تغلغل مخيف لـ “الإخوان” في المناصب العليا

أسماء نكرة عديمة الكفاءة تقتسم كعكة التعيينات الكبرى وحلفاء العثماني يحتجون

علق سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، التعيينات في المناصب العليا، بعدما أغرق الوزارات والإدارات العمومية بأسماء من حزبه أو مقربين منه، أو متعاطفين معه، مقابل تهميش الكفاءات التي لا انتماء حزبيا لها.
وقال زعيم حزبي من الأغلبية، طلب عدم ذكر اسمه لـ “الصباح”، إن “تغلغل إخوان العثماني، ومن قبله بنكيران، في المناصب العليا، مخيف جدا، وقد تكون له انعكاسات خطيرة على الإدارة المغربية في المنظور القريب، خصوصا إذا استمر الحزب الأغلبي في الحكم لولاية ثالثة”.
وتعج مختلف الوزارات، التي يسيرها وزراء “المصباح”، والمؤسسات الإدارية “الكبرى”، التابعة لها، بأسماء “نكرة” من الحزب نفسه، لا تتسلح بأي كفاءة مهنية متخصصة في القطاع التي تتحمل مسؤوليته، ويسندها الولاء الحزبي فقط.
وقبل تعليق التعيينات في المناصب العليا بمرسوم صادر عن رئيس الحكومة، الذي من المنتظر أن يتم إلغاؤه بعد رفع حالة الطوارئ الصحية، تسببت تعيينات في مناصب عليا في اندلاع خلافات حادة داخل الأغلبية الحكومية، دفعت بزعيم من الأغلبية إلى الاحتجاج الشديد على رئيس الحكومة، في رسالة وصلت ديوانه، الأسبوع الماضي.
وحملت التعيينات، قبل تعليقها، شخصا تقلد مسؤولية مهمة، رغم أنه ظل محط شبهات، ظلت تلاحقه في موقع مسؤولية سبق أن شغله، وهو ما تشهد عليه تقارير المجلس الأعلى للحسابات.
وكشف مصدر مطلع ، أن رئيس حزب احتج على سعد الدين العثماني، بهدف وضع حد لمثل هذه التعيينات في المستقبل، والتي تضرب في العمق شعار اختيار الكفاءات، بدل الاستمرار في الرضوخ لتعيينات “الولاءات” التي قتلت وتقتل الإدارة المغربية، التي باتت في حاجة ماسة إلى أطر وطاقات كفؤة تنتشلها من الكسل وعدم الأهلية المهنية والإدارية، وتساير الطريق الجديد الذي فرضه فيروس كورونا.
ويسعى رئيس الحزب، من خلال هجومه المبكر على رئيس الحكومة، قبل الموجة الجديدة من التعيينات، إلى وضع حد لاستمرار نزيف اقتسام “كعكة المناصب العليا”، التي يسندها بعض الوزراء، إلى أسماء نكرة، وغير مسلحة بأي كفاءة، باستثناء “كفاءة” المحسوبية والزبونية الحزبية.
وفي قراءة أولية بخصوص المناصب العليا التي يصادق عليها المجلس الحكومي، يأتي حزب التجمع الوطني للأحرار في مقدمة الأحزاب التي لا يستفيد المنخرطون فيها من هذا النوع من المناصب، إلا قليلا، رغم أن الحزب يتوفر على “جيش” من البرلمانيين والأطر، كما هو الشأن بالنسبة إلى الاتحاديين، الذين قليلا ما يظهر اسم منهم في لائحة التعيينات التي يصادق عليها المجلس الحكومي، كل خميس، رغم أن الحزب يعج بالأطر المجربة. ويأتي العدالة والتنمية في مقدمة أحزاب التحالف الحكومي التي استفادت كثيرا من تعيينات نشطائها في مناصب أكبر من حجمهم المهني وسيرهم الذاتية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: