الأمن المغربي يعلن تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم «الدولة» تنشط في 4 مدن

قام «المكتب المركزي للأبحاث القضائية» التابع «للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني» (المخابرات المغربية) أمس الخميس، بتفكيك «خلية إرهابية» تابعة لما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية» وإحباط مخططاتها التي كانت وشيكة وبالغة التعقيد، ولها ارتباطات في عدة مدن مغربية، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لتحييد مخاطر التهديد الإرهابي، وتحصين المغرب ضد المخططات التخريبية التي تراهن عليها التنظيمات الإرهابية، وفق ما جاء في بلاغ في الموضوع أوردته وكالة الأنباء المغربية.
وذكر المكتب أنه في ضوء معلومات استخباراتية دقيقة، تم تنفيذ هذه العمليات الأمنية بشكل متزامن في مدن طنجة وتيفلت وتمارة والصخيرات، في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس، وأسفرت عن توقيف خمسة متطرفين، تتراوح أعمارهم ما بين 29 و43 سنة، غير أن أحد المشتبه فيهم أبدى مقاومة عنيفة في مدينة تيفلت، محاولاً تعريض عناصر التدخل السريع لاعتداء إرهابي، حيث أصاب أحدهم بجرح بليغ على مستوى الساعد باستعمال أداة حادة، قبل أن يتم توقيفه بعد إطلاق عيارات نارية وقنابل صوتية بشكل تحذيري.
كما حاول المشتبه فيه الموقوف في مدينة تمارة تفجير نفسه باستعمال قنينة للغاز من الحجم الكبير، مبدياً مقاومة عنيفة اضطرت معها عناصر التدخل السريع لإطلاق أربع أعيرة نارية وقنابل صوتية وأخرى مصحوبة بدخان كثيف لحجب الرؤية عن المعني بالأمر، مما مكن من تحييد الخطر وإجهاض التهديدات الإرهابية الصادرة عنه.
وأشار المكتب المركزي إلى أن إجراءات التفتيش وعمليات المسح والتمشيط التي أجريت في محلات وشقق كان يستغلها المشتبه فيهم كأماكن آمنة وكقاعدة خلفية للدعم اللوجستيكي، أسفرت عن حجز ثلاثة أحزمة ناسفة، تحتوي على مجوفات لولبية لتحميل الأجسام المتفجرة، و15 قنينة تحتوي على مواد ومشتملات كيميائية مشبوهة، وصاعقين كهربائيين، ومعدات إلكترونية، ومساحيق كيميائية وأسلاك كهربائية، وثلاثة أقنعة حاجبة للمعطيات التشخيصية، ومنظارين، ومعدات إلكترونية وكهربائية للتلحيم، وكاميرا رقمية متطورة، وقنينتين للغاز المسيل للدموع، ومجموعة كبيرة من الأسلحة البيضاء من أحجام مختلفة، وقنينات غاز من الحجم الصغير، وطنجرتين للضغط مملوءتين بالمسامير والأسلاك وأخرى تحتوي على سائل كيميائي مشبوه، علاوة على عدة حقائب بلاستيكية تحتوي على لولبات حديدية ومواد مشبوهة، وخمس بطاريات للشحن، و25 مصباحاً كهربائياً.
كما مكنت عمليات التفتيش من حجز مجسم ورقي يرمز لشعار تنظيم «داعش» وثلاث سترات مفخخة في طور التحضير، وعدة أنابيب بلاستيكية تدخل في تحضير وإعداد الأحزمة المفخخة، فضلاً على ثلاثة كيلوغرامات تقريباً من نترات الأمونيوم، والتي تم وضعها رفقة باقي المحجوزات الكيميائية رهن إشارة الخبرة التقنية التي سيباشرها مختبر الشرطة العلمية والتقنية.
وتؤكد الأبحاث والتحريات المنجزة، حسب المصدر ذاته، أن زعيم هذه الخلية الإرهابية، وهو من ذوي السوابق القضائية في الجرائم العنيفة ويصنف ضمن المشتبه فيهم الخطيرين، كان قد خطط بمعية باقي المساهمين للقيام بعمليات إرهابية تستهدف عدة منشآت وأهداف حساسة، وذلك باستخدام عبوات متفجرة وأحزمة ناسفة تروم زعزعة أمن المملكة واستقرارها.
كما أوضحت إجراءات البحث أن جميع المشتبه فيهم، الذين بلغوا مراحل متقدمة في التخطيط والتحضير لمشاريعهم الإرهابية، كانوا قد قاموا بمهام استطلاعية قصد رصد وتحديد الأهداف المزمع استهدافها ومهاجمتها بواسطة عمليات انتحارية باستعمال سترات مفخخة، إيذاناً بإحداث خسائر جسيمة وإعطاء وقع كبير لهذه العمليات الإجرامية، وذلك خدمة للأجندة التخريبية لما يسمى بتنظيم «الدولة».
وأضاف المكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث التمهيدي الذي يجري معهم تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع الامتدادات والارتباطات المحتملة لهذه الشبكة الإرهابية، وضبط كافة المتورطين في مخططاتها التخريبية، فضلاً عن تحييد كل المخاطر والتهديدات المرتبطة بها.وأشار إلى أن هذه العملية النوعية تأتي في سياق مطبوع بتنامي التهديدات الإرهابية المحدقة بالمغرب، خصوصاً في ظل تنامي استفحال الأنشطة الإرهابية بمنطقة الساحل جنوب الصحراء وفي بعض المناطق من شمال إفريقيا.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: