الموالون لبنكيران يريدون العودة إلى عهده

دعا القيادي بحزب العدالة والتنمية، عبدالعالي حامي الدين، إلى مؤتمر استثنائي للحزب، بعد تحميله القيادة الحالية للحزب والحكومة مسؤولية الفشل في إدارة الشأن العام، والتنصل من حصيلة الولاية الحكومية الحالية التي يقودها حزبه، موجها رسائل إلى من يهمه الأمر بأنه ينبغي أن “يكونوا جاهزين لهذا المؤتمر التصحيحي”.

ويرى مراقبون في خطوة حامي الدين المقرب من الأمين العام ورئيس الحكومة السابق، عبدالإله بنكيران، محاولة انتقامية مما يسمى بالتيار الموالي لسعدالدين العثماني، للعودة إلى الواجهة باستغلال الظروف التي تعيشها البلاد بسبب كورونا، حيث قال إن “القوى الحية هي التي تعرف التقاط اللحظة التاريخية لإجراء التغييرات الضرورية”.

وأكد مصدر من داخل العدالة والتنمية، أن قيادات تعمل جاهدة للدفع بـ”بروفايل” قريبا من بنكيران  لتسويقه كشخصية لها مواصفات قيادة الحزب، موضحا أن هذا السيناريو تم الاشتغال عليه منذ عامين للعودة بالعقيدة البنكيرانية من وراء الكواليس.

رشيد لزرق: قيادة حزب العدالة والتنمية تريد اللعب بوجهي العملة الواحدة

وقال حامي الدين الذي حل ضيفا على ملتقى شبيبة حزبه، الأربعاء، إنه خلال الولاية الأولى للحزب في تدبير الشأن العام، التي قادها رئيس الحكومة السابق “عبر الشعب عن دعمه للتجربة”.

ويرى مراقبون أنه يصعب على بنكيران العودة إلى قيادة الحكومة لأنه أخذ تقاعده، ولكن قد يكون له دور توجيهي داخل الحزب وهذه المحاولة للضغط باسمه لمكاسب انتخابية من خلال استمالة الناخبين بالتنصل من تبعات هذه المرحلة.

وأكد رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة ابن طفيل، ”، أن “قيادة حزب العدالة والتنمية تريد اللعب بوجهي العملة الواحدة فهي تريد زعيما مثل بنكيران يؤجج التعاطف الشعبي، وإظهار العثماني بمنطق الرجل الضعيف، وأنه ليس هو رئيس الحكومة الفعلي”.

وبحسب رشيد لزرق، فكلام حامي الدين يدخل ضمن منطق متفق عليه بشكل مسبق، بغاية تجاوز الخصوم السياسيين داخل وخارج الحزب وإضعاف موقفهم، وهي طريقة لا تخرج عن تكتيك العدالة والتنمية في التنصل من المسؤولية السياسية، كخطة الدفاع الأولى إلى جانب ادعاء المظلومية وإيهام الرأي العام أنهم يريدون الديمقراطية لكسب تأييد المتعطشين للحرية.

وكعادته في الدفاع عن منجزات حزبه رفض حامي الدين تقييم حكم العدالة والتنمية خلال السنوات العشر الماضية، مستحضرا لغة المظلومية وهو يتحدث بأن الولاية الحالية التي يقودها العثماني انطلقت في ظروف خاصة، وتعرض فيها الحزب لمشاكل، وسجلت خلالها البلاد تراجعات، مبرزا أن “هذه التجربة تتحملها الهيئات التقريرية للحزب”.

ولفت متابعون، أن حامي الدين والتيار التابع له يعمل على واجهتين، الأولى توريط تيار الوزراء أمام قواعد الحزب والرأي العام في الفشل الذريع الذي سجلته في تدبير الجائحة وفي عدد من الملفات ذات طبيعة سياسية واجتماعية، ومن جهة ثانية، الحفاظ على التعاطف مع العدالة والتنمية كحزب يدافع عن مصالح المواطن.

ولعل حامي الدين والتيار المعارض داخل الحزب استشعر خطورة الوضع على العدالة والتنمية على المستوى الانتخابي بعد اقتراب الاستحقاقات، ولهذا دفع باقتراح المؤتمر الاستثنائي مع ما سيخلفه من معارك داخلية بين الموالين للقيادة الحالية والسالفة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: