إيمونا 2…في مفهوم التّعايش الديني: الماضي والحاضر والآفاق المستقبلية.

في إطار التعايش مع الآخر و السلم بين الأديان نظم اليوم الأربعاء  بالمسجد الكبير ببروكسيل البرنامج الثاني لإيمونا للمفهوم التعايش بين الأديان ، عبر تجربة و دراسة فرنسية ناجحة طبقت بفرنسا لترى النور في بلجيكا .

التعرف على الغير و فهم الآخر ، الانفتاح على الديانات الأخرى هو عنوان برنامج إيمونا 2 الذي يتبعه أزيد من 30 شخص من ديانات مختلفة ، كمفهوم يقوم على أساس الثقة والاحترام المتبادل بين أصحاب الديانات المختلفة والذي يكون هدفه هو تحقيق تلك الغايات التي يتفق عليها الطرفان المختلفان أو حتى مجموعة الأطراف التي ترغب في التعايش بل أنها تقوم باتباعه وتنفيذه عن اقتناع لديها وبكامل رغبتها وباختيارها الكامل ، حيث قد أتت العديد من المشاكل والأمور لتساهم في حدوث الخلافات أو الصراعات بين البشر في هذا العصر على الرغم من التقدم الحضاري والتكنولوجي بل الفكري الخاص بالبشر ، حيث زادت معدلات الجريمة والإلحاد والانحلال الثقافي والخلقي وتفكك الأسر بينما الأغرب أن يأتي ذلك مع وجود أساس المفترض أنه قوي للغاية وهو وجود الأديان التي تعمل وتنظم حياة البشر وترفع من شانهم وتقومهم إلا أن للأسف الشديد لم تستطيع الوصول إلى تحقيق اتفاق وتراضي وسلام ومعايشة مجتمعية مع بعضها البعض إذاً فمفهوم التعايش هو نوع من أنواع التعاون المشترك والإيجابي والذي يهدف إلى إيجاد تلك الأسس القوية والأرضية المشتركة التي تتفق عليها كل أطراف الديانات المختلفة وهو من المفروض أن يتم عن طريق اقتناع داخلي نابع من البشر أنفسهم بل عن رضا كامل وإيجابي منهم .

و صرح صالح الشلاوي نائب  رئيس الهيئة التنفيذية أن برنامج إيمانا 2 يحث على التعايش بين الأديان على أساس التعريف بمبادئ كل ديانة بل والدفاع عن تلك المبادئ والعمل على مكافحة الفوارق وصيانة الحقوق كلها بالنسبة لكل طرف منهم ، و بل يؤكد على أهمية التعايش فيما بينها بسلام كامل ودون صراعات أو خلافات دينية أي إبراز النقاط المشتركة لكل منها مع الاقتران مع تلك المنظومة الخاصة بالقيم الإنسانية والبشرية الرائعة والشديدة الرقي مثل التسامح والمحبة وضمان حقوق الآخرين وسلامتهم الشخصية .

فمفهوم التعايش بين الأديان هو من المفترض أن يكون ذلك التعايش الكامل والحقيقي بكل أبعاده ولا يقتصر على مبدأ الدين فقط لا غير بل يشتمل مفهوم التعايش بين الأديان على التعايش الثقافي والحضاري والإنساني كما أنه يسعى بكل كمال إلى خدمة تلك الأهداف والأمور السامية التي يهدف إليها الإنسان من الأساس كالعيش في سلام ودون صراعات بأي من أشكالها كما لابد لمفهوم التعايش بين الأديان أن يقوم على عدة مبادئ لا يمكن تجاوزها أو الاقتراب منها لأن أي نقص فيها يعني خلل في التطبيق لمفهوم التعايش بين الديانات باعتباره مفهوم متكامل من شتى النواحي الخاصة بالحياة  الذي يسعى إلى تحقيق تلك الأهداف والأمور الأشد رقياً وسامية والتي يسعى إليها الإنسان دائماً ، و  العمل على استبعاد كل كلمة قد تمس عظمة الخالق .

 فالدين  الإسلامي هو ذلك الدين الذي أكد على حقوق الجميع بل كان تحقيق المساواة من أهم أهدافه والحفاظ على الحقوق المتساوية لكل البشر وعلى احترام ديانة الأخر وعدم الاقتراب من أماكن عبادته سواء بالهدم أو غيره من أمور الاعتداء بل حافظ على حقوق غير المسلم وأوصى بهم وبرعايتهم ومساواتهم في كل الحقوق البشرية مع المسلمين فالتاريخ الإسلامي ملئ بكل صور التعايش بين الأديان في سلام ورخاء وبدون عنصرية و حيز أو اعتداء على الأخر فالدين الإسلامي هو دين التعايش بين الأديان .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: