مسلمو سيريلانكا متخوفون من توجهات الرئيس الجديد

يثير انتخاب وزير الدفاع السيريلانكي السابق غوتابايا راجاباكسا رئيسا للبلاد مخاوف لدى المسلمين من تجدد أعمال عنف واضطهاد تستهدفهم في البلد الذي شهد هجمات دموية استهدفت فنادق وكنائس خلال الاحتفال بعيد الفصح في أبريل الماضي.

وأعلن راجاباكسا، الجمعة، تشكيل حكومة جديدة مؤقتة من 16 عضوا عقب اختيار شقيقه، ماهيندا راجاباكسا، رئيسا للوزراء وتولي 6 وزارات معا.

وسلم الرئيس السيريلانكي، الذي انتخب الأسبوع الماضي، شقيقه الأكبر ماهيندا حقائب المالية، والاقتصاد، والإسكان، والتطوير الحضري، والمياه، والشؤون البوذية.

وفي كلمة ألقاها أمام أعضاء حكومته الجديدة، طلب الرئيس السيريلانكي دعمهم لتنفيذ تعهداته التي أوصلته إلى السلطة وحثهم على تلبية تطلعات الشعب الذي أراد التغيير السياسي.

واشتهر راجاباكسا بقبضته الحديدية كوزير سابق للدفاع من جهة، وميوله البوذية المتطرفة تجاه أقليات سيريلانكا وفي القلب منهم المسلمون من جهة أخرى، وهو ما يثير مخاوف المسلمين الذين حاولوا قطع الطريق أمام وصوله إلى السلطة.

وما يعمق من مخاوف هؤلاء الإشارات الأولى التي أرسلها راجاباكسا من خلال إعلان عزمه أداء اليمين الدستورية في مدينة أنوراد هبورا جنوب البلاد، وهي مدينة بوذية مقدسة، بعد أن تبنى في برنامجه الانتخابي سيادة الثقافة السنهالية البوذية في البلاد.

وتحظى عائلة راجاباكسا بشعبية كبيرة لدى الغالبية السنهالية في سيريلانكا، بعد أن دحرت متمردي التاميل الانفصاليين وطوت في 2009 صفحة حرب أهلية استمرت 37 عاما.

ومن المنتظر أن يقوم راجاباكسا بحل البرلمان قبل انتهاء الفترة البرلمانية لاسيما بعد إعلان عزمه الدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة.

ويسمح دستور البلاد للرئيس بحل البرلمان في مارس المقبل، والدعوة إلى انتخابات، ومن المتوقع أن يحصل رئيس الوزراء على ثقة الأغلبية البرلمانية البالغ عددها 225 نائبا. وفي أعقاب تفجيرات الفصح، اتهم راجاباكسا، الحكومة السابقة بـ”الجهل الشديد” جراء تركيزها الكبير على حقوق الإنسان والمصالحة بدلا من الأمن القومي، على حد وصفه.

واعتبر منتقدو الرجل أن هذه الكلمات لوحدها كفيلة بالتعبير بشكل كبير عن العقلية الأمنية التي يتبناها في التعامل مع الأزمات، وبما يوحي أنه سيعيد نهج أخيه في حكم البلاد بالحديد والنار، كما يصف مراقبون.

و’’الرجل القوي’’ كما يطلق عليه مؤيدوه، هو من قاد الحملة العسكرية التي وصفت بالوحشية ضد متمردي نمور التاميل قبل 10 سنوات عندما كان وزيرا للدفاع.

وتعرض المسلمون في سيريلانكا في أعقاب تفجيرات عيد الفصح إلى هجمات وصفت بالدموية. وفي مايو الماضي، أطلقت شرطة سيريلانكا الغاز المسيل للدموع على حشود هاجمت مساجد ومتاجر مملوكة لمسلمين، وفرضت حظر تجول في كافة أنحاء البلاد بعد أسوأ تفجر لأعمال عنف طائفية منذ تفجيرات الفصح.

وقال سكان في المناطق التي يقطنها مسلمون في الإقليم الشمالي الغربي من البلاد إن “حشودا هاجمت مساجد وألحقت أضرارا بمتاجر وشركات يملكها مسلمون، بعد العشرات من الشكاوى التي تلقتها جماعات مسلمة من مختلف أرجاء البلاد من تعرض أشخاص لمضايقات”.

وقبلها بنحو أسبوع اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلمين ومسيحيين بعد خلاف مروري في مدينة نيجومبو التي قتل فيها أكثر من 100 شخص في هجمات عيد القيامة، وحجبت الحكومة وسائل التواصل الاجتماعي أيضا بعد ذلك الاشتباك.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: