حاكم صقلية يريد طرد المهاجرين

هدد حاكم صقلية، نيلو موسوميتشي الاثنين، باتخاذ إجراءات قانونية ضد الحكومة الإيطالية، إذا لم يتم تنفيذ أمره بإخلاء الجزيرة من المهاجرين، في وقت تجاهلت فيه الحكومة المركزية في روما قراراته التي أشاد بها زعيم اليمين المتطرف ماتيو سالفيني.

وأمر موسوميتشي بإغلاق جميع مراكز استقبال المهاجرين في صقلية، ونقل سكانها إلى خارج خارجها، إلا أن وزارة الداخلية وصفت المرسوم بأنه غير قابل للتنفيذ.

وقال حاكم صقلية في مؤتمر صحافي “إذا لم تقم الكيانات التي طُلب منها تنفيذ المرسوم بتطبيق ما فيه، فلن يكون أمامنا سوى خيار واحد فقط، وهو اللجوء إلى المحاكم”.

وأضاف السياسي المنتمي للتيار اليميني، أن إدارته ستكون مستعدة أيضا لإمهال الحكومة المركزية “يومين، أو ثلاثة، أو ثمانية أيام” أخرى، في حال قبلت الامتثال لمطالب منطقته.

وقالت وزارة الداخلية في بيان لها الاثنين، إنها “تلتزم دائما بالحد من تأثير الضغط القوي الذي تسببه الهجرة على صقلية”، التي حملتها مسؤولية زيادة أعداد الوافدين من تونس.

ماتيو سالفيني: مرسوم حاكم صقلية لطرد المهاجرين نموذجي

وأكدت الوزارة أنه قد تم نقل نحو 3500 مهاجر من صقلية منذ شهر يوليو الماضي، مشيرة إلى أنه بدأ منذ شهر أغسطس، إجراء اختبار لجميع المهاجرين القادمين عن طريق البحر، للتأكد مما إذا كانوا مصابين بفايروس كورونا.

وبرر موسوميتشي مرسومه بأنه يأتي لأسباب صحية، قائلا إن مراكز استقبال المهاجرين المكتظة، تشكل خطرا لانتقال عدوى فايروس كورونا.

وأشاد ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف بموسوميتشي، فيما قوبلت قراراته بانتقادات من جانب سياسيين من يسار الوسط.

وقال سالفيني على تويتر، إن المرسوم “نموذجي”، إلى جانب ثلاثة رموز تعبيرية لأيد تصفق. وأضاف “كل التضامن مع حاكم صقلية موسوميتشي”.

والسبت، ارتفعت حصيلة الإصابات اليومية بإيطاليا إلى أعلى من ألف إصابة للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وسجلت صقلية 48 حالة إصابة جديدة بالفايروس، منها 16 حالة مرتبطة بقدوم مهاجرين جدد.

وقال فاوستو راسيتي، وهو نائب من الحزب الديمقراطي، إنه كان على موسوميتشي أن يهتم أكثر بشأن إجراء اختبارات جماعية للكشف عن الفايروس، وتعزيز الخدمة الصحية ومنع التجمعات الجماهيرية في الأماكن العامة.

وأضاف راسيتي إن “مطاردة المهاجرين، لا تحمي سكان صقلية من الفايروس فحسب، بل تؤدي أيضا إلى ارتباك وخوف في وقت يتطلب فيه الوضوح والحذر”.

وبدورها تواجه جزيرة لامبيدوسا الواقعة بأقصى جنوب إيطاليا، أزمة في تسكين المهاجرين وسط تدفق مطرد للوافدين من شمال أفريقيا.

مخاوف من انتشار عدوى الفايروس

وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا) أن نحو 293 شخصا وصلوا على متن ستة قوارب منفصلة بعد منتصف ليل الخميس، ليرتفع إجمالي المهاجرين في الجزيرة الصغيرة إلى أكثر من 1400.

وتسبب الوافدون في تسريع وتيرة الاكتظاظ والمشاكل الصحية في مركز استقبال المهاجرين الوحيد في لامبيدوسا، الذي يتسع رسميا لـ95 شخصا.

وذكرت وكالة “أنسا” أن نحو 40 تونسيا هربوا من المركز الخميس، دون أقنعة واقية لحماية أنفسهم والآخرين من فايروس كورونا، مما أثار احتجاجات من قبل السكان المحليين.

ووجه عمدة لامبيدوسا توتو مارتيلو، خطابا مفتوحا إلى رئيس الوزراء جوزيبي كونتي، حث فيه الحكومة على التحرك الفوري.

وكتب مارتيلو “رئيس الوزراء كونتي، إلى متى تعتقد أن صبر شعب لامبيدوسا قد يستمر”، ودعا، من بين أمور أخرى، إلى نقل المهاجرين إلى جزيرة صقلية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: