مغاربة في شبكات بريطانية لغسل الأموال

وسطاء يربطون علاقات بشركات عالمية للقمار في سبتة ومليلية تمتد عملياتها إلى مشاريع عقارية بالشمال

تجري أجهزة أمنية تحرياتها بخصوص علاقة مغاربة بشبكات بريطانية مختصة في تبييض الأموال، تتخذ من سبتة ومليلية مركزا لأنشطتها المشبوهة.
وأوضح مصدر مطلع أن التحريات انطلقت، بناء عن معلومات حول علاقة رجل أعمال مغربي بإحدى شبكات غسل الأموال البريطانية في مليلية المحتلة، التي تستغل الامتيازات الضريبية الإسبانية التي تشجع على إقامة كازينوهات القمار في المدينتين لاستقطاب مغاربة، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أنه منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، سارعت هذه الشبكات إلى الاستقرار في سبتة ومليلية، لضمان موقع لها في أوربا، كما نقلت أخرى أنشطتها من جبل طارق إليهما لقربهما من أوربا، ووجود “سوق” التهريب الدولي للمخدرات.
وذكر المصدر نفسه أن عددا من المغاربة الذين يشتغلون وسطاء لشبكات تبييض الأموال كانوا يدعون فوزهم في مسابقات عالمية في القمار بالمدينتين، آخرهم شخص يشتبه في حصوله على 50 ألف أورو، قبل أن يتبين أنه لم يسبق له المشاركة في المسابقات نفسها، مشيرا إلى أن تعدد شركات القمار، بسبب الامتيازات الضريبية للإسبان، أنعش أنشطة مكثفة لغسل الأموال في المنطقة، وتمتد عملياتها إلى شمال المغرب، في مشاريع عقارية متعددة.
علما أن ملفات أخرى بينت أن شبكات تبييض أموال الكوكايين في الناظور اتجهت إلى اقتناء أراض فلاحية والاستثمار في مشاريع زراعية، للإفلات من المراقبة والشكوك التي تحيط بمشاريع في قطاعات أخرى، يقف وراءها متاجرون في السموم البيضاء، ، كما ابتكر هؤلاء الوسطاء طرقا جديدة، من أجل الإفلات من المراقبة لاستقبال مبالغ هامة وتوطينها في البنوك، ويرتبطون بعصابات ويتوزعون على عدد من البلدان الأوربية، ويحصلون على أرباح خيالية، غالبا ما تتمثل في عقارات ومنقولات.
وكشف المصدر ذاته أن أخطر هذه الشبكات، التي لها علاقة مع مغاربة، يقودها ستة بريطانيين، وآخرون من مالطا وروسيا وإسرائيل ويستثمرون في مجال القمار، كما أن منهم من له علاقة باستخبارات أجنبية، ومهمتهم جمع معلومات دقيقة، موضحا أن سبتة المحتلة تتفوق على مليلية في عدد الشبكات، رغم تشديد المراقبة على أنشطتها، لأسباب عديدة، منها توفرها على قوارب ترفيهية فخمة في ملكية أثرياء، وقربها من جبل طارق.
وذكر المتحدث نفسه أن شبكات تركية دخلت على الخط، في الآونة الأخيرة، في المدينتين، إلا أنها تواجه بما أسماه “مقاومة عنيفة” من الإسبان والبريطانيين، لتضييق الخناق عليها، رغم محاولتها الاستثمار في القمار بمبالغ مالية كبيرة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: