إيطاليا “لدعاء الله وحفظه من خطر كورونا”، لكنها في الحقيقة صور قديمة ولا علاقة لها بما يجري حالياً.

لا يجب أن نفسرّ ذلك على أنه لغة استثنائية في المغرب ، لافتة إلى أنّ هذه السرديات في المنطقة وأماكن أخرى هي “من عوارض ممارسات تذرّعت عمداً بالدين لإضفاء شرعية على ممارسات سياسية”: “لطالما استُخدم الدين كخطاب سياسي، ليس في المغرب فحسب ولكن في الغرب أيضاً”.

وكما هو الحال في مناطق أخرى، لا يركّز خطاب “المؤامرة” على الدين فحسب، بل تغذيه أيضاً المشاعر الوطنية المبالغ بها والوصم الاجتماعي والقوالب النمطية العنصرية.

وأمام تفشّي الوباء، تفاعلت “نظريات المؤامرة”، منها الادعاء أن الفيروس “سلاح بيولوجي أميركي لشنّ حرب اقتصادية على الصين”، أو اعتبار بعض المسلمين أن “الفيروس لن يصيبهم” بسبب دينهم، عدا عن تصوير “اللاجئين السوريين بؤرة لانتشار المرض” في لبنان مثلاً.

فنشر هذه الأخبار ينطلق من اعتبارات عدة أبرزها “الشعور بالعجز في مواجهة الواقع، فلا نعرف كيف نفسّر أمراً ما علمياً أو لا نريد الاعتراف.. بهزيمة في معركة ما”. كما لعبت بعض وسائط الإعلام الاجتماعي دوراً كبيراً في ترويج الكثير من الأحكام النمطية وخلق حالة من الهلع الجماعي” في زمن كورونا المستجد.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: