القفطان المطرز سفير المغرب في العالم

حضر أكثر من 400 شخص عرضا حصريا للأزياء المغربية في فعالية المغرب في أبوظبي ،  واستمتع الحاضرون بأناقة القفطان المغربي ورونقه الخاص الذي أبهر عيونهم وأسر حواسهم.

وأطلت العارضات بالقفطان المغربي بتألق عز نظيره، وبهاء ورونق يبعثان من ثناياه عبير المغرب العتيق، إذ تعانقت لمسات الإبداع والابتكار والتراث القديمة كقدم وعمق الجذور التاريخية والحضارية لهذا البلد الغني بالأصالة والعراقة، مع لحظات الإبهار، والتقاء الجمال بالذوق الرفيع في إحساس أفعم أروقة المكان برائحة الماضي الأصيل.

وكان القفطان في الأصل حكرا على الرجال، وكان اللباس الوحيد المفضل لدى النبلاء، من بغداد إلى قرطبة، ومن دمشق إلى إسطنبول.  وكان يجب انتظار القرن الـ17 ليدخل ضمن قائمة الملابس النسائية، ومنذ ذلك التاريخ ما فتئ القفطان يشهد تحسنا على مستوى النسج والتطريز من أجل إسعاد حواس من تلبسه من النساء، ويمثل القفطان لوحده سفرا لا متناهيا لعشاق الموضة في متاهات تاريخ عريق صقلته الخبرة وفن العيش الأكثر أصالة، كما يمثل رمز المغرب وسفيرا لها في أصقاع الدنيا.

تقول المشرفة على ركن الأزياء والقفطان المغربي والإكسسوارات التقليدية في فعاليات “المغرب في أبوظبي”، صوفيا بن إبراهيم، “لقد توارثنا هذا الزي عن أسلافنا منذ القدم، وفي هذا العام تم التركيز على فن الخياطة والتطريز التقليدي المعروف بعراقته في المغرب حيث خصصنا ركنا للماهرات منهن ليتمكن من تقديم شرح مفصل عن هذا الفن العريق للزوار”.

وتضيف، هناك عدة أنواع وأنماط من التطريز مثل التطريز الرباطي والمتميز بكثرة الألوان المزركشة والتي أبرزنا أفضلها وهو الوردي اللون المطعم بالخرز والأحجار الكريمة والذهب واللؤلؤ والكريستال، والنوع الثاني وهو ”الرندا” ويطرز بالخيط الذهبي إضافة إلى التطريز المعروف باسم ”زواق المعلم” ويغلب التقليد الأندلسي على هذا الفن بجميع أصنافه وأشكاله وألوانه وأيضا تطريز “الغرزة” وتطريز “تطواني”، إضافة إلى ركن للخياطة على يد أمهر الصانعات المغربيات.

بهاء ورونق يبعثان من ثنايا القفطان المغربي
بهاء ورونق يبعثان من ثنايا القفطان المغربي

وأضافت صوفيا، في جانبي الرواق تم تصنيف الأزياء التقليدية القديمة والمعاصرة التي مزجت الزي التراثي التقليدي بلمسات العصر الحديث من ابتكارات جديدة ومتميزة وشبابية تلائم كل الأذواق وبألوان حارة وجذابة، وللألوان الباردة الراقية نصيب كبير منها أيضا، وقد ابتكرنا أنماطا جديدة من الأكمام القصيرة لفستان لعروس والأكمام الضيقة لغيرها من الأزياء.

ويبقى القفطان أحد رموز الإبداع والثقافة الشعبية المغربية الممزوجة برائحة الحضارة القديمة، والزي التقليدي الجذاب الذي يضاهي أرقى علامات الأزياء العالمية، مما دفع ببعض المشاهير العالميين وأشهر المغنيات العربيات من النساء لارتدائه. وظهرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلنتون في إحدى زياراتها للمغرب بقفطان تقليدي بلون ذهبي، كما ارتدته الممثلة الفرنسية المعروفة كاترين دونوف التي حرصت على التزين به فوق البساط الأحمر في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية، وأيضا ارتدته الممثلة إليزابيث تايلور.

وتعشق نجمات الغناء العالمي بيونسي لونز، وماريا كاري، وجنيفر لوبيز، والراحلة ويتني هيوستن وغيرهن كثيرات، ارتداء القفطان المغربي في العديد من المناسبات الفنية العالمية، من مهرجانات وحفلات غنائية ذات صيت دولي، ومنها مهرجان “موازين” الدولي الذي ينظم كل عام بالبلاد.

وانتشر القفطان المغربي مؤخرا في دول أوروبا بشكل كبير وملحوظ، حيث اتجه عدد من كبار مصمّمي الأزياء الأوروبية إلى إبداع قصات مميزة للقفطان المغربي، وإضافة لمسات عصرية إلى ثوب تقليدي مغربي طالما جذب انتباه عشاق الموضة حول العالم.

كما لفت انتباه مصممي الموضة بشكل ملحوظ، فاتحا للكثير من مشاهير المصممين في فرنسا وإسبانيا أمثال كريستيان ديور، وإيف سان لوران، وكوكو شانيل، وإيلينا تينداس، إلى تقديم رؤية عصرية وقراءة جديدة، لموضة القفطان المغربي، فأضافوا إليه الدانتيل، والتطريز البارز بخيوط التطريز المختلفة الألوان، والفتحات الجانبية المميزة، مع تميز حزام الخصر وإضافة الإكسسوارات له.

ومن الفنانات العربيات، ارتدته المطربة أحلام، وماجدة الرومي، وديانا حداد، وهيفاء وهبي، وأصالة نصري، وشيرين عبدالوهاب، وغيرهن كثيرات.

وأصبحت العديد من النساء الأجنبيات يقبلن على القفطان المغربي كشكل من أشكال الفخامة والجمال في المناسبات، ومن بينهن العديد من النساء الخليجيات.

وقدمت مصممة الأزياء الإماراتية سارة بنت محمد القفطان المغربي بروح خليجية، معتبرة الأزياء المغربية ملابس تراثية فسعت إلى مزجها مع العباءات والجلابيات الخليجية.

يشار إلى أن أنشطة فعالية “المغرب في أبوظبي” تستمر بأجواء تراثية أخوية ستترك لزوارها أثرا طيبا وستنعش ذاكرتهم وتثري خيالهم ومخزونهم المعرفي، خاصة وأن أنشطتها تتنوع بين الثقافية والفنية والتاريخية، كما تقدم مجموعة من التحف والآثار القديمة، وذلك حتى 30 أبريل 2019 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: