رئيسة المجلس الاتحادي الإماراتي: سيادة المغرب لا تقبل أي جدل

جددت رئيسة المجلس الاتحادي الإماراتي أمل القبيسي، مساء الاثنين موقف بلادها من الوحدة الترابية للمغرب مبرزة أن سيادة المغرب على صحرائه لا تقبل أي جدل أو نزاع.

وثمنت القبيسي خلال زيارتها إلى المغرب، عاليا، الدعوة التي وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الجزائر لفتح باب الحوار، كما نوهت بهذه المبادرة الملكية كوسيلة لحل الخلاف بين المغرب والجزائر.

وكان العاهل المغربي أعرب في نوفمبر الماضي عن استعداد بلاده لـ”الحوار المباشر والصريح مع الجزائر الشقيقة، من أجل تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين”.

ويعتبر المغرب الجزائر طرفا مسؤولا عن أزمة الصحراء، وأن التوصل إلى حل لن يكون إلا بتفاهمات معها، وهو ما ترفضه سلطات البلد التي تتمسك بالمناورة عن طريق جبهة البوليساريو. وشددت المسؤولة الإماراتية على الوحدة الترابية للمملكة وعلى مغربية الصحراء مؤكدة “سنبقى داعمين لأحقية المغرب في صحرائه”.

وبدوره، أعرب سعدالدين العثماني خلال اللقاء الذي جمعه بالقبيسي، عن شكره للدعم الإماراتي للمملكة بشأن النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، معتبرا أن تهديد الوحدة الترابية تهديد للشعوب في استقرارها وفي سيادتها.

وشدد رئيس الحكومة المغربية على أن الروابط التي تجمع بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة متجذرة وإنسانية وأخوية، وأن الصداقة بين الشعبين دائمة ومستمرة.

وأشادت المسؤولة الإماراتية بالاستقرار الذي تنعم به المملكة وبمستوى التقدم الذي تعرفه، كما عبرت عن سعادتها بمستوى العلاقات المغربية الإماراتية، مبدية رغبة بلادها في تطويرها، لاسيما في مجالات التعليم العالي والصناعات التقليدية والتنمية المستدامة.

وشارك وفد برلماني كبير يمثل مجموعة الصداقة العربية والأفريقية في المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي تأكيدا على الأهمية البالغة التي تحظى بها المملكة المغربية ومجلس النواب لدى الإمارات.

وشهدت زيارة القبيسي إلى المغرب مباحثات مع الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب المغربي انتهت بتوقيع مذكرة تعاون وتفاهم بين المجلس الاتحادي الإماراتي والبرلمان المغربي. وسيُعقد بموجب المذكرة كل سنتين منتدى برلماني لمناقشة المواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البرلمانيين والبلدين.

وتعد هذه المذكرة الأولى من نوعها التي يوقعها مجلس النواب المغربي مع برلمان عربي، بهدف تفعيل التعاون البرلماني وأطر التواصل وتبادل الرأي حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأكدت أمل القبيسي أن “المذكرة تعد الأولى مع برلمان عربي وهو ما يترجم بصدق خصوصية وعمق العلاقات التي تربط الدولتين، وتعكس نجاحنا في التنسيق المتبادل على المستوى البرلماني في جميع المحافل الدولية”.

Thumbnail

وأشارت القبيسي، في ندوة صحافية رفقة الحبيب المالكي، إلى أن العلاقات المغربية الإماراتية أصبحت نموذجا مثاليا للتعاون الثنائي ليس فقط على المستوى الرسمي وإنما على المستوى البرلماني والشعبي أيضا، كما اعتبرت أن هذه الاستضافة “تبرز الدور الريادي للمملكة في رفع راية العمل المشترك على المستوى الإسلامي وتوحيد الجهود في ما يخدم الشعوب العربية الإسلامية وتوفير الأمن والسلام”.

ويرى مراقبون أن المغرب والإمارات يحتاجان إلى تطوير آليات التحاور والتفاهم بما يخدم استمرارية وتعميق العلاقات الثنائية، خصوصا أن العالم العربي مقبل على تحولات نوعية على عدة مستويات.

واعتبر المالكي، أن المذكرة ستفتح آفاقا جديدة للدبلوماسية البرلمانية لتقوم بأدوار مهمة في تعزيز  الدبلوماسية الرسمية. ولفت إلى أن زيارة الأخوة والعمل التي قامت بها أمل قبيسي للمغرب “تؤكد أهمية وحميمية العلاقات التي تربط الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية”.

وأضاف “هذه الاستثنائية في العلاقات الثنائية تتجلى في تطابق وجهات النظر في عدد من القضايا لا تهم فقط حاضر ومستقبل العالم العربي ولكن أيضا العالم من خلال مناقشتنا واستحضارنا لعدة تحديات وعلى رأسها محاربة الإرهاب وضمان الأمن والاستقرار لبلدينا وللعالم العربي”.

وأوضح “وفي هذا السياق جددنا  تأكيدنا معا على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية وثمنا الموقف الثابت للإمارات العربية المتحدة في كل ما له علاقة بالوحدة الترابية والذي نعتبره يؤكد قوة العلاقات بين الدولتين والشعبين”.

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أكد في فبراير الماضي أن العلاقات بين المغرب ومنطقة الخليج، وتحديدا مع السعودية والإمارات، “قوية وتاريخية ولها جذور”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: