هل استسلمت الحكومة للجائحة؟

ارتباك الصحة في تنزيل العلاج عن بعد والداخلية ترفع الراية البيضاء أمام حشود المستهترين

فقدت الحكومة بوصلة الحرب على الجائحة، بعد الأرقام الألفية للوضعية الوبائية، ووضع اتساع رقعة حشود المستهترين بالتدابير الاحترازية السلطات العمومية على طريق المجهول، وأصبح لسان حالها شعار رئيس الوزراء الإيطالي عندما قال “انتهت حلول الأرض والأمر متروك للسماء”.
وعلمت “الصباح” أن كثرة أعداد المصابين أربكت عمل وزارة الصحة في تنزيل خطة العلاج عن بعد، خاصة المدن المعلنة مناطق موبوءة، إذ ارتفعت أصوات الأسر الباحثة عن ذويها الذين جمعتهم سيارات الإسعاف بعد أن تأكدت إصابتهم، ثم أطلقوا في الشارع يحملون حقائبهم بها أكياس بعض الأدوية مجردة من علبها ودون إشارة إلى طريقة استعمالها.
وواجه أصحاب الأمراض المزمنة صعوبة في العودة إلى منازلهم، كما هو الحال بالنسبة إلى شيخ فاقد للذاكرة، ومصاب بالسكري وارتفاع الضغط، وجد نفسه خارج المستشفى الميداني بالغابة الدبلوماسية، يواجه مصيرا مجهولا، إلى أن عثر عليه أحد أبنائه بالصدفة في المجمع السكني الحسني وقد جلس أرضا وتحلق حوله جمع من الفضوليين.
ورفعت الداخلية الراية البيضاء أمام حشود المستهترين، الذين يصرون على ممارسات تزيد من احتمال ارتفاع الحصيلة اليومية، من قبيل التجمهر في الشرائط الساحلية، وعدم ارتداء الكمامة في الأماكن البعيدة عن الحواجز الأمنية و مراقبة السلطات، كما وقع مساء أول أمس (السبت) في مقاه عادت فيها مشاهد جماهير الكرة كما كانت قبل كورونا.
وشرع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، يبحث عن الحلول من خارج الحكومة، إذ عقد الجمعة الماضي، لقاء دراسيا مع مجموعة من الاقتصاديين والخبراء، للتداول في الأولويات والمقترحات لمواجهة الآثار الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا، مذكرا بأن الحكومة ملتزمة بالإنصات والانفتاح على جميع الكفاءات والطاقات الوطنية، لخدمة الوطن والمواطنين.
وانتقلت الحصيلة اليومية إلى مرحلة المتتاليات الهندسية التي تتضاعف فيها، إذ أعلنت وزارة الصحة، أول أمس (السبت)، عن تسجيل 1345 حالة إصابة جديدة و642 حالة شفاء، و19 حالة وفاة خلال 24ساعة، وارتفاع العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة إلى 32 ألفا و7 حالات منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي، في حين وصل مجموع الحالات النشطة التي لا تزال تتلقى العلاج، حاليا إلى 9337 حالة، أي بمعدل 26 لكل مائة ألف نسمة، وأن توزيعها لم يطرأ عليه أي تغيير، حيث دائما أربع جهات وهي البيضاء-سطات وطنجة- تطوان-الحسيمة وفاس- مكناس ومراكش-آسفي.
ووصل مجموع الحالات الصعبة والحرجة الموجودة بأقسام الإنعاش والعناية المركزة إلى 122 حالة، 40 منها تحت التنفس الاصطناعي، في حين تجاوز معدل الإصابة التراكمي، أي عدد الإصابات لكل 100 ألف نسمة، 4 لكل مائة ألف نسمة، باختلاف حسب الجهات وفق عدد الحالات والسكان، إذ توجد في المركز الأول جهة مراكش بـ7 حالات، تليها جهة البيضاء سطات بـ6 حالات في الألف.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: