شياطين كورونا في شوارع البيضاء

يقدسون مناعة القطيع ووزعوا القبلات وسخروا من إجراءات التباعد الاجتماعي

هم شياطين كورونا… أجساد تمشي بيننا، وتشاركنا الطعام، وتسخر من إجراءات الوقاية من الفيروس، فلا تأبه بالعدوى، ولا تبالي بجائحة لا تبقي ولا تدر.
استغلت “شياطين كورونا” بداية تطبيق إجراءات تخفيف الحجر الصحي لتحقيق أحلامها، وربما استغلت استمرار إغلاق المساجد للانتشار في جل شوارع العاصمة الاقتصادية وأحيائها ودروبها، فهي أخطر من كورونا نفسه، وأشد عدوى من الفيروس ذاته.
ويسهل التعرف على “شياطين كورونا”، فهم أولئك المستهزئون بفعالية الكمامات، وغير الآبهين بالتعقيم، والساخرون من مسافة الأمان، الذين تجذبهم “الجوقة”، فيتكدسون داخل المحلات التجارية، لأن جيناتهم محصنة ضد كورونا، وكل الفيروسات الفتاكة.
لا تهم شياطين كورونا كل تعليمات الحماية، فما إن أعلن عن إجراءات تخفيف الحجر الصحي، حتى تعانقوا بينهم، وتبادلوا أربع قبلات (بالتمام والكمال)، وعادت هوايتهم في الزحام في حافلات النقل، فتخلصوا من الكمامة والمعقم، معتقدين ان كورونا انتهى إلى الأبد.
لا يصدقون أخبار “الموجة الثانية” للفيروس، أو استمرار العدوى، فتجد نسلهم في كل مكان يتحدثون عن مناعتهم، أو يسخرون من نصائح الداخلية والصحة، لإيمانهم بمناعة القطيع بالطريقة المغربية، غير آبهين أن المصطلح ثقافة فشلت في دول متقدمة تملك منظومة صحية فعالة، وليس في بلد بالكاد يوجد فيه أطباء يكافحون لإنقاذ المرضى.
تكتشف “شياطين كورونا”، ببساطة، في المقاهي لحرصهم على النميمة، غير عابئين بإجراءات التباعد الاجتماعي، وتعثر عليهم في الأسواق يتكدسون أمام المحلات التجارية، دون كمامات، وتلمحهم في الشوارع ملتصقين بعضهم ببعض. أما احترام مسافة الأمان، فتفقدهم صوابهم، فيجذبون ويرقصون ويتطاير لعاب ملوث من أفواههم.
قد يمر أحد منهم بجانبك، دون أن تنتبه له، فهم مثل الأشباح لا ظل لهم… أنوفهم طويلة من كثرة الكذب، ولون بشرتهم صفراء فاقع من نفاقهم، وقامتهم الفارهة دليل على قدرتهم على اللجاج، ورؤوسهم ضخمة مسننة من كثرة تسفيه كل إجراءات الوقاية من الجائحة.
فقد “شياطين كورونا” صوابهم، فتجددت دعواتهم للتخلص من الكمامة والتعقيم، ويصابون بالجنون، حين يحدثهم أحدهم عن الاحتراز من خطر الفيروس، فيدعون سرا وعلانية إلى استعادة الحياة، ما قبل كورونا، دون خوف من فيروس أصاب العالم أجمع، ولم يرعبهم.
حمى الله الوطن من “شياطين كورونا”، فاتباعهم يقود إلى الدمار، وتجنبهم ينجي السكان من الهاوية، واعتقالهم أولى الأولويات، حتى يتخلص المغرب من استهتارهم ويبقى بمنأى عن الفيروسات.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: