معرض الدار البيضاء للكتاب إلمام بالمشرق والمغرب

أعلن الحسن عبيابة وزير الثقافة والشباب والرياضة المغربي عن تفاصيل البرنامج الثقافي للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي يقام في مدينة الدار البيضاء، خلال الفترة من 6 إلى 16 فبراير 2020. وقدم الحسن عبيابة إحصائيات وأرقاما جديدة عن الدورة الحالية من المعرض، من حيث المشاركين والعارضين، ومن حيث العناوين التي يقترحها الناشرون في هذه الدورة التي تستأنف مرحلة جديدة من تاريخ المعرض، بعد دورته الفضية التي أقيمت العام الماضي.

ومرة أخرى، تتحول العاصمة الاقتصادية للمغرب إلى عاصمة للكتاب، بينما تحل موريتانيا ضيف شرف على هذه الدورة، عبر استضافة أعلام وعلامات الثقافة الموريتانية، ومن خلال تنظيم لقاءات وندوات عن الثقافة الحسانية والمشترك الثقافي الأفريقي، وأخرى عن سؤال “النهوض بالثقافة الحسانية: المجهود المشترك”، وثالثة عن “صورة المرأة في الثقافة الحسانية”، وعن “المكان في الشعر الشنقيطي”، وندوة “القيم الإنسانية في ثقافة الصحراء”، و“الأدب والموسيقى: القواسم المشتركة بين موريتانيا والمغرب”، ثم “بلاد شنقيط، مؤشرات التواصل الثقافي بين موريتانيا والمغرب”، مثلما تقتفي ندوة أخرى “طريق القوافل ودورها في الإشعاع الثقافي والاقتصادي ما بين موريتانيا والمغرب”.

وقد أصبح المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدار البيضاء منصة للإعلان عن مجموعة من الجوائز الأدبية، منها جائزة الأركانة العالمية للشعر وجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، وجائزة سركون بولص للشعر. وهذه السنة، سيتم افتتاح احتفاليات الجوائز بتقديم جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، التي ينظمها المركز العربي للأدب الجغرافي “ارتياد الآفاق”، وهو الحفل الذي يقام يوم 9 فبراير، في قاعة شنقيط، بحضور وزير الثقافة والشباب والرياضة المغربي، إلى جانب المدير العام للمركز العربي للأدب الجغرافي الشاعر نوري الجراح والنقاد عبدالنبي ذاكر، عبدالرحمن بسيسو، خلدون الشمعة، مفيد نجم، عن لجنة تحكيم جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة.

قبل ذلك، وفي صباح اليوم نفسه، تقام “ندوة الرحلة” بمشاركة الفائزين وأعضاء لجان جائزة ابن بطوطة، قصد التعريف بأعمالهم وتقديم تجربتهم في كتابتها وترجمتها وتحقيقها.

جوائز الرحلة والشعر والقراءة تلتقي في معرض الدار البيضاء للكتاب الذي تحل عليه موريتانيا ضيف شرف

ويوم السبت 15 فبراير، يعلن عن سلسلة من الجوائز الأخرى، ومنها جائزة سركون بولص للشعر في دورتها الثانية، والتي آلت هذه السنة إلى الشاعر التونسي آدم فتحي. في الوقت نفسه، تشهد قاعة شنقيط الإعلان عن الجائزة الوطنية للقراءة، التي تنظمها شبكة القراءة بالمغرب، إلى جانب جائزة الكتاب المغربي في صنف الرواية، وفي صنف الشعر، والتي أقيمت بتنسيق مع دار الشعر بتطوان، عادت الجائزة لديوان “بداية ما لا ينتهي” للشاعر الراحل محمد الميموني، بينما كانت جائزة الرواية من نصيب طارق بكاري عن روايته “القاتل الأشقر”.

واختارت الدورة الحالية من المعرض الاشتغال على المنجز الثقافي المغربي، وتقييم التراكم الذي حققته الثقافة المغربية في عدد من المجالات الفكرية والأدبية. ومن ذلك ندوة كبرى عن “المنجز الفلسفي في المغرب، وسؤال الذات في الفلسفة المغربية المعاصرة”، وأخرى عن “المسرح الجامعي بالمغرب: المنجز بين الأصول والمآلات”، ثم “المنجز الشعري في المغرب وسؤال التجاوز”، و“المنجز المغربي في المسرح، وسؤال الخصوصية والتجريب”. هذا إلى جانب ندوات عن “جهود تعزيز القراءة” و“تجارب جديدة في الكتابة الإبداعية الأمازيغية”، وندوة “حضور المغاربة في القدس: الرموز والدلالات”، و“زمن الصحراء من خلال الرواية: نماذج سرد من ضفاف جنوب المغرب”، بينما تطرح ندوة أخرى “أسئلة الإبداع عند الكاتبة المغربية”، من خلال مقاربات وتجارب، وندوة “مظاهر التجديد في الإبداع الأمازيغي المعاصر”، وندوة “أثر بورخيس في الكتابة المغربية”، وندوة “تجارب مضيئة في التشكيل المغربي”، وندوة “الكتابة السيرية والسير ذاتية في الأدب المغربي المعاصر”، وندوة “الأبعاد الجمالية والإنسانية في الرواية المغربية”.

ويشكل معرض البيضاء فرصة أيضا لمحاورة كتاب مرموقين ومساءلتهم والإنصات إلى تجاربهم في الكتابة. هذه المرة، اختارت إدارة المعرض تنظيم لقاء بعنوان “محاورات”، عبر ثلاث حلقات، تستضيف الأولى الكاتب والروائي المغربي مبارك ربيع، والثانية مع الكاتب والباحث المعجمي عبدالعالي الودغيري، والثالثة مع أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. كما تشكل هذه اللقاءات فرصة للظفر بكتب هؤلاء الكتاب وتوقيعاتهم، إلى جانب حفلات التوقيع الكثيرة التي تحتضنها أروقة المعرض، والندوات واللقاءات الموازية التي تحتضنها هذه الأروقة.

ويشهد المعرض منذ أربع سنوات تنظيم “ليالي الشعر”، وهي الفقرة التي تشرف عليها دار الشعر بتطوان ووزارة الثقافة والشباب والرياضة، وتستضيف شعراء من مختلف القارات والجغرافيات الشعرية، وبمختلف اللغات. هذه المرة، ستقام أربع ليالٍ شعرية، بمشاركة شعراء من كولومبيا وإنجلترا وإسبانيا وبلجيكا وفلسطين وتونس والعراق ومصر والمغرب، إلى جانب الشعراء الموريتانيين ضيوف شرف الدورة.

كما يحرص معرض البيضاء على العناية بالكتب أولا وأخيرا. وحين يتم الإعلان عن جوائز كبرى في هذا المعرض، فذلك من خلال كتب فائزة ومتوجة، وأعمال شعرية وروائية حظي أصحابها بتكريم من قبل القراء ولجان التحكيم. لأجل ذلك، تحتفي وزارة الثقافة بهذه الأعمال المتوجة، مثلما يقترح المعرض تنظيم لقاءات خاصة بالكتب الفائزة بجائزة المغرب للكتاب برسم هذه السنة، ضمن فقرة “كتاب وجائزة”. هذا فضلا عن لقاءات خاصة بإصدارات طبعت الحياة الثقافية في المغرب، مؤخرا، عبر فقرة “إصدارات”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: