سجال سياسي يُعيد أحزابا مغربية إلى مربّع تبادل الاتهامات

عادت العلاقة السياسية بين حزبيْ العدالة والتنمية وحزب التجمع الوطني للأحرار في المغرب إلى مربّع الخصام وتبادل الاتهامات بينهما، رغم دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس في خطابه، بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الأحزاب، إلى تجاوز الصراعات السياسية والتفرّغ لخدمة البلاد.

وأطلق رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، اتهامات تجاه رئيس الحكومة سعدالدين العثماني، بالتشويش على ما جاء في الخطاب الملكي.

وأعاد رئيس الحكومة العثماني، العلاقة إلى نقطة السجال السياسي في افتتاح ملتقى الكتاب المجاليين لحزب العدالة والتنمية ببوزنيقة، السبت الماضي، عندما انتقد عدم تقديم حزب التجمع الوطني للأحرار مقترحات أسماء شباب لتنصيبهم أعضاء في الحكومة، رغم الوعد الذي قدمه الحزب ومنح فيه الأولوية للشباب.

وقال سعدالدين العثماني، منتشيا أمام أعضاء حزبه، “أن يصبح محمد أمكراز وزيرا للتشغيل، فهذه أعجوبة الزمن وربما لا أحد توقعها وحزبنا يصنع دائما المفاجآت ونحن معتزون بأن يصبح أمكراز وزيرا بدعم من جلالة الملك”.

في المقابل، اتهم عزيز أخنوش رئيس الحكومة سعدالدين العثماني بتسريب خبر أن الملك راض عن أمكراز، داعيا إياه إلى إخبار المواطنين بدعوة ملك المغرب بالمحافظة على بعض الكفاءات في الحكومة.

وقارن أوجار عهد العثماني بعهد الوزير الأول السابق عبدالرحمن اليوسفي، قائلا “للأسف إن المغرب لم يشهد بعد رئيسا للحكومة على غرار عبدالرحمن اليوسفي، الذي كان يجيد التعامل مع أغلبيته”.

ويرى مراقبون أن الحزبين المشاركين في الحكومة لم يستطيعا معا ضبط مستوى تصريحاتهما بعد خطاب الملك محمد السادس الذي حث الأحزاب على الابتعاد عن الصراعات غير المجدية، واعتبروا أن تفاعل العدالة والتنمية والأحرار يعطي الانطباع بأن كلا التنظيمين يفتقران إلى عقلية رجال الدولة.

وفي هذا السياق، قال العثماني إن “حزب العدالة والتنمية سيبقى قويا باستمرار”، داعيا من اعتبرهم يحاولون عرقلة الحزب إلى فهم أن العالم يتغير وأن الإصلاح لن يتم إلا بدعم من الشعب المغربي.

ويتوقع مراقبون أن يحتد الصراع أكثر بين حزب التجمع الوطني للأحرار وبين حزب العدالة والتنمية ويسير نحو مزيد من التصعيد، على خلفية تبادل الاتهامات في عدد من المحطات والملفات.

وقال الأستاذ الجامعي محمد ياوحي، لـ”أخبارنا الجالية”، إن حزب الأحرار مطالب بإعداد برنامج انتخابي واضح، قابل للتنزيل وفق أجندة واضحة، ومنسجم مع الرؤية الملكية، ومع الخطوط العريضة للنموذج التنموي الجديد للمملكة أكثر من مجادلة حزب العدالة والتنمية”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: