عباس في السعودية لتفعيل المبادرة العربية في مواجهة صفقة القرن

ركز الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه، الثلاثاء، بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على التهديدات المحدقة بالقضية الفلسطينية، وضرورة تفعيل المبادرة العربية في مواجهة خطة السلام الأميركية التي يرجّح أن يتطرّق عرّاباها (مستشارا الرئيس دونالد ترامب جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات) خلال مؤتمر وارسو الأربعاء، لأبرز ملامحها.

ومبادرة السلام العربية هي خطة طرحها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في العام 2002، لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتقوم على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، “وفا”، أن عباس الذي وصل، الاثنين، في زيارة للرياض، بحث مع العاهل السعودي “الوضع السياسي الراهن، وما تتعرّض له القضية الفلسطينية من أخطار، خاصة مدينة القدس”.

وأطلع عباس العاهل السعودي على “المؤامرات التي تحاك لتمرير ما يسمى الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن”. و”صفقة القرن”، هي خطة تعدّها الولايات المتحدة، ويتردد أنها تتضمن “إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل”.

وفي وقت لاحق قال نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية، إن عباس قدّم للعاهل السعودي شرحا مفصلا للموقف الفلسطيني الرافض للمشاركة في مؤتمر “وارسو”، الذي تنطلق أعماله اليوم.

وكانت السلطة الفلسطينية شنّت هجوما لافتا في الأيام الأخيرة على مؤتمر وارسو الذي سيعقد على مدار يومين في العاصمة البولندية، واعتبرت أن هذا المؤتمر هو “مؤامرة أميركية” تستهدف إنهاء القضية الفلسطينية.

وأعلنت السلطة رفضها المشاركة في هذا المؤتمر بعد دعوة تقدّمت بها واشنطن. وبالمقابل يحضر المؤتمر كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعرّابا خطة السلام الأميركية جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات.

وتريد الولايات المتحدة على ما يبدو استثمار المؤتمر، لمناقشة بعض تفاصيل الخطة الموعودة قبل الإعلان عنها رسميا بُعيْد الانتخابات العامة الإسرائيلية المقررة في أبريل المقبل.

Thumbnail

ويشكّل هذا الأمر أحد الدوافع الرئيسية التي قادت الرئيس الفلسطيني إلى السعودية، لشرح الأسباب الكامنة خلف ضرورة التصدي لهذا المؤتمر، الذي كانت دعت إليه الولايات المتحدة قبل أسابيع لبحث أزمات الشرق الأوسط مع التركيز على التهديد الإيراني.

ووصف شعث زيارة عباس للسعودية بـ”الهامة”، لافتا إلى أن المملكة “تلعب دورا هاما في السياسة العربية، في ظل المتغيّرات الدولية الجارية”. ويأتي اللقاء بحسب شعث، لـ”حثّ السعودية على مواصلة دعمها المالي والسياسي لفلسطين”، مشددا على “دور المملكة في مساندة القيادة الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن”.

وكانت السلطة الفلسطينية قد اتهمت مؤخرا كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بتشديد الحصار المالي عليها، عبر الضغط على المصارف لوقف التعامل مع الفلسطينيين، وتوجّه إسرائيل لاقتطاع جزء من أموال الجباية للسلطة الفلسطينية.

ونفت الولايات المتحدة الثلاثاء، أن تكون قد مارست ضغوطا على المصارف، وقال مسؤول أميركي إن “الولايات المتحدة لم تطلب من الجهات المانحة الأجنبية الحد من مساعداتها للفلسطينيين، كما لم تطلب من المؤسسات المالية وقف التحويلات المالية إلى الحسابات المصرفية التابعة للسلطة الفلسطينية”.

وذكر مستشار الرئيس الفلسطيني أنّ الموقف السعودي “يؤكد على تمسّكه بمبادرة السلام العربية، ورفض التطبيع مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية”.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، في وقت سابق إن الملك سلمان جدد، الثلاثاء خلال جلسة مباحثات مع عباس، “التأكيد على وقوف المملكة الدائم مع فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: