اختتمت بمدينة الحسيمة، في عمق جبال الريف المغربية، الأحد، فعاليات مهرجان النكور للمسرح الأمازيغي، الذي يجعل من الأسبوع الأخير لشهر سبتمبر من كل عام، لحظة فنية تعبيرية يكون فيها المسرح باللهجة الأمازيغية، وبكل اللغات، سيّد حاضرة الإقليم الجبلي، مؤكدا في كل اللقاءات والندوات، أن المسرح فن أساسي لتحقيق الفُرجة، وأنه أيضا من المكونات الأساسية في الثقافة العربية – الأمازيغية الضاربة بجذورها في عمق الثقافة الإثنية للمغرب المتعدد.
وكعادة مهرجان النكور كل عام، رفع المنظمون شعارا طموحا لإقليم جبال الريف، وجعلوا من مدينة الحسيمة، ثاني أكبر مدنه بعد الناظور، محور الدورة التاسعة، تحت شعار “الحسيمة عاصمة الثقافات المتوسطية”، حيث تم الاحتفاء وتكريم عدد من الشخصيات الفنية والثقافية ذات العلاقة بالمسرح وفنونه، لعلّ أبرزها المسرحية المغربية سعاد صابر، المعروفة عند جمهورها الواسع بـ”الأم الحنون”، لكونها ممثلة من جيل الرواد المؤسّسين للفن المسرحي في المغرب، مباشرة بعد خروج الاستعمار.
وفي تصريحها أشادت سعاد صابر ببادرة تكريمها من المشرفين على مهرجان النكور للمسرح الأمازيغي، قائلة “التكريم نفس جديد للاستمرار في العطاء”، مضيفة “المسرح أعلى مستويات التعبير عن الوجود وأرقاها، والفنان المسرحي هو أكثر الناس إحساسا به وأفضلهم في تحقيق الفرجة من خلال إتقانه لعمله”. وتسترسل “المسرح يجسّد الواقع ويعبر عنه من خلال عمل تسلسلي يبدأ مع كاتب السيناريو وينتهي عند الممثل؛ عبر المخرج والفنيين”.
وأشادت الفنانة بأعلام جيلها من رواد المسرح المغربي، أولئك الذين أثروا فيها فنيا بأعمالهم المسرحية الملهمة، ذاكرة منهم الفنان الطيب الصديقي، رائد فن الفرجة وأسلوب “لَبْسَاتْ”؛ أي الحديث الذي تتخلله الفكاهة والغناء باللسان المغربي الدارج، وكذلك الفنان المسرحي الشاعر الزجال أحمد الطيب لعلج وأيضا الإذاعي محمد حسن الجندي.
ومن جهته أكد فؤاد البنوضي، مدير مهرجان النكور ورئيس جمعية “تفسوين”، ومعناها بالأمازيغية الربيع المتعدد، وهي الجهة المنظمة للمهرجان بدعم من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن الفضل في ظهور الفنانة سعاد صابر وتألقها وسط الساحة الفنية المغربية والعربية، يعود لدعم زوجها الحاج إبراهيم، الذي كان بمثابة رفيق دربها الفني بتشجيعه لها، بالرغم من أن الفن كان في تلك الفترة من ستينات القرن الماضي حكرا على الرجال دون النساء.
وسعاد صابر التي عرفت كفنانة مسرحية في العديد من التجارب المسرحية المغربية، شاركت أيضا في عدد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية، منها: “الورطة” ، والجمرة، و”خفايا”، و”درب مولاي الشريف” وفيلم “القاصرات”.