مشاغل الشباب الأفريقي محور منتدى عالمي بالداخلة المغربية

انطلقت في مدينة الداخلة جنوب المغرب فعاليات الدورة الخامسة لمنتدى كرانس مونتانا العالمي، لتتواصل على مدى ثلاثة أيام، تحت شعار “بناء قارة أفريقية قوية وحديثة في خدمة الشباب”، وذلك لبحث جملة من المسائل التي تتعلق بالتحديات التي تواجه القارة الأفريقية، التي تبدأ بالأمن الطاقي ولا تنتهي عند الاقتصاد الرقمي، والإكراهات البيئية.

وستُركز هذه الدورة الجديدة لهذا المنتدى الذي تجري أعماله تحت رعاية العاهل المغربي، الملك محمد السادس، على مشاغل الشباب الأفريقي، وتشجيع ريادة القيادات النسائية، وذلك بحضور العشرات من رؤساء الحكومات والوزراء، والعديد من مسؤولي المنظمات الإقليمية والدولية الناشطة في مختلف المجالات التي تهم التنمية بأبعادها المتنوعة.

وقال بيير إمانويل كيرين، رئيس المنتدى العالمي كرانس مونتانا، خلال مؤتمر صحافي استبق به بدء فعاليات هذه الدورة الجديدة، إن اختيار مدينة الداخلة لاستضافة أعمال هذا المنتدى للمرة الخامسة على التوالي “لم يأت من فراغ، ذلك أن الداخلة أصبحت اليوم نموذجا للتنمية بالنظر إلى ما تتمتع به من إمكانيات تجعلها جديرة بتنظيم هذا المنتدى”.

وقال إن اختيار منتدى كرانس مونتانا لعقد أعماله للسنة الخامسة على التوالي مدينة الداخلة “يندرج في إطار ما تشهده هذه المدينة من تطور متصاعد، وهو ما يساعد المنتدى على تحقيق أهدافه، وخاصة منها المتعلقة بتحديات التنمية في أفريقيا”.

وأوضح أن هذه الدورة الجديدة، ستفتح المجال أمام كبار الفاعلين السياسيين والاقتصاديين في العالم، للحوار حول مسائل التنمية في أفريقيا، في سياق إستراتيجية تستند في أبعادها إلى مقومات التعاون جنوب – جنوب. ولفت إلى أن هذه الدورة ستشهد مشاركة أكثر من 50 دولة أفريقية، إلى جانب العشرات من الدول الأخرى من أوروبا وباقي أنحاء العالم، مُعتبرا في هذا السياق أن المنتدى العالمي كرانس مونتانا “وضع اسم مدينة الداخلة في خارطة الجغرافيا العالمية”.

بيير إيمانويل كيرين: المنتدى، يفتح المجال أمام الفاعلين في العالم، للحوار حول مسائل التنمية بأفريقيا
بيير إيمانويل كيرين: المنتدى، يفتح المجال أمام الفاعلين في العالم، للحوار حول مسائل التنمية بأفريقيا

ويتضمن جدول أعمال هذه التظاهرة الاقتصادية الهامة، تنظيم دورات تكوينية في مجال تكنولوجيا المعلومات وقافلة طبية متخصصة، ولقاءات بين الجمعيات الشبابية الأفريقية، إلى جانب تنظيم تظاهرات رياضية وثقافية.

وسيبحث المشاركون في هذه الدورة الجديدة سبل تعزيز مشاركة فئة الشباب في جهود مكافحة التطرف، ودور المنظمات الشبابية في الحفاظ على السلام وإشراك الشباب بشكل كلي وفعال في عمليات صنع القرار.

كما سيبحثون أيضا مسائل أخرى متعلقة بالصحة العمومية، والزراعة، وقضايا التحول الرقمي الذي بإمكانه فتح آفاق واسعة للتعليم والتمويل، حيث سيتم التركيز على النماذج الرقمية التي يتعين تطبيقها لدعم التحول الرقمي للشركات الأفريقية وتعزيز اندماجها في المنظومة الرقمية العالمية.

وسيتم خلال هذه الدورة التي سيتوجه العاهل المغربي للمشاركين فيها بكلمة هامة، التطرق إلى الصناعات الغذائية، والتنمية المستدامة في القارة الأفريقية، التي يتوقع أن يزيد فيها الطلب على الغذاء بأكثر من الضعف، مما يجعل الأمن الغذائي أولوية قصوى.

واعتبر منصف السليمي، رئيس المؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام، أن طرح قضية الشباب والسلم أمام فعاليات هذه الدورة، يعد مسألة في غاية الأهمية، بأبعادها الإستراتيجية بالنسبة إلى مستقبل القارة الأفريقية.

وقال الشباب في أفريقيا، هم المستقبل، والاهتمام بمشاغلهم الآن يعني استشراف هذا البعد الإستراتيجي، لاسيما في هذه المرحلة الخطيرة التي تحول فيها الشباب الأفريقي إلى هدف تسعى الجماعات الإرهابية إلى استقطابهم للزج بهم في الأعمال الإرهابية والنزاعات المسلحة التي تعصف بعدد من الدول الأفريقية.

وتابع السليمي قائلا إن “أهمية هذا المنتدى تكمن أيضا في توقيت ومكان عقد دورته الخامسة التي تستضيفها مدينة الداخلة الواقعة في جهة وادي الذهب من الصحراء المغربية، حيث تأتي هذه الدورة في ظرف يسعى فيه المبعوث الأممي هورس كولر إلى تحريك المساعي الأممية حول ملف الصحراء”.

ويتطلع منتدى كرانس مونتانا في هذه الدورة الخامسة إلى ترسيخ مكانته الدولية ضمن إطار مقاربته لانشغالات وتحديات القارة الأفريقية وشعوبها، التي تنسجم مع إستراتيجية الانفتاح على أفريقيا التي حددتها التوجهات السياسية للمغرب، التي ترتكز على قيم التضامن والتنمية المشتركة والشراكة المربحة للجانبين، وتعزيز الاندماج الإقليمي.

وفي المقابل فرضت مدينة الداخلة، التي توصف بأنها “لؤلؤة” الجنوب المغربي، بموقعها الاستراتيجي الهام، وقدراتها السياحية المُتميزة، نفسها من جديد كعاصمة للحوار والتبادل بين مسؤولي وخبراء أفريقيا بهدف دعم القارة الأفريقية وتعزيز سبل التعاون جنوب – جنوب.

وعلى هذا الأساس، يؤكد المغرب من جديد أنه أرض للقاءات والتبادل والحوار، لمواجهة الإكراهات التي تعاني منها القارة، من خلال التركيز على قيم التماسك والتضامن من أجل تنمية مستدامة في البلدان الأفريقية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: